١٧

1.9K 39 0
                                    

بكري كان خاتي يدينو في راسو و بقول بحيرة :
- ياخ حازم ده ما حازم
صفاء قالت :
- كيف يعني ما حازم ؟ ده كلام شنو بس
بكري قال :
- والله ماعارف بس المتأكد منو إنو الزول الشفتو الليلة ده ما ياهو حازم أخوك اللاقيتو و اتكلمت معاهو ، داك ضعيف شوية و أسمراني و ده صحتو أحسن ولونو أفتح و شكلو كده زول مروق و مرتاح
إخلاص قالت :
- يا ولدي الناس عادي بتسمن ولونها يفتح ، دي روقة البال حازم ولدي لمن اتلمى علينا و قعد في نصنا ارتاح و روق ، المهم هو كويس ؟ و مالو قال مشى خلانا و مابرد علينا في التلفون ؟
- يا خالتي هو كويس...
و سكت شوية و قال بانفعال
- ياخ ده حتى ماعرفني!!!!!
إخلاص طوالي قامت على حيلها و قالت :
- أرح وديني ليهو
ودخلت عشان تلبس ، و صفاء بقت تكرر في الأسئلة لبكري وهو بكرر نفس الكلام ، ولاء فجأة قاطعتهم و قالت بصوت ضعيف و مخنوق بالعبرة :
- بكري كلامو صح ، الكان معانا هنا ده ما حازم أخوي...
....
حازم الوقت داك كان راقد في الكنبة و مغطي عيونو بيدو ، و حسن وممدوح كل واحد قاعد في كرسي و ساكتين كلهم ، قطع الصمت ده حسن وهو بقول :
- خلاص يا حازم انتهى الموضوع و أهو كل شي رجع مكانو
حازم عاين ليهو بطرف عينو و قال :
- حتى لو أي شي رجع ، الحاجة الوحيدة المستحيل ترجع هي صداقتنا يا حسن
ممدوح قال :
- يخواننا خلاص الموضوع ما مستاهل ده كلو ، و الحمد لله إنها جات على كده و الكابوس الاسمو هانز ده انتهى خلاص
حازم قال وهو في اللحظة دي بفكر في عالية تحديدا :
- لا يا ممدوح أنا حياتي اتلخبطت و حاجات كتيرة اتغيرت... وخسرت كتييير
حسن على بالو إنو عرف بحكاية الثروة الرجعت لإخلاص ، قال :
- ياخي اعتبر إنو ده حقها الإنت أخدتو ربنا رجعو ليها ، و بعدين انت اتغيرت فعلا و ده الخلى هانز يكسب الرهان الأخير
حازم ما انتبه للجملة الأولى ، قال :
- يعني الرهان الأخير كان إنو أنا حأتغير و لا لا ؟؟؟
- مظبوط.... هانز بعد ما كسب الجولة الأولى و انت أخدت الشيك بقى مراقبك و عرف إنك قابلت همام و بدلتو ، و هنا دخلنا في الرهان التاني هو قال إنك حتتغير لمن تعيش مكان همام و أنا قلت إنك صحبي و بعرفك و مستحيل تتغير بالسهولة دي ، بس من جواي كنت بتمنى إني أخسر و هانز يكسب و إنت تتغير.. عشان كده كنت دايما بقول ليهو إني في الحالتين كسبان..
- بس أنا ما اتغيرت..
- لا يا حازم اتغيرت كتير بس إنت ما حاسي بنفسك ، هانز عندو ليك فيديوهات و إنت شغال بيدك في الورشة ، و إنت بتاكل في السوق ، و إنت بتتعامل مع الناس البسيطين بدون تعالي ، و إنت عايش حياة مختلفة عن حياتك المترفة و كنت مبسوط..
حازم دنقر و قال بصوت مخنوق :
- بس أنا كده ضايع ، لا عارف أرجع زي أول و لا عارف أبقى حازم الجديد...
- كل شي بتصلح يا صحبي
حازم رفع أصبعو بتهديد و قال :
- ماتقول الكلمة دي تاني إنت فاهم!!!
في اللحظة دق باب الصالون :
- سيد حازم في ناس عايزنك
حازم قال بعصبية :
- ياخي ما داير أشوف أي جن
لكن طوالي إخلاص دخلت بدون ما تنتظر الإذن ودخل وراها بكري، و هي عاينت لحازم مساااافة بعدين قالت :
- مالك مشيت خليتني فجأة
حازم ماعرف يرد بشنو ، بس قال :
- تعالي نتكلم برة
ممدوح قال :
- لا خليكم براحتكم ، أصلا أنا و حسن ماشين
.
همام طلع صلى المغرب في الجامع و جا بسرعة و هو بيتحاشى يقابل أي زول ، كان خايف الناس تلاحظ التغيير و في نفس الوقت ما كان عندو رغبة يتكلم مع أي زول... دخل غرفتو و علق جلابيتو في الشماعة و كان طالع يقعد مع أمو في الحوش ، بس قبل مايطلع سمع دقة خفيفة في الشباك ، استغرب و فتحو.. و استغرب أكتر لمن لقاها عالية :
- عالية ؟؟ خير في حاجة ؟؟؟
- أسمع يا همام من الآخر كدي أنا بديت أقلق منك ،بعد ما عشمتني بالعرس حسيت بيك غيرت رايك ، و أنا بصراحة ما راكبة لي في راسي قصة إنك عيان و جايبين ليك الشيخ ، أوع تكون بتتهرب مني
همام ارتبك و ماعرف يقول شنو :
- عالية أمشي بيتكم قبال ما زول يشوفك هنا!!
عالية قالت والدموع في عيونها :
- مش إنت الكنت بتقول لي ما أخاف من زول طالما إنت معاي؟
همام سكت وهو محتار ماعارف يتصرف في الموقف ده ، و لمن شعر إنو وقفتها في الشباك حتطول قال :
- خلاص خلاص إنتي حسي أمشي و باكر نتكلم
- ما ماشة من هنا قبال ما تطمنني
همام بدا يستوعب ، و قال :
- إنتي خايفة من شنو يابت ؟؟؟؟
- خايفاك تتخلى عني و أتفضح يا همام
و بدت تبكي ، وهو قال :
- لا حول ولا قوة إلا بالله ، لااااا حول و لااا قوة إلاااا بالله
..
.
- يعني إنتي حسي عايزة شنو بالضبط
إخلاص اتصدمت و قالت بأسى :
- رجعت تاني زي زمان يا حازم ؟؟
- لااا ما قصدي بس.... بس.. جد ما فاهم يعني
- عايزاك تجي تقعد معانا زي ما كنت قاعد و تشوف أخواتك و تشيل مسؤوليتهم و تراعي أختك العيانة دي..
- آ آ.. بس أنا حسي عندي شوية مشاكل كده أحلها و... و أشوف البحصل شنو....
إخلاص عاينت ليهو بتركيز و فجأة مدت يدها لمست حاجبو و قالت :
- إنت حاجبك ده مالو بقى شكلو كده
و فجأة فتحت عيونها بدهشة و قالت :
- و صوتك!!!!!!
هنا بكري ماقدر يمسك نفسو و قال :
- أنا كلمتكم إنو ده ما حازم بس إنتو ما صدقتوني
حازم قال بزهج:
- ياخ أنااا حازم و الكان معاكم داك ما أنا... أوفففففف ياخ زهجت من الموضوع ده أنا
إخلاص شعرت إنها بتحلم ، ماقدرت تسأل بس بكري سأل ، و حازم حكى ليهم الحاصل باختصار....
- لا لا إنت بتكذب ساي ، إنت مستحيل تجيب واحد غريب يقعد في نص أخواتك ، مهما وصلت بيك الدناءة يا حازم ما بتعمل كده في بناتي
حازم دنقر ، و قال :
- أنا ما قلت ليهو يجي يقعد معاكم هو عمل كده من نفسو
إخلاص بقت تبكي و تلطم و تقول :
- يا حسرة قلبي على ولدي يااااا وجعي من البتسوي فيني ده ياريتني ما ولدتك ياريت
حازم وجعتو الكلمة دي و مباشرة جا على بالو همام و علاقتو بأمو و حبها ليهو ، قال :
- بس إنتي السبب ، إنتي الخليتيني لأعمامي يربوني و يخلوني أبقى زيهم ، ليه ما بعدتيني منهم و من شرهم
إخلاص قشت دموعها و قالت بقسوة :
- جاي ترمي اللوم علي أنا ؟؟ طيب يا حازم اعتبر الحصل ده كلو ما حصل ، و من اللحظة دي أنسانا نهائي ، وحتى المستشفى و الأرض و القروش و كل شي شيلهم ما عايزة منك شي...
حازم قال باستغراب :
- مستشفى شنو و قروش شنو ؟؟
قالت باستهزاء :
- حتى دي ماعارفها ؟؟؟ والله كتر خيرو الغريب البقى أحن على أمك و أخواتك أكتر منك
و قامت طلعت و بكري طلع وراها و هو حاسي إنو بتفرج على فيلم و كل البحصل ده ما حقيقي....
......
..
- ماما ، هااا طمنينا لاقيتي حازم ؟؟؟
- أيوة لاقيتو و اتكلمت معاهو
ولاء قالت :
- طلع فعلا ما حازم صح ؟؟؟
إخلاص قالت :
- لا يابتي هو نفسو حازم أخوكم الكان قاعد معانا هنا
ولاء قالت :
- غريبة ، أنا لاحظت إنو فيهو حاجات متغيرة
إخلاص قالو بحدة :
- قلت ليييك هو نفسووو حازم ، و خلاص تاني ماعايزة كلام في الموضوع ده
صفاء قالت :
- كيف يا ماما ماعايزة كلام! نحن لازم نفهم
إخلاص قالت :
- أفهمو حاجة وحدة بس ، إنو حازم أخوكم عمرو ما يتغير و الحصل ده هو كان عندو فيهو مصلحة و انتهت ، و يلا تاني ما اسمع سيرتو.. مفهوووم؟؟؟
و دخلت غرفتها و طوالي وفاء جرت وراها... بكري بقى يعاين لصفاء كأنو عايز يقول شي ، ولاء حست بيهو عشان كده قامت دخلت ورا أمها...
- و بعدين ؟
- بعدين في شنو بالضبط
بكري قال :
- يا صفاء أنا خليتك براحتك كتير بس إنتي عنيدة و بتكابري و بتصري على غلطك
- لا يا بكري أنا غلطي مع أمك اتراجعت عنو و جيت لغاية عندها عشان اعتذر ليها بس سمعت كل شي بأضاني
- سمعتي شنو
- سمعتك و انت بتقول عايز تعرس فيني
بكري ضحك ، و قال :
- بس بس خلاص ، في دي بالذات إنتي غلطانة لأني دايما بقول عكس كده ،و أنا حأثبت ليك ....
...
حازم وقف قدام بيت المحامي و دق الباب بعنف وهو بيلهث من الغضب ، و أول ما اتفتح الباب و شافو قدامو خنقو و قال :
- سرقتوني يا أولاد الكلب
المحامي فكاهو بصعوبة و قح من اثر الخنقة وقال :
- في شنو
- ممكن أعرف كيف التحويلات و المبايعات دي كلها حصلت بدون توقيعي؟؟؟؟
- يا سيد حازم ده كلام شنو بس!!! مش انت بنفسك طلبت مني اعمل كده ؟ و انا جبت ليك ملف فيهو الطريقة الحننفذ بيها و انت وافقت و عملت كده بنفسك!!!
حازم قال بهمس :
- يعني الكلب سرقني؟
المحامي قال بخوف :
- انا مالي دعوة
حازم مشى ركب عربيتو وانطلق بسرعة ، و المحامي سحب نفس وهو مامصدق إنو طلع من الورطة دي ، و طوالي شال التلفون و اتصل :
- سيد هانز ، انت قلت عايز تعرف كل تحركات حازم بس ما اتفقنا انك حتسرق منو شي
هانز قال :
- أنت غبي حقا ، و أنا لم أسرق منه شيء... عن إذنك فأنا مشغول بأمر آخر...
قفل الخط و خلى المحامي محتار في البحصل ده.... لأنو افتكر إن حازم قاصد السرقو هو هانز...

..
الوقت ده همام كان بتقلب في سريرو و هو ما عارف ينوم بسبب الغل و الغضب الجواهو تجاه حازم و العملو في عالية ، كان بتمنى يقتلو بس ، و منتظر الصباح يطلع عشان يركب و يمشي الخرطوم....
في نفس اللحظات دي حازم كان سايق بأقصى سرعة و جاي على البلد و هو بردد بغيظ :
- أناااا يسرقني وااحد متخلف زي ده ؟؟؟ أنا يتعمل فيني كده ؟؟؟؟؟ أنا جايييك و حأوريك يا همام يا كلب لو ماقتلتك بي يدي دي ما أبقى حازم....
و ضغط أكتر على دواسة البنزين و هو ماشايف قدامو من الغضب ، بس فجأة لمح قدامو و في نص الظلط حاجة واقفة ، ما ميز هي شنو بس حاول يتفداها ... وهنا سمع صوت بوري عااااالي و نور عربية جاية عليهو بسرعة ، الاتنين حاولو يزحو من بعض.. زحو على نفس الاتجاه..... و اصطدمو ببعض بقوة...

.
يتبع
رحمات صالح
.

الرهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن