انا رح انشر حسب النظام القديم جمعة و ثلاث .. و اذا كان بدكم انزل بسرعة علقوا و صوتوا ...
بسم الله نبدأ ... صلوا على سيدنا محمد ..
.............................................
اجتمع كل رجال الامن و الاطفاء اسفل المجمع الذي يشتعل بالنيران التي ارتفع لهيبها في كل مكان ...
امسك الجميع قطعة قماش كبيرة ليسمحوا للذي بأعلى البناية بالقفز من الشرفة ...
سيارات اسعاف تلف المكان جرحى .. موتي .. بكاء .. تحسر .. لوعة ..
انتظر الجميع خروج يارا لكن لا شيء لم يظهر احد منذ وقت ...
اسرع ادم ليدخل لكن اولاده الاربع وقفوا حاجزا امامه يمنعوه من تعريض نفسه للخطر يكفي واحد خوفا من ان يخسروهم هما الاثنين ...
قال اياد : ابي ليس الوقت المناسب لتملكك .. دع رجال الامن يقومون بخدمتهم ...
امسك ادم اياد من تلابيبه و هزه قائلا : المرأة التي تمنعوني ان انقضها زوجتي حياتي ان كان قدرها ان تموت بالداخل فأنا ايضا قدري ان اموت معها ...
كان سيتجه الى الداخل لكن جهاد وقف بطريقه فدفعه ادم و دخل قائلا : ابتعد عن طريقي انت الاخر ..
دخل ادم الى المجمع .. يبحث في الطابق الاخير عن روحه جوهرته ... يتذكر اخر كلماتها "انا سأصعد لاحضر هاتفي .. احبك صغيري ... لن اتأخر انتظرني حتى اعود"
اخذ ينظر الى كل مكان متجاهل النيران المشتعلة التي تريد ان تطال جسده .. دخل الى المحل يبحث كالمجنون عن طرف خيط يوصله لها ... فجأة سمع صوت انين اسرع اليه فوجد فتاة صغيرة تأن بتألم من الحرق الذي طال يدها ... حملها بهدوء و انزلها الى الاسفل لتتم معالجتها ... ما ان وضعها بأيدي الطبيب حتى صعد الى اعلى يعاود البحث من المكان الذي توقف به ...
دخل الى متاجر كثيرة لكنه لم يجد شيء ... تعكل بشيء ما و كاد يسقط على اثره نظر اسفله فوجد يارا تنام كجثة هامدة الدماء تنزف من رأسها و اعلى حاجبها ... كتفها الايسر مليء بالدماء ....
نزل على ركبتيه امامها يحاول افاقتها و هو يقول : يارا افيقي ... صغيرتي افتحي عينيك ارجوك ..
لا يوجد رد نزل بوجهه امامها يتحسس انفاسها فوجدها تتنفس بصعوبة ... هي على قيد الحياة ...
حملها بهدوء مراعيا الحرق الذي بكتفها و ساقها و نزل الى اسفل ... وجد سيارة الاسعاف امامه فوضعها على السرير هناك ليسرعوا بوضع كمامة الاكسجين لها ...بينما يحاولون تعقيم الحرق ...
نظرت تالا الى امها بهلع و الدموع تنزل من عينيها دماءا ثم قالت بصدمة و هي تهز ادم : ابي ... ابي امي تنزف ...
نظر ادم الى يارا و قد عاودت ذكرى مؤلمة الى عقله ... بينما الطبيبة قالت : علينا ان نأخذها الى المشفى فورا ... نزفت الكثير من الدم ...
ركب ادم بجوار يارا في سيارة الاسعاف بينما لحقه الجميع الى المشفى ..
اتصل ادم بدكتور القلب الخاص بيارا يطلب منه ان يحضر بشكل عاجل ... الى المشفى ..
دخلت يارا الى غرفة العمليات التي استغرقت بها ثلاث ساعات بالضبط شعر فيهم ادم ان روحه تنسحب من بين جنباته .. بينما اولاده كل ضائع في بحر لا قرار له .. الفتيات يبكين بلا انقطاع خاصة بعد ان رأوها بتلك الحالة ...
خرج الطبيب من غرفة العمليات تليه الممرضة التي قالت : سيد ادم ...
هز ادم رأسه الذي كان يضعه بين كفيه ثم مسح الدموع التي نزلت من عينيه و وقف متأهبا ليسمع الخبر الذي يحدد مجرى حياته ..
قال الطبيب بإبتسامة : لا تقلق زوجتك بخير و هي فقط اصيبت ببعض الحروق من الدرجة الاولى الغير مضرة فقط يجب عليها ان ترتاح ...
سعد الجميع لها الخبر خاصة ادم الذي وضع يده على قلبه يطمأنه ..
قال الطبيب : سيد ادم هل تسمح لي بكلمة على انفراد ..
مشى ادم معه حتى اصبحوا بمفردهم ثم قال : السيدة لم تكن حالتها على ما يرام عندما اتت خاصة انها كانت حامل و اجهضت ...
فتح ادم عينيه على مصرعيها ثم حك فروة رأسه فأكمل الطبيب : اخبرتك ان تكون حذر حتى لا تتعب .. لو لم يحدث هذا معها كنت ستخسرها ...
قال ادم : في اي شهر كانت ...
قال الطبيب : اسبوعين .. حامل في اسبوعين اتمنى ان تكون حذر بعد الان لان سنها لا يسمح بالحمل ...
اومأ ادم ثم قال : لكنها بخير الان اليس كذلك ..
تنهد الطبيب قائلا : بخير... بخير .. استأذن ...
ذهب الطبيب بينما هرع الجميع الى ادم يسألونه عما قاله في حين انفرجت شفتا ادم على ابتسامة ما لبث حتى ضحك بصوته كله .... استغربه ابنائه خرجت يارا من غرفة العمليات فأسرع لها و امسك يدها يقبلها قائلا : الحمد لله على سلامتك صغيرتي ...
جذب الشرشف يغطي جسدها فهي فقط ترتدي ثياب المشفى القصيرة قبل رأسها بحنان ثم وزع قبلاته على وجهها و رقبتها متمتما بجميع كلمات الشكر ...
سمع بعد مدة طويلة صوت آنه خفيفة تخرج من بين شفتيها انتفظ عليها و احاط وجهها بيديه قائلا : يارا انت بخير .. افتحي عينيك جوريتي ...
فتحت يارا عينيها ببطئ ثم اعادت غلقهما بسبب نور الغرفة الساطع .. فتحتهما بعدما اعتادت على نور الغرفة همست : ادم ...
ابتسم ادم بإتساع ثم قبل شفتاها قائلا : قلب ادم ..
قالت بذهول و هي تطالعه : انا لم امت ...
عبس على كلماتها الجارحة بالنسبة له ثم قال : و هل كنت تنوين تركي ...هل كنت تردين ان تقتليني ...
تنهدت بتعب ثم قالت : ادم لما بطني تؤلمني ..
هنا ضحك ادم ملئ فاه ضحك هستيري بينما يارا تنظر اليه بعدم فهم قالت : لماذا تضحك ..
وضع يده على بطنها و قبلها قبلة طويلة و قال : كان هنا طفل طغير لكنه ذهب ..
نظرت له لحظات و فتحت عينيها على مصرعيها و قالت بصدمة : كنت حامل ...
اومأ و هو يمسك ضحكاته فقالت بشبه صراخ : حقا ...
دنى منها و قبلها برقه ثم ابتعد عنها و قال : لا تقلقي لا احد يعلم بهذا....
اشتعلت وجنتيها بحمرة قانية ثم رفعت يدها السليمة و ضعتها على عينيها و قالت : لماذا حدث هذا .. اولادي رجال و سأصبح جدة و في الاخير ماذا انا الحامل .. يا ربي ...
وضع يده على وجهها و مسح برفق على وجنتيها المصبوغتين بالاحمر ثم قال : لا تخجلي هذا طبيعي ... اصلا لا احد يعلم هذا ...
كانت سترفع نفسها لكنها شعرت ان كتفها قد خلع من محله فصرخت بألم .. قال بحنان و خوف عليها و هو يعاود تعديل نومها : لا تتحركي .. كتفك مصاب و يجب ان تحاذري ...
نزلت دموعها الما فمسحهم بشفتيه و هو يتمتم بإعتذار لانه لم يكن كفأ بحمايتها بينما هي عادت الى نومها ....
دخل الجميع بعد ان سمح الاطباء لهم بأن يدخلوا الى الداخل ليطمأنون عليها ...
قال جهاد و هو يقبل جبين امه : كيف حالها ...
قال ادم بعدما ابتعد قليلا ليطمأنوا عليها : بخير .. الحمد لله .. فقط كتفها و رجلها يؤلمانها حتى نامت من فرط تعبها ..
امسك جود و جاد كلتا يديها و قبلاها بحنان بينما لارا اسرعت تندس بين احضان امها هي و تالا التي اخذت تبكي بقوة لم تستطع ان تتخيل لحظة بدونها ...
افاقت يارا على صوت بكاء تالا فنظرت لها و همست : تالا توقفي بكاء ..
نظرت تالا لها سريعا ثم دفعت جود و احتضنتها قائلة : امي انت بخير اليس كذلك ..
رفعت يارا يدها و مسحت على ظهر تالا بحنان و قالت : لا تقلقي انا بخير ... لكن يا نكدية توقفي بكاء ستأتي ابنتك نكدية مثلك ..
ضحكت تالا بخفة فرفعتها يارا قليلا و قبلت رأسها قائلة : لا تبكي امسحي دموعك ... دموعك غالية عندي ...
قبلت تالا خد و رأس امها و قالت : الحمد لله على سلامتك يا امي ..
ابتسمت يارا بحنان فقال اياد براحة و هو يتقدم منهما : اخيرا يا امي ما هذا اخفتنا عليك ..
قبل رأسها قبلة طويلة و قال : الحمد لله على السلامتك ...
جذبت يارا اياد لها و همست في اذنه بكلمات لم يسمعها غيره ... اومأ ثم جذب تالا و خرج برفقتها ليذهب الى الطبيب كما اوصته امه ليتأكد من حالة صحتها فالبكاء مضر لها و لطفلها ...
تقدم جود من امه و قبل يدها و رأسها ثم قال : اخفتنا .. لا تفعلي هذا مجددا فهمت ...
قبلت يده و قالت : اسفة
ابعد جهاد اخيه و قال : دوري دعني اسلم على امي ..
قال ادم من خلفه : بلا احضان
نظرت يارا لادم بعنجهية ثم جذبت ابنها تحتضنه قائلة بهمس : دعه يغار قليلا ليهتم بي ..
ضحك جهاد ثم قبل خدها و قال : الحمد لله على سلامتك ..
ابتسمت ثم جذبت جاد تقبله ايضا ... قال جاد و هو يقبل وجنتاها و جبهتها : الحمد على سلامتك يا اغلى امي .. اوقفت قلوبنا من خوفنا عليك ..
ابتسمت يارا ثم احتضنته قائلة : الحمد لله على كل حال ...
اقتربت بسمة منهما و قبلت يدها قائلة : الحمد لله على سلامتك يا امي ..
نظرت يارا لـ لارا و قالت : الن تسلمي على مامي ام لا تريدين ..
قالت لارا بحزن طفولي : انت من جذبت اولادك الذكور و تركتني ..
قالت يارا : بما انك لا تريدن انت تأتي لي اذا دعيني اذهب انا ..
اسرعت الصغيرة لامها و قالت : اياك و ان تتحدثي هكذا مجددا ..
ضحكت يارا و هي تناغش طفلتها ثم قالت بقلق : اين جوري ..
قال ادم : لا تخافي اهدأي .. هي في الفندق و طلبت من يحيا ان يحضرها و اظن انهم بالطريق ...
هزت رأسها ثم قبلت طفلتها التي قالت : تشعرين بألم كبير اليس كذلك ..
قالت يارا : كل شيء يهون علي عندما اراكم بجانبي ..
اغمضت عينيها بتعب فإحتضنتها لارا لا تريد مفارقتها .. بينما خرج الجميع تاركينها ترتاح .. اتي اياد و جلس بجوارهم فقال جاد : اين تالا ..
تنهد اياد : حجزتها الطبيبة لتعطي لها المقويات قالت لو تأخرت ساعة اخرى كانت اجهضت ..
شهقت بسمة بفزع بينما قال جود : المصائب كلها تأتي خلف بعضها ..
وضع ادم وجهه بين يديه و ضغط عليه بقوة و استغفر قائلا : اين جوري للان ...
قال جود : بما انها مع يحيا فهي بأمان ليته لا يحضرها فنحن اصلا سنذهب لن يسمحوا لنا بأن نظل اكثر ...
قال جهاد : انا سأتصل به ان لا يحضرها جوري حساسة و اذا اتت يمكن ان يحدث لها شيء ...
لم يتحدث ادم شيء في حين جلست بسمة بجواره و ربتت على ظهره و قالت : لا تقلق يا عمي ستكون بخير .. فقط يجب ان ترتاح لا اكثر ... احمد الله انها مازالت على قيد الحياة
اومأ ادم و قال : الحمد لله على كل حال ... المهم انها مازالت بجانبي و كل شيء يهون ...
ابتسمت بسمة و قالت : انا سأبقى معها اذا اردت و انت اذهب و ارتاح ... صحتك اهم ..
رفع ادم رأسه و نظر لها و قال بإبتسامة حانية : صحتي تعود لي عندما اراها امامي .. اذهبي انت و زوجك الى المنزل مازالت عروس جديدة و لا يجب ان تبيتي هنا ...
قبلت يد ادم ثم وقفت و اتجهت الى زوجها و تأبطت يده فقبل رأسها هامسا : سنبقى قليلا و نذهب ...
ابتسمت بحنان فنظر ادم الى الى جهاد : كيف حال جوري ...
قال جهاد متنهدا : تبكي لكن يحيا بجوارها لا تقلق اخبرته ان يخرجها قليلا حتى تنسى ....
قال : و كيف عرفت ان المجمع سيحترق ..
جهاد : لهذا حديث اخر يا ابي .. طويييل ..
وقف ادم و اتجه الى غرفة يارا ثم قال : جاد خذ زوجتك و عد الى الفندق و انت اياد اذهب الى الطبيبة و استعلم عن حالة تالا و الافضل ان تدعها هنا حتى يهتموا بها اكثر ... جود و انت جهاد عودا و اهتما بأختكما ...
نظر جهاد لاخيه ثم هز رأسه و نزلوا الى الاسفل في حين دخل ادم ليارا و جلس على الكرسي بجانبها يمسك يدها و يقبلها بحنان ....
و اياد ذهب الى زوجته التي تعلق عليها المحاليل نائمة براحة بعد يوم متعب مليئ بالتوتر و الخوف ...
.......
خرج الجميع و وقفوا امام باب المشفى ينظرون الى الامطار الغزيرة التي سقت المكان ...
اخذ جاد زوجته و ركب في سيارته ليذهب الى الفندق في حين ذهب جهاد الى اخيه و مسح على ظهره و قال بثقة : اسمع يا اخي صحيح انك الكبير لكنك لا تفهم في اسلوب التعامل مع الفتيات شيء ... سأعطيك نصيحة .. اقترب و ابتعد ..
نظر له جود ببرود و قال بسخرية : حقا يا عريف ...
قال جهاد : اقترب منها حتى تمل منك ثم ابتعد عنها لدرجة انك لا تحادثها ..
تنهد جود بيئس : ليس لدي خيار اخر لافعله انا من اخطأت و انا من سأصلح الخطأ ...
قال جهاد : ادفع ثمن قبلتك يا جود و خذها تحفيزا لتحصل على المزيد و هي حلالك ..
غمز جهاد فذهب جود يخطو خطوة خلف اختها يفكر في ملاك و حديثها الرقيق ... فجأة وجد نفسه اسفل منزلها مقابل غرفتها ينظر الى نافذتها المضيئة و كأنه يناجيها ...
دخلت السيدة كريمة على ابنتها و قالت : المطر تنزل بشدة اغلقي النافذة ثم اكملي قيامك ..
اومأت ملاك ثم نهضت لتغلق النافذة فرأت ذاك العاشق المتيم الذي يقف تحت المطر لساعات طويلة يناجيها ان تعفوا عنه ... نظرت له بعاطفة سرعان ما تحولت لبرود ثم اغلقت النافذة في وجهه و دخلت ...
انزل جود رأسه بيئس ثم مسح الماء الذي بلل وجهه و خصلاته في حين هي نزلت على الارض و اخذت تبكي بدون انقطاع تناجي ربها ان يعفوا عنها هذا الذنب الذي فعلته ....
وقف جود لساعات طويلة تحت المطر ينتظر ان يراها او حتي يلمح طيفها بينما هي تراقبه خلف الستائر حتى لا يراها ...
تنهد جود ثم استدار و ضرب بقبضته جذع الشجرة ثم سار مبتعدا ... ابعدت طرف الستائر تنظر اليه لم تعلم ما تفعل قلبها يقول اذهبي له و عقلها و ضميرها يقول ابتعدي.......
.......................................
يجلس امامها بلا قوى و هو يراها تبكي بدون انقطاع .. ربت على ظهرها و قال : اهدأي يا جوري امك بخير لا تخافي ..
قالت بصوت متقطع مبحوح : لكنها كانت ستمو...
اوقفها بيده ثم قبل رأسها و ادخلها بداخل صدره يمسح على ظهرها بحنان ... لم تتوقف من نوبة بكائها فحملها بين يديه و خرج من الفندق ..
بينما جوري كانت متمسكة به بقوة تلف يداها حول رقبته غير ابهة اين يخطوا او اين يذهب ...
وقف يحيا امام شاطئ البحر ثم جلس في الارض و وضعها بين رجليه يداعب خصلاتها الحريرية المتطايرة ..
همس قائلا : انظري الى هذا المنظر الجميل ....
نظرت الى البحر بموجه الهادئ و السماء السوداء بنجومها المتلئلئة و قمرها الساطع ....
هدأ بكائها نسبيا ثم نظرت الى يحيا : امي بخير اليس كذلك انت لا تكذب علي ..
قبل رأسها يدفن وجهه بين خصلاتها قائلا : اقسم لك انها بخير ...
اومأت ثم اتكأت على كتفه تنظر الى المكان مد يده فوضع حارسه علبة عصير عليها .. فتحها لها ثم قال : اشربيها كلها لا اريد فيها نقطة صغيرة ..
اومأت و امسكت العصير فعبس متنهدا لا يريدها ان تصمت هكذا فأكثر شيء يعذبه ان تصمت و تضعف ..
احتضنها بقوة حتى شعرت ان عضام ظهرها تكسرت من قوة ضغطه لكنها لم تعارض بل اعجبها شعور الامان بين احضانه .....
همست : هل تسمح ان انام على صدرك... لان انا متعودة ان انام على صدر جود ..
ضحك بخفة و كم كانت ضحكته رنانه تغلغلت بداخل قلبها و انعشته ... توسدت صدره فكانت دقات قلبه مختلفة عن دقات قلب جود ... نبضه سريع لدرجة شعرت انه سيخرج من مكانه ... حضنه دافئ و مريح رغم قسوته ...
لم تشعر بنفسها حتى غاصت في عالم الاحلام التي زينها ذاك الفارس المقداد الذي لاول مرة يزورها ... كم كان ذو هيبة بذاك المظهر الرائع ....
مسح يحيا على شعرها يرتبه بعدما دثرها بلحاف طلبه لها ... كان مكتف بها و هي بين يديه ...
مال على اذنها و همس بكلمات شغوفة احيته : اعدك انك ستكوني نصيبي ... جوري يحيا عز الدين .. زوجتي العزيزة ..
اتكأ على رأسها يشم عبق رائحتها المخدرة حتى نام بجوارها .....
............................................
رن هاتف جهاد في جيبه فحمله بين يديه ليجده مضيئ بإسمها معذبته و معشوقته 'رحمة' اجاب متلهفا ليسمع صوتها الحنون مردفا : كيف حالك يا جهاد ...
انفرجت اساريره و هو يسمعها تنطق اسمه فقال : الان اصبحت بخير بعد ان سمعت صوتك ...
ضحكت بخفة ثم قالت : حقا هذا ...
اجاب : حقا ... الا تعرفين تأثير صوتك علي ..
قالت بدلال : لا .. لا اعرف اخبرني كيف يؤثر عليك ..
ابتسم بإتساع ثم قال : سأخبرك عندما يحين الوقت لذلك ...
قالت : و متى يحين الوقت لذلك ..
همس بوقاحة : عندما نكون بمفردنا في غرفة مغلقة و تكونين زوجتي ساعتها سأتفنن في قولها لك ..
اشتعلت وجنتيها بخجل : لا تحرجني انت وقح جدا على فكرة ...
ابتسم بمكر : لم تري من وقاحتي شيء لما انت مستعجلة لتريها ...
قالت : جهاد ...
ضحك بصوته كله و هو يسمع صوتها الخجول المحرج المتقطع ثم قال : حسنا سأسكت الان لكنك ستدفعين ضريبة كلامي لحقا ..
تأففت بحنق فقال : ماذا تفعلين الان ..
قالت بتعب : ادرس .. كما تعلم امتحاناتي قريبة و انا ادرس ...
اجاب : و لما اتصلت بي بما انك تدرسي ..
قالت بخجل : لم استطع ان اكمل دراستي فقلت اتصل بك لانشط لاستطيع ان اكمل دراسة ...
رفع حاجبه بإستغراب ثم قال : تتصلي بي لتنشطي... لماذا ماذا يعني صوتي لك ..
قالت بنبرة ماكرة : عندما اكون زوجتك سأقول لك هذا ..
صفر بمرح ثم قال : تقلبين لعبتي علي... حسنا سيدة جهاد سنتقابل يوما ما ...
اهتز كل كيانها لكلمته 'سيدة جهاد' احمرت بشدة و اصبح قلبها ينبض بشكل جنوني و كأنها بسباق .. امسكت طرف خصلاتها الصفراء القصيرة و رفعتها عن وجهها تداعبها و هي تتحدث معه بشكل يسرها و يسره بين حدود الادب ...
ضحكت بصوت مرتفع مطعم بدلال تستعمله كسلاح ليلين بين يديها فقال بوله : اااه لو كنت بين يدي الان لسحقتك في حضني ...
ابتسمت ثم قالت بمكر : تزوجني ...
قال بهدوء : قريب اعدك قريب ...
قالت : قريب ...
اجابها بتأكيد : اجل قريب ... قريب جدا ..
هزت رأسها بإيجاب و قالت : جيد ... سنتزوج قريبا اذا ..
قال : و سيصبح لدينا اطفال بعدد شعر رأسك ..
ضحكت قائلة : و هل تراني ارنبة حتى اجلب كل ذاك العدد ..
قال : اجمل ارنبة بحياتي ..
ضحك و ضحكت و هما يتخيلان اولادهما قال جهاد : افضل ان يكون لهم عيون ک عينين ..
قالت : تؤ .. افضل ان يكون لون عيونهم كلون عيونك النادر ..
قال بخبث : و ما لون خصلاتك حتى اقول لك ايهم اجمل ..
قالت بعنجهية ودودة : لون خصلاتي اصفر ..
قال بمكر : لون خصلاتي اجمل ..
قالت بذهول : حقا .. لون خصلاتي ليس جميل ..
اجابها سريعا : لم اقل ان لونها ليس جميل بل قلت ان خصلاتي اجمل ..
ضحكت قائلة : حسنا خصلاتك اجمل ارتحت ..
ضحك ثم هز رأسه و هو يكمل حديثه معها وسط ضحكاتها و ابتساماته المميزة التي لم تستطع انثى ان تجعل شفتيه تنفرج بتلك الضحكة المجلجلة ...
..........................................
دخل جاد و بسمة الى جناحهم .. و فور ان اغلق الباب حتى جذبها لتلتصق به ... شهقت بفزع عندما ارتطمت بصدره بقوة و قالت : افزعتني يا جاد لما فعلت هذا ..
نزع عنها طرحتها ثم قال بإبتسامة : الم تفكري ان تنجبي لي نونو صغير ام انك لا تريدين ..
خجلت بشدة من كلامه ثم قالت بخجل : ليس بيدي ..
ضحك بخفة و هو ينزل سحاب فستانها .. يمرر يده على طول ظهرها العاري لتتشنج كل عضلاتها من لمساته التي لا تمد للادب بصلة ... قال بخبث : لكنه بيدي ..
شهقت بعد ان نزل و حملها يضع يده خلف ضهرها و الاخرى اسفل رجليها .. خطى بإتجاه السرير بينما هي تتلوى بين يديه قائلة : انزلني يا جاد ارجوك ... انزلني ..
وضعها على السرير بحذر ثم اعتلاها بجذعه يدفن وجهه في عنقها يملئ رئتيه بعبق رائحتها قائلا : انزلتك الان .. هل تريدين شيء اخر ..
هزت رأسها بنفي تقاوم سحره عليها قبل عنقها قبلات خيالية عاشقة .. عنيفة تترك اثرها ثم رقيقة ناعمه ..نزل بقبلاته حتى صدرها يطبع علامات امتكلاكه به علي جيدها ثم صعد الى شفتاها يلاصق شفتيه بهما همسا : حقا لا تريدين ..
لم تجب لانها كانت في ملكوت اخر متخدرة بسحره الذي طالنا تفنن في القائه عليها ..... نزل على ثغرها و قبلها بجنون و شغف مستسلما لشعور التخدر الذي غمره بينما هي بادلته قبلته برقة و جنون گ جنونه .. لفت يداها حول رقبته تطوقه و تمسك شعره بخفة متجاوبة معه....
امتدت يد جاد الى الابجورة و اطفأها معلنا ان ليلة الاحلام قد بدأت لتسكت شهرزاد عن استرسال الكلام الغير مباح ....
اشرقت شمس يوم جديد تعلن عن بداية يوم مليئ بالمغامرة ... تسلل ضياء النور على رؤوس اصابعه للجناح .. يوقض اهله بحنان بلمساته الدافئة على وجوههم ...
فتحت بسمة عينيها ببطئ و هي ترمش بأهدابها حتى تتعود على ذاك النور ... تمددت نوم لكن يد جاد اعاقت حركتها فهو يمسكها بقوة و كأنه خائف من ان تهرب ....
تأوهت بألم من قوة قبضته على خصرها ... استدارت ناحيته تنظر الى وجهه الرجولي عن قرب لحيته المتناسقة التي زادته جمالا ...اهدابه الطويلة ة خصلاته السوداء التي تلقي نفسها على وجهه ..مدت يدها و ابعدت خصلاته مرجعة اياها للخلف ... ثم نزلت تداعب رموشه بيديها تمشطها بأناملها ...
قال بنوم : اظنها اعجبتك ..
ضحكت بخفة ثم داعبت لحيته بيدها و هي تهمس في اذنه : اعجبتني كثيرا .. لدرجة انني اريد ان ابقى لاتأملها هكذا دائما ...
فجأة وجدت نفسها اسفله يقبلها بشغف و جنون كل يوم يزيد عن ذي قبل .. لم تجد ما تفعله غير انها استسلمت لسيطرته مغمضة عينيها بشدة ..
ابتعد عنها ينهج بشدة صدره يرتفع و ينخفض بسرعة همس : افضل ان تبتعدي الان لاني لا اظمن نفسي ثانية اخرى بعد ..
ما ان انهى كلامه حتى وجدها قد فرت من امامه ترتدي روبها الخاص .. تركض الى الحمام .. اخرجت رأسها قائلة : انتظرني لنذهب عند امي للمشفى ..
اومأ ثم وقف يحمل هاتفه .. عبث به قليلا ثم وضعه على اذنه و قال : اذهب الى ايطاليا و احضر لي صفقة الاخيرة التي عقدتها معهم و قل لهم انني فسخت الاتفاق ...
اجاب الطرف الاخر : لكننا سنخسر هكذا ...
قال جاد بأمر : افعل ما قلته لك .. انا اعرف ما افعل ..
قال الرجل : امرك سيدي ...
خرجت بسمة من الحمام تلف نفسها بالمنشفة .. تجفف شعرها نظرت الى جاد فوجدته يعقد ما بين حاجبيه .. عرفت انه يفكر بشيء ما في الشركة لم ترد ان تتحدث معه حتى لا يقلبها عليها اتجهت ترتدي ثيابها في حين هو ابتسم قائلا : حضري لي ثيابي حتى استحم ..
اومأت ثم ذهبت تنفذ ما طلبه ... ... جهزت نفسها و ارتدت فستان موف مع طرحة من نفس اللون .. لحظات و شعرت بأنفاس ملتهبة تلهب عنقها .. نظرت الى انعكاس زوجها في المرآة ثم قالت : اسرع و ارتد ثيابك .. اصبحت العاشرة ...
قبل عنقها ثم قال : حاضر .. سأذهب ..
ذهب و ارتد ملابسه سريعا بينما هي تنظر له بوله تتأمله بشرود تحفر صورته في ذاكرتها ... ايقظها من افكارها عندما قال : فلنذهب ...
ابتسمت ثم تأبطت يده و خرجت برفقته ...
..........................................
استيقظت جوري على صوت رنين هاتفها فتحت عيناها المتورمة بصعوبة ثم رفعت هاتفها و اجابت ببحة رقيقة : اهلا من معي ..
فجائها صوته الغاضب : استيقضي يا جوري و تكلمي جيدا ما هذه الرقة ..
مسحت على عينيها ثم نظرت الى هاتفها فوجدت اسم يحيا يضيئه اجابت : انا كنت نائمة لذلك لم ارى من اتصل ...
قال بغضب اكثر : و هي تجيبين الجميع بهذه الرقة ...
قالت مقاطعة : اسفة ...
اكمل : ماذا افعل بأسفك الان لو كان شخصا اخر مكاني و اتصل بك و ... افسدت على هذا الصباح كنت اريد ان اقول لك شيء مهم ...
اعتدلت بجلستها ثم قالت بدلال : اسفة .. لا تغضب .. ها قل لي ماهو الشيء المهم ..
تأفف ثم قال : اردت اخبارك انني في الفندق انتظرك لتأتي ...
قفزت من على السرير و وقفت تركض الى الباب لكنها تصنمت عندما سمعت صراخه بإسمها لدرجة صمت لها اذانها .. فأبعدت الهاتف و قالت : ماذا هناك لما تصرخ ...
قال بصراخ التف له جميع من بالقاعة : هل ستخرجي بتلك الثياب التي ترتدينها ...
نظرت الى ثيابها ثم شهقت بخوف و قالت : اااانا اااسفة .. لم اقصد اان ..
قال بغضب : انا انتظرك ارتدي ملابسك و انزلي ...
كانت ستجيب لكنه اغلق الخط في وجهها نظرت الى الهاتف بحسرة ثم لوت شفتها بيئس و ذهبت لترتدي ثيابها.... ارتدت بنطال ابيض و قميص ازرق ... صعقت شعرها على شكل ذيل حصان .. ثم نزلت الى الاسفل حيث يحيا ..
وقفت خلفه فسمعته يزفر بغضب تأففت ثم ربتت على كتفه قائلة بدلال : يويو صباح الخير ..
التف ينظر اليها فوجدها تبتسم بإتساع لم يستطع ان يمنع نفسه من ان لا يبتسم ..
قال بحنان : صباح الجوري ... كيف اصبحت اليوم ..
اقتربت منها حتى التصقت به ثم قالت و هي تداعب طرف جاكيت بدلته السوداء : تحسنت قليلا .. لكنني لن اصبح بخير حتى ارى امي ..
لف يداه حول ظهرها يمسح عليه برفق ثم قبل رأسها قبلة طويلة و قال : سأخذك لها و ستريها و تصبحين بخير .. لكن الاول يجب ان نفطر .. حتى اشبع بطن صغيرتي ..
اتسعت ابتسامتها اكثر فدى منها و قبل غمازتيها ثم قال : اعشك تلك الحفرتين ...
قالت : الا تعشق صاحبة الحفرتين ..
اجابها : بل اهيم بها عشقا ...
ضحكت فكمم فمها بيده و قال : اياك ان تضحكي ..
قالت بدلع : لماذا ..
قال بشغف : لانني اغرمت بك من اللحظة التي سمعت بها ضحكتك .. فلا تضحكي الا لي ..
عدلت ياقته ثم قالت : و هل انت مستعد لتغرم بي مرة اخر ...
امسك يدها يسحبها خلفه و رفع صوته : بل آلآف المرات ...
مشت معه بدون خوف او رهبة بل كانت تشعر انها قوية بجانبه ... اخذها الى المطعم و افطرا ثم اتجها الى المشفى ...
.........................................
فتحت يارا عيناها على صوت همس ادم بأذنها : هيا استيقظي جوريتي تأخرت بالنوم و انا اريد ان ارى عيونك لاني اشتقت لهما ...
ابتسمت ثم قالت : اريد ان انام اكثر ..
جلس بجوارها على السرير و قال : استيقظي لا تكوني قاسية .. منذ البارحة و انت نائمة و انا مللت هنا بمفردي ..
فتحت عيناها ببطئ و نظرت اليه .. ثم جذبته لها و قالت بحزن : و ماذا كنت ستفعل لو انني مت البارحة .. و لم تستطع اليوم ان ترى عيني او تسمع صوتي ...
اسكتها بشفتاه التي التحمت مع شفتيها يقبلها بقسوة و قوة ادمت شفتيها ... ابتعد عنها بعد مدة يكشر بغضب قائلا بتحذير : اخر مرة اسمعك تنطقي هذا الكلام فهمت ..
اومأت بخوف من نظراته الوحشية اتجاهها .. و ارتعدت اكثر عندما غرز وجهه بعنقها يقبلها بقسوة يطبع علامته على جيدها .... حركت رجلها بقوة لتبتعد عن مكانها فقد فشلت بأن تبعده عنها بيد واحدة فصرخت بقوة .. هنا وعى ادم على نفسه و ابتعد عنها و قال بقلق : ما بك .. اسف .. اسف ...
ادارت وجهها عليه ثم مسحت دموعها ... قال : اسف ..
لم تجبه فنظر الى رقبتها فوجدها مزرقة بشدة حتى كادت الدماء تسحب منها ثم نظر الى شفتيها المتورمة ثم قال بألم و أسف : سامحيني لم اقصد ان اؤلمك لكني لم اتحمل كلامك .. لو كان حدث لك شيء كنت سأموت معك .. لن اسمح لك بأن تتركيني و تذهبي ..
قالت بعتاب : لكنك المتني الان اكثر ..
نزل الى رقبتها و قبلها برقة ثم قبل ثغرها بهدوء و قال : اعتذرت منك اسف سامحيني ...
ابتسمت قائلة : حسنا سامحتك .. لكن لا تعيد فعلتك ...
اومأ سريعا ثم قال بعشق : الان الا تريدين ان تعوضيني عن العذاب الذي عشته و انت بعيدة عني ...
نظرت اليه بعدم تصديق ثم هزت رأسها بنفي و همست : لارا اتت ..
قلب عيناه بحننق ثم نظر الى الباب ليجد تلك الصغيرة هناك تقول : اتيت ... ودع خططك ..
ابتسم ادم بتصنع و قال : اهلا بك ...
هزت الصغيرة كتفيها ثم ذهبت الى امها تاركة اياه يستغفر مرارا تكرارا حتى لا يقف و يقتلها ....
.............................................
نظرت تالا الى اياد و تأففت للمرة المليون و قالت : متى سأخرج من هنا مللت .. الم يكفوا من احتجازي الليل بطوله ...
قال اياد بصبر : نامي يا حبيبتي و لن تشعري بالوقت ...
هزت رأسها بنفي و قالت : ارجوك ايدوا اريد ان اخرج ..
طرق الباب فقال اياد : اخيرا اتت الدكتورة ...
فتح الباب و دخل دكتور شاب في الثلاثنيات فقبض اياد على قبضته يكاد يسحقها بينما قال ذاك الدكتور : اهلا سيدي اهلا مدام .. اسف لان الدكتورة خاصتك لم تأتي لان هناك حالة طارئة فأتيت انا مكانها ...
تقدم الدكتور من تالا و اخرج ابرة غريبة الشكل و كاد يغرزها بيد تالا التي اغمضت عيناها خوفا ...فقال اياد بفزع : توقف ....
.............................................
رأيكم ؟!؟؟!!
أنت تقرأ
غـر ا مـي
Romanceغرامي جزء ثاني ل عشقتها رواية تحكي عن سداسي الصياد فهل سيكون الغرام اقوى من العقبات ام العكس ..