في صباح اليوم التاني...
- ماما ماتعملي في نفسك كده
- حيجنني يا ولاء أخوك ده
ولاء قالت بانفعال :
- أولا ما تقولي أخوي أنا ماعندي أخوان ، ثانيا الولد ده مفروض تنسيهو نهائي و ياريت تاني ماتتصلي عليهو ، و لو علي أنا ما دايرة أتعالج بقروشو أهون علي الموت من أشوفك بتتذلي ليهو كده
أمها قالت بفزع :
- بعد الشر عليك إنتي قطعة من قلبي ماتقولي كده... وبعدين ده حقي ، ده ميراثي الأنا ما أخدتو زمان ، لغاية ما كبر و حرمني منو... أنا عمري مافكرت أطالبو بقرش واحد ، بس إنتي و أخواتك أغلى شي عندي و مستعدة أعمل أي شي عشانكم ..
ولاء جات قعدت جنب أمها و ربتت على كتفها و قالت :
- ياااا ماما يا حبيبتي أفهمي ، المرض و الصحة كلو بيد ربنا ، و زي ما ربنا ابتلاني بالمرض اللعين ده فهو قادر يشفيني منو ، بس أنا ما دايرة أشوف دموعك دي تاني ، و ماتنسي أنا مهندسة قدر الدنيا لو شديت حيلي شوية و بطلت دلع ممكن أشتغل في أكبر شركة ههههه
- لا يابتي الشغل ملحوق إنتي محتاجة ترتاحي
- حاضر يا ماما بس أرجوووك أرجوك حازم ده أنسيهو نهائيا.. و قروشو دي ماحتنفعو صدقيني ، و كمان إنتي ما حتقيفي في وشو في المحكمة عشان تاخدي شي لأنو كده عيب يا خلوصة
إخلاص مسحت دموعها و قالت :
- طالع ظالم و قلبو قاسي زي أبوهو
ولاء قالت : الله يرحمه ، و يرحم بابا كمان
- أبوك ده مافي راجل زيو ، الله يرحمو عوضني عن الظلم العيشني ليهو أبو حازم...
و لاء مدت يدها مسحت دمعة أمها و قالت :
- خلاص ياغالية ، والله دموعك دي بتوجعني كتير ، يلا وريني ابتسامتك الحلوة
إخلاص ابتسمت و قالت :
- أنا ماعارفة لو ربنا ما رزقني بيك كنت أعيش كيف
ولاء قرصتها من خدودها بخفة و قالت بمرح :
- يختي على العسل ده لمن يبتسم ، قمررر قمر ياناس
اتفتح باب الصالة ، و دخلت وحدة و رمت اللاب كوت حقها في السرير و قالت :
- ياسلام ؟؟ و أنا وين من الحب ده كلو ؟ و لا أنا بت البطة السودا؟؟
إخلاص ضحكت وقالت :
- إنتي بتي الرافعة راسي ، تعالي يا صفاء أقعدي ارتاحي أقوم أخت ليكم الغدا
- لا يا ماما أنا جاية أشيل ولدي و ماشة طوالي
- يابتي الولد نايم جوة ، أقعدي ارتاحي شوية من تعب المستشفى و اتغدي و العصرية الواطة تكون بردت امشي
صفاء دخلت يدها في شنطتها طلعت الموبايل ، و لمن ما لقت مكالمة من زوجها قالت :
- أوكي ، لكن وفاء وين؟؟
إخلاص و ولاء عاينو لبعض و سكتو ، و صفاء قالت بانفعال :
- أوع تقولو لي عندها درس خاص ، البت دي بتكذب عليكم مدرستها مافيها أي دروس خاصة أنا بنفسي مشيت و اتأكدت
إخلاص قالت :
- أنا واثقة منها لأني مربياها كويس زي ما مربياكم...
- طيب يا ماما ، إنتي حرة أنا عملت العلي
.....
حازم في اللحظات دي كان بتقلب في سريرو ، و هو متجاهل صوت رنة التلفون الصحاهو من النوم ، في النهاية زهج و اتأفف و فتح الخط :
- أوووفففف ، في شنو يا ممدوح
- لقيت ليك الفرصة الكنت بتفتش عنها
- فرصة شنو ياخ
- مش قلت داير تخوض مغامرة جديدة ، لقيت ليك واحد ملياردير ألماني ، و بعشق المغامرات زيك كده ، والخبر السمح إنو جا السودان ، و حيدخل معاك في رهان كبير ..
حازم ابتسم و قال :
- قووود نيووز
- يلا ، كمل نومك ، اشوفك بالليل.. تعال لي في شقتي حقت المهندسين وجيب معاك الود حسن ، عندي ليكم سهرة جاااااامدة و بالمرة نشوف حنقابلو متين
حازم قفل الخط و قال بحماس :
- yaaah
....
..
همام كان في الورشة و شغال في عفش مستعجل بتاع زول عريس عرسو بعد أسبوع ، و فجأة المكنة طلعت دخان دليل على إنو موتورها حرق ، قال :
- حسبي الله و نعم الوكيل
و طوالي اتصل على العريس ، العريس ما اتفهم الموقف و جاط.. و قفل الخط ، و بعد دقايق كان عندو في الورشة :
- أسمع يا أوسطة ، إنت شلت مني عربون ٥٠٪ و أنا بعد ٣ أيام لازم أستلم عفشي ، ظروفك و مكنتك ديل مابهموني.. و الله أفتح فيك بلاغ و أقفل ليك ورشتك دي طوالي...
همام قال :
- شنوو آآعريسنا مااا تبقى نفسك حاااار كدي ، قنب جاي و أشرب ليك كوز موية و بنحلها سوى
- ما فايق ليك أنا ، وراي مية شي ، لو جيت في مواعيدي و ما لقيت عفشي جاهز ورشتك دي بتتقفل.
الزبون طلع ، وهمام من الهم قعد على رجلينو و خت يدو في راسو وقال : دي يحلوها كيفن؟ أنا باكر دغش لازم أركب أفوت الخرطوم ، أشوف لي محل يديني الموتور ده بالدين و لا بالأقساط ، اااااخخ يا همام ضاقت عليك بالحيييييل
..
.. ...
في ليلة نفس اليوم...
I was a liar
I gave into the fire
I know I should've fought it
كان حازم برقص على أنغام الأغنية و بلف بحركات راقصة حولين البت الكانت بترقص و هي شايلة كاس ،
At least I'm being honest
Feel like a failure
'Cause I know that I failed you
I should've done you better
'Cause you don't want a liar (come on)
و مسك يدها ولفاها حولين نفسها ، و هي بترقص
And I know, and I know, and I know
She gives you everything but, boy, I couldn't give it to you
And I know, and I know, and I know
That you got everything
But I got nothing here without you
So one last time
انتهت الرقصة و ممدوح و حسن والبنات المعاهم صفقو و صفرو بحماس ، و هنا البت مالت حازم و همست بدلع :
- أستاهل كم على الرقصة دي؟
حازم دخل يدو في جيبو و طلع ربطة قروش ، فكاها من اللستك و نثرها من فوقها ، و هي ضحكت ضحكة خليعة و دنقرت تلم القروش ورقة ورقة.
...
في فجر اليوم التاني :
- همام ياولدي أناا قلبي ماكلني من السفرة دي
- كلهن يومين يمة ، أجيب الموتور للمكنة و أجي ، أدعي لي يا الغالية
- الله يرزقك من حيث لا تحتسب
- أنا مارق عشان ألحق البصات ، بعد الشمس تمرق كوركي لعالية التجي تقعد معاك ، سلام يا الحبيبة
...
وصل الخرطوم الضهر ، و نزل من البص طوالي ركب المواصلات و مشى السوق ، و بقى لافي يفتش عن محلات قطع الغيار...
دخل دكان دكان ، كان شايل الموتور المحروق في يدو و بسأل عن زول يديهو الإسبير بالأقساط و لا بالدين ، و كلهم قابلوهو بالاستهزاء و الضحك ، غير الطردوهو بدون رحمة ،
تعب من اللف ، و قرر إنو حيدخل آخر محل و لو ما لقى نتيجة حيرجع البلد طوالي و يخلي الزبون يعمل الدايرو..
- سلام عليكم
- و عليكم السلام ، اتفضل أي خدمة؟
- ياود العم أنا كايس لي موتور زي ده كدي
- موجود يا خوي ، الأصلي بـ ٣ مليون و نص و في واحد تقليد باتنين و متين
همام قعد في الكرسي و قال :
- أخوك مزرور بالحيييل ، ما بتدوني لي بالقسط؟
- والله يا أخوي لو المحل ده بتاعي كنت أديك ليهو طوالي ، لكن أنا زول شغال هنا ساي و سيد المحل زول صعب ما بتعامل
- فيك الخير ماتشوف لأخوك طريقة
الزول طلع ورقة و قلم و قال :
- خلي لي رقمك و أنا بالمسا كده بشوفو و أرجع ليك ، بس زي ما كلمتك دي مجرد محاولة لكن اقنع انك تلقى زول يديك بالطريقة دي
همام أداهو الرقم و طلع وهو يائس ، قعد في مسطبة المحل و بقى يستغفر و يدعي الله يهون
...
حازم كانت شالتو نومة بسبب سهرة أمس ، طلع من بيتو مستعجل وهو لاحق مواعيد مهمة في السوق ، في دكان في موقع متميز عايز يدفع فيهو خلو رجل و ياخدو.. ركب عربيتو و انطلق بسرعة ، و لمن وصل السوق اتصل على صاحب الدكان ، و قال ليهو انو منتظرو قدام المحل
قفل الخط و بقى من جوة العربية بعاين للدكان بإعجاب ، و بتخيل إنو المحل ده ينفع ينفذ فيهو المشروع الهو بفكر فيهو ، بس فجأة لمح زول قاعد في الأرض ، افتكرو شحاد
و فجأة الزول رفع راسو و رفع يدينو للسما و هو بدعي ، حازم قلبو قرب يطلع من مكانو من شدة الهلع الأصابو بسبب التشابه المخيف ، فتح الشباك.. و عاين ليهو بعيون مفتوحة للاخر ، و هناك الزول شعر انو في واحد براقبو ، عاين ليهو... و اتلاقت عيونهم ،و كل واحد مخلوع أكتر من التاني من التطابق المرعب بين ملامحهم .....
..
أحبكم جميعا
رحمات
.
