في كافيه معروف .. يعج بحسناوات الخرطوم ذوات الملابس الفاضحة الما بتتناسب مع تقاليد الشعب السوداني و بتعكس صورة مقلوبة للبلد....
في واحدة من الطاولات كان الشباب التلاتة بضحكوا بصوت عالي و هم بعاينو لوحدة جات داخلة ، لابسة استرتش أسود و تيشيرت طويل و ضيق باللون رمادي ، و شبط عالي جدا و مجعدة شعرها ، و شايلة شنطة إيدها طويلة ... وقفت و بقت تفتش بعيونها على مكان تقعد فيهو ..
واحد منهم اسمو ممدوح طلع من جيبو رزمة فيها حوالي ٣ مليون و ختاها قدامهم و قال : حتقعد في الكورنة اليمين ديك
حسن بسرعة طلع موبايلو الآيفون 7 و ختاهو قدامهم و قال : حتقعد هناك في التربيزة الجنب الباب
حازم خلف رجلو بغرور ، و قال : أنا جيت هنا بالكوريلا و لا البي إم ؟ نسيت...
ممدوح قال : ده ما وقت العربية خلينا ف موضوعنا ، و خلصنا بسرعة قبل البت ما تقعد و الرهان يفشل..
حازم دخل يدو في جيب قميصو القدام ، و طلع مفتاح العربية ختاهو و قال : ماحتقعد أصلا ، حتطلب ميلك شيك و حتشيلو و تطلع على طول..
و ابتسم و واصل : و تحديدا ميلك شيلك بالفانيليا
حسن عاين للبت بذهول و رجع عاين لحازم و عاين لمفتاح العربية و قال : بتراهن بعربيتك ؟؟ انت أكيد جنيت!
حازم : و لسه الرهان الكبير ما جا
و أشر على البت و قال :
- شوف شوف ، البت مشت على الكاشير ، شايف حسي بتطلب.... أيوووة كده استلمت الميلك شيك ، يووووببببباااااااا البت طالعة على الباب...
و صفق وهو بضحك وسط ذهول أصحابو و بعدين شال القروش دخلها في جيبو ، و شال الايفون طلع منو الشريحة رماها لحسن و دخلو في جيبو التاني ، و شال مفتاح عربيتو و قال : أنا حازم ههههههاااااا إمبراطوووور الرهان هههععععع......
....
حازم مشى و ساب أصحابو في حالة من الذهول ، ممدوح قال : هو حيفضل كده يخسرنا دايما؟؟؟
حسن قال : نحن أحسن نبطل الرهانات دي معاهو لأنو دايما بكسب
ممدوح خبط التربيزة بغيظ و قال : و ربي ما أبطل قبل ما أعرف بكسب كيف..
اتخلعو الاتنين لمن سمعو صوت حازم و هم ما انتبهو إنو جا راجع ، سحب الكرسي و قلبو و قعد فيهو وهو مقلوب و قال :
- الحكاية مجرد ذكاء ما أكتر ، البت عاينت للمكان و تعابيرها بتدل على إنها استاءت من الزحمة عشان كده خمنت إنها حتطلع ، و من شكلها و لبسها خمنت إنها زولة أنيقة بتحب الحاجات الغالية البسيطة في نفس الوقت... الميلك شيك مشروب أنيق ، و هي لابسة أسود برمادي يعني مابتحب الألوان ، فخمنت إنها ما بتحب النكهات ،، و الفانيليا أكتر مشروب هادئ......
ممدوح ضربو في كتفو بقبضة يدو و قال : إنت بشر و لا جن ؟؟؟
حازم رجع يضحك بخبث و يقول : أنا الإمبراطووووور هههههعععععع
و فجأة قال بجدية :
- شغلو مخكم ، الرهانات دي بقت مملة ، دايرين لينا شي كده كبير و يحتاج تفكير تمام.... و أنا حأراهن بكل أملاكي الورثتها ....
حسن شهق : أملاكك ؟؟؟؟؟؟؟؟
حازم بقى يحسب على أصابع يدو :
- مصانع الزيوت والصابون ، شركة الاستيراد والتصدير ، وكالة السيارات ، دكاكين الشعبي ، أممم شقة كافوري ، فيلا المعمورة... و عربياتي الاتنين... و رصيدي الفي البنك .....
سكت شوية و ضحك بصورة استفزازية و قال : أما بيت الكدرو ده خلوهو لإخلاص و بناتها ههههه ماحندخلو في الرهان نحن ناس طيبين برضو ههههههااا
حسن قال : إنت ياخي ماعندك حتة دم ، إخلاص دي مش أمك ؟؟؟؟ إنت تلعب بالقروش لعب و سايبها في بيت قديم باقي ليهو مطرتين و يقع!!! و كمان بتضحك فيها!
حازم رفع أصبعو بتهديد وقال : يازول هيي ماعندك شغلة فيها ...
في اللحظة دي رن تلفونو ، طلعو عاين ليهو و عملو صامت و رجعو تاني و قال :
- كان تتذكرو لينا خزنة
ممدوح عاين ليهو باستياء ، و حسن ما قدر يسكت وقال :
- ياخي حرام عليك ، على الأقل رد عليها مدام ما بتسأل منها من نفسك
حازم قال : شنو ياااا أصلي داير تعمل لينا مولانا ، ماااا على هامان يافرعون ، نحن دافننو سوى...
حسن مسكو من رقبة قميصو وقال :
- أنا أي شي كعب في الدنيا دي سويتو ، إلا أمي شايلها من فوق لي راسي شيل .. مش زيك يا جاحد يا كلب
حازم لزاهو و ضربو بنية بقبضة يدو ، و ممدوح حجزهم و قال :
- ياخواننا استهدوا بالله الناس بتتفرج فيكم...
حسن شال مفتاح عربيتو و لز الكرسي بعنف و طلع ، أما حازم صلح ياقة قميصو ، وقعد و خلف رجلو و هو بحاول يمثل إنو مافي شي بهمو في الدنيا دي........
.......
بقولو يخلق من الشبه أربعين ، بس ممكن يكون من بين أشباهك الأربعين في شخص واحد بس هو المطابق ليك تماما ، و انت نفسك ما تكون متصور إنو عندك شبيه يماثلك تماما في مكان تاني بعيد منك.....
.....
في مكان بعيد كل البعد عن صخب العاصمة الخرطوم...
شاب ثلاثيني ... لابس عراقي قديم جدا ودايب ، بس نضيف و مكوي.. ربطو في وسطو عشان مايتوسخ و شال المقشاشة كنس في الحوش ، و جاب موية في جردل و رش الأرض و جر السراير في النص و فرشهم....
- يا ولدي عاد ده كلام ده ،؟؟
جرى عليها لمن شافها طالعة من جوة و ماشة بصعوبة و هي ماسكة ضهرها المحني ، مسك يدها و ساعدها تصل السرير ، و قعدها بعدين قال :
- يمة المرقك هنا شنو ، أنا كنت حأفرش العناقريب ديل حتين أجي أمرقك..
- همام ياولدي إنت كفاك شغلك بالنهار في الورشة ، شغلة البيت دي خليها لي
- معقولة يمة أخليك تشتغلي و إنتي تعبانة كدي ؟
- عالية دي كان كوركت ليها بتجي تساعدني
قال بابتسامة مرحة :
- يعني انتي والدالك راجل طول في عرض ، و تكوركي لبت الجيران تجي تساعدك ؟؟ عاد ده كلام يمة؟؟؟
ضحكت ، و بعدها قالت :
- و الراجل ده ما ناوي يفرح قلبي ؟
- إنتي براك يمة شايفة كيفن الحال ضايق ، اي ملين بكسبو في الورشة بناكلو و نصرفو في ساعتو
- إنت كان طاوعتني كل شي بتسهل ، و عالية بت سترة و....
قاطعها وقال :
- اششش براحة كدي بتسمعنا بالحيطة ....
و بعدها رقد جنبها في السرير و خت راسو في رجلينها زي الطفل الصغير و غمض و قال بهمس :
- يمة أنا بدور أعرس لي وحدي مختلفة ، مختلفة عن كل بنات الدنيا... بت كدي مما أشوفها حتدخل قلبي توووش و تتوسد ، حتسكن كل حتة فيني و عيني ما تشوف غيرها ، حتبقى ملكة قلبي و تاج راسي و نور عويناتي الاتنين ديل...
مسحت على راسو وقالت :
- ما خايفة عليك إلا من خيالك ده
- حألقاها يمة ، و لامن ألقاها ما حأفرط فيها لو أرمي نفسي في النار عشانها
- ياخوفي عليك يا همام من كسرت خاطرك
همام قلبو اتقبض من الكلمة دي ، بس رغم كده ابتسم وهو مغمض...
...
مجرد بداية
و الأحداث تأتي لاحقامع حبي لكم جميعا
رحمات صالح.