رغبتي بالانتقام

4.3K 54 4
                                    

رَغبتي بالانتقام..! 

في الممر الطويل المؤدي إلى حديقة بيتها، كانت سودة تمشي مسرعةً وملامح الغضب تتجلَّى على وجهها، تحمل بيدها حقيبتها وملف الأوراق الذي يحوي على جميع الدلائل التي أمسكتها على عمر، وعلى كل دليلِ أمسكته كانت تبكي دماً على كل قطرة حب حملتها في قلبها لأجل هذا الحقير، فتحت باب الحديقة ودخلت واغلقته بقوةٍ خلفها؛ فتحولت جميع الأنظار إليها، ابتسمت للجميع وقالت:

"أهلا بكم جميعا.. -اقتربت من عمر لتكمل- حبيبي كيف تدعو كل هؤلاء الناس ولا تخبر زوجتك؟ لا يجوز!"

كانت تتحدث ونبرتها ونظراتها بها شيء من السخرية. نظر إليها عمر متفاجئ، واقترب منها وقال بصوت منخفض وغاضب:

"سودة ما الذي أعادكِ من رحلة العمل بهذه السرعة؟ ثم لا تتحدثي بهذه الطريقة، يوجد ضيوف"

ضحكت فقال:

"اصمتي واصعدي لغرفتكِ ! لا أدري ما حلَّ بكِ، ولكن كفى وقاحة أمام الناس!"
قالت بصوت منخفض:

"أغلق فمك! …"

كادت أن تكمل حديثها لولا أن صديق عمر -اسمه خالد- وضع يده على كتفها وقال:

"توقفي سودة! ما الذي حصل معك؟ "

قالت:

"أنت ابتعد ولا تلمسني ! إياك أن تعيدها مرة أخرى"

التفتت إلى الضيوف الذين ينظرون إليها باستغراب، وكأنهم يقولون هل هذه سودة؟ هل هذه هي الشابة التي استلمت إدارة مؤسسة المملكة عن والدها بعد وفاته وصعدت بها إلى القمة؟ هل هذه هي الفتاة التي لا تملك دقيقة واحدة لإضَاعتها بسبب كثرة عملها وانشغالها ؟ وما قالته بعد هذا كان سببا يؤكد لهم أنها هي الرئيسة ذات الثلاث وعشرين عام سودة الشريف، ابنة الرئيس المتوفي منذ سبعة أعوام  رائد الشريف، وزوجة رئيس شركة إعلانات منذ أربع سنوات وهو عمر المعتز.

بعد أن التفتت للضيوف قالت:

" أخرجوا من بيتي الآن، انتهى الحدث "

قال عمر:

"ماذا تقولين الآن؟؟ هل جننتي؟!'

قالت :

"لا تدعني أكمل كلامي أمامهم وَليخرجوا جميعا من بيتي الآن!"

قال عمر للناس: 

"اعتذر منكم ولكن علينا إنهاء الحدث الآن. أشكركم جميعا"

خرج الناس وهم يتحدثون بما قالته سودة والحمدلله أن أحداً من الصحافة لم يكن مدعو. بعد خروج الناس بقي خمسة أشخاص مع سودة وهم عمر وخالد وشقيق عمر الصغير علي ووالدة عمر وصديقة خالد. قال خالد:

"الآن هل تستطيعين يا سودة أن تفهمينا ما حصل معك حتى تفتعلي هذه الفضيحة؟!"

قالت:

الخيانة بالخيانة والبادي أظلم (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن