١٢

2K 43 0
                                    


.
عالية كانت خاتة هدوم في الطشت و فاتحة الماسورة و الموية ملت و دفقت و هي سرحااانة و تتبسم و ما جاية خبر.. اتخلعت لمن سمعت أختها بتقول بعصبية :
- إنتي مجنونة ؟ ده شنو السويتي ده؟! أنا قلت ليك فوتي اطمني عليه و تعالي ماقلت ليك بيتي معا!!!
- خلاص بس الحصل حصل و الحمد لله إنها عدت على خير
أختها انفعلت أكتر و قالت :
- عدت على خير عشان أنا اتسترت عليك و كضبت على أبوي و مرقتك من البلوة دي
- كتر خيرك ، خلاص أسكتي خليني أغسل إنتي من الصباح عدتي لي الكلام ده خمسين مرة
- أوع يابت يكون....
- إنتي هبلة ؟ مستحيل أنا أسوي كدي
- والله بعد السويتي أمس تاني ما بضمنك نهائي.!!
عالية شالت الصابونة و بدت تدعك في الهدوم و تغني :
- برتاح و بطمن و أنا ف حضنك
أخاف من إيه
لقيت فيك اللي كان نفسي
حبيبي في ليلة إني ألاقيه
و نسيت حياتي و دنيتي قبلك
ما بحسبهاش
عشان الدنيا من غيرك
ف عيني حقيقي و لا تتعاش
وياك لقيت للدنيا معنى كبير
و حبك كل ليلة يزيد
و جنبك كل يوم يوم عيد
وياك بتضحك لي الحياة وياك
صالحت الدنيا بيك و معاك
و من قلبي بقول بهواك
...
- حتفقعي مرارتي تغني ولا كأنك سويتي شي.. و كمان مصري ؟؟ من متين يختي بتعرفي تغني مصري
- من الليلة دي ، ارتحتي؟؟؟
....
..
هانز استلم الرسالة و قال :
- هكذا إذن ، تحويييل ملكية ههههه
so imazing
و طوالي اتصل على حسن و قال :
- أريد أن تستمر هذه اللعبة ، سنطيلها قليلا
- يا سيد هانز أنا خلاص ماقادر أستمر في الحكاية دي
- هذا لم يعد خيارا.. و صدقني لقد أصبح الأمر ممتعا هههههه
- دي المشكلة إني ماقادر أستمتع و حاسي إنو صحبي بضيع و أنا واقف أتفرج..
- صديقك لص ، هو من بدأ و يستحق كل ما سيحدث له..
حسن قال بضيق :
- هو لسه ح يحصل ؟
- نعم سيحدث ، و أتمنى ألا تكرر ما قلته مجددا..
.
.
الوقت ده حازم منهمك في التفكير و كان حاسي إنو ورط نفسو في مشاكل كتيرة و كمان كان براودو شعور بالقلق من ناحية همام و كان خايف انو يخونو و يسرقو خاصة إنو هو الفتح ليهو المجال و قال ليهو يمشي الشركة بس الحاجتين الكانو بطمنوهو إنو موصي الزول الشغال معاهو يتابع كل تحركاتو و الحاجة التانية إنو شايف همام مجرد واحد قروي بسيط و تفكيرو محدود ما حيقدر ياخد منو شي...
بس خوفو كان في محلو لأنو في اللحظة دي همام كان استلم من المحامي ملف كامل فيهو كل شي يتعلق بثروة حازم ،و الأهم إنو استلم مخطط يخليهو يقدر يعمل تحويلات مالية و تنازلات عن الملكية بسرية تامة.....-
- يا ولد ياهمام قوم ألحق صلاة الضهر في الجامع ، ما سامع الإقامة و لا شنو ؟؟
- أووففف ، خلاص بصلي بعدين
- شكلو الفيك ده لسه ما مرق لا داير تصلي لا داير ترجع تشوف ورشتك و شغلك ، ماتشيل هم يا ولدي باكر بكلم شيخ الهادي يجي يقرا ليك تاني
حازم اتنفض برعب و قال :
- لاااا شيخ الهادي لا أنا أساسا بقيت كويس خلاص..
و قام من سريرو و لبس السفنجة و قال :
- أصلا كنت ماشي ..
و طلع من البيت على الجامع بسرعة البرق ، و هي ضحكت و قالت :
- لو ما ربيتك ما أبقى أم همام...
...
حازم طلع من الجامع بعد ما صلى و كان ماشي على البيت ، بس فجأة اتذكر العلقة الأخدها من شيخ الهادي ، طوالي غير طريقو و مشى على الورشة الكانت أساسا مفتوحة و الناس الجابهم شغالين فيها...
جر كرسي و قعد و طلع من جيبو سجارة ولعها ، و بقى يتفرج فيهم و هم شغالين...
.
همام كان قافل نفسو في المكتب و مجمع قدامو كمية من الورق و الملفات الفيهم توقيعات حازم ، و في يدو قلم و ورقة بجرب عليها التوقيعات و بحاول يقلدها..
مرت ساعات و هو ما رفع راسو ، و في النهاية شعر إنو بدا ينجح ، لملم كل الحاجات دخلهم جوة ، و طلع و هو مخطط يجي بكرة يواصل محاولاتو و يتقن التوقيع...
..
...
- يااخ ما كده
العامل رفع راسو و قال لي حازم :
- ياتا الما كدي؟؟؟
- البتاعة دي لو ركبتها بالطول حتثبت ليك السرير أحسن ، و حتوفر ليك خشب كتير
العامل حك راسو بعدم فهم ، حازم رمى سجارتو و قام داس عليها طفاها.. و مسك منو الخشبة و لفاها بالطول ، و شال خشبة تانية ختاها بالعرض و بدا يثبت فيهم بالشاكوش...
العامل قال :
- الصلاة على النبي ، مخك يوزن بلد
حازم اتبسط من الإطراء و كمان جاتو رغبة يواصل ، بقى ماسك الخشب و العامل شغال يثبت فيهو.. لغاية ما جا المغرب كانو أنجزو كتير...
...
..
بعد يومين..
في مكتب المحامي...
إخلاص ختت يدينها في وشها و بكت بشدة ، وولاء ضمتها عليها و قالت :
- بس يا ماما بس يا حبيبتي ، إنتي تستاهلي أكتر والله
إخلاص مسحت دموعها و قالت :
- ما عارفة أشكرك كيف يا حازم يا ولدي ، الله يخليك لي و تدوم و يدوم خيرك
همام قال :
- تشكريني على شنو ده حقك ، يلا إنتو أطلعو أركبو أمجاد و أمشو البيت و أنا بعدين بحصلكم ،عندي معاكم كلام كتير..
إخلاص و ولاء طلعو و همام قال للمحامي :
- الخطوة الجاية شنو ؟
- يا أستاذ حازم دي كانت أهم خطوة بس لسه الاجراءات طويلة و محتاجة أقل شي أسبوع عشان تبقى كل حاجة رسمية
- أنا أهم شي عندي إني أضمن حقها
- اطمن ، كده خلاص الأراضي و البيت و الشقة الكتبتهم باسمها بقو ملكها ، الباقي مجرد اجراءات شكلية..
همام اتنفس بي راحة و قال :
- الحمد لله
و قعد مسافة لغاية ما اتأكد إن إخلاص وولاء حيكونو ركبو و مشو حتى بعد داك طلع عشان يضمن مافي زول يشوفهم مع بعض...
ركب المواصلات و نزل على بعد كم شارع ، و قال للسواق يجيهو هناك ، كان حاسي بجوع ، قال ليهو يشوف أي مطعم ينزلو فيهو ، السواق اختار مطعم كان مفضل عند حازم... همام نزل و قعد و طلب الحاجة الوحيدة القدر يفهم هي شنو ، و بقى منتظر الطلب...
- حاااازم miss you too much وين إنت!!!
رفع راسو عاين للبت بتعجب ، و دنقر بسرعة لمن شاف اللبس الهي لابساهو ، إسكيني أزرق و تيشيرت ضيق أسود و فاكة شعرها...
سحبت الكرسي القصادو وقعدت و قالت :
- مالك مابترد!! أوع تكون مفكر تسحب علي زي ما بتعمل مع كل البنات البتصاحبهم ، بس أنا غير.. أنا open mind و ماعندي مانع إنك تعرف عشرين بت غيري طالما إنك بتحترمني ف شخصي...
همام خبط التربيزة و قال :
- هوي ها ، قومي من هنا يلا
البت فتحت عيونها بدهشة وقالت :
- حازم!! Don't be Rude أنا عرفت من ممدوح إن عندك شوية مشاكل في شغلك و بعدت من كل ال friends عشان كده ما حأزعل منك..
همام كان حيرد بس لمن الأكل الطلبو وصل ما اشتغل بيها و خلاها قاعدة وبدا ياكل ، و هي بتعاين ليهو بدهشة مستغربة من طريقة أكلو بيدو بدون حتى ما يستعمل الشوكة و السكين..
وقفت على حيلها و قالت :
- حأديك Call في وقت تاني
همام قال :
- يابت الناس المرة الجاية لمن تمرقي من بيتكم ألبسي ليك شي يسترك...
فتحت عيونها لأقصى حد و قالت :
- ما معقول ، إنت أكيد جنيت....
...
..
همام مشى البيت و جمع الكل حوالينو ، إخلاص و بناتها التلاتة ، و بدا يتكلم :
- أنا عملت حصر للورثة ، كتبت ليك البيت ده و عدد من الأراضي و تلاتة دكاكين في موقع مميز ، و الباقي ختيتو في البنك باسمك.. لكن عندي اقتراح قلت اشاوركم فيهو!!
- قول يا ولدي سامعنك
- قلت يعني لو قمت أنا ختيت مبلغ على القروش حقتك ، نعمل شراكة و نشوف موقع مناسب نبني مستشفى صغير كدي ، و الأرباح نتقسمها بالنص أنا نصيبي بتبرع بي للمستشفى و بسجلو في الأوقاف و إنتي نصيبك تتصرفي منو.. نكون ساعدنا المرضى و في نفس الوقت بناتك اشتغلن ، المهندسة تصممها و تبنيها.. والدكتورة بعدين تمسكها ، رايكم شنو
- يا ولدي إنت ما أحسن مني في شي ، أنا زاتي بتنازل عن ارباحي و خلي مستشفى خيري و الحمد لله الخير كتير و انت ماقصرت...
صفاء قالت بفرح :
- طول عمري بحلم بالحاجة دي و ما اتوقعت إن حلمي ممكن يتحقق و أقدر أساعد الناس من خلال مهنتي..
ولاء دموعها جرت ،و قالت بألم :
- مافي أصعب من إحساس مريض بصارع الموت و ماعندو حق العلاج ، الله يبارك ليكم في المشروع ده
همام ابتسم ليها و قال :
- شدي حيلك يا باش مهندس دايرين الخرط تمرق في أسرع فرصة... عشان حنبدا العلاج الأسبوع الجاي
ولاء دنقرت بحزن ، و همام قال :
- لا يا الغالية ما تشيلي هم ، شوفي الأمور ماشة كيف دي كلها بشريات سمحة إنو حياتنا ماشة تتصلح ، و همومنا كلها حتزول ، بس إنتي ورينا بسمتك الضواية البتملى حياتنا أمل و تفاؤل....
ولاء ابتسمت من قلبها لكلامو الصادق الطالع من جواهو ، و إخلاص رفعت يدها و قالت :
- الله مايحرمني من لمتكم حواليني...
....
.
حازم صلى المغرب في الجامع ، و رجع البيت... و لمن جا جنب باب ناس عالية انتبه ليها فتحت الباب و قالت :
- همام
حازم ابتسم بخبث ، و قال :
- عيونو
عالية دنقرت و قالت بخجل :
- اشتقت ليك
حازم جا تكل في الباب و قال بهمس :
- و أنا موووت يا روحي ، صدقي ليلة أمس كانت أحلى ليلة في حياتي!
- و أنا كمان..
- ها.. أنتظرك بعدين بالليل تجي تاني؟؟؟
- لا يا همام أنا ماصدقت الله مرقني منها
- يابت ما بحصل شي ، أنا مش قلت ليك طالما إنك معاي ما تخافي!!
- بس بشرط
- أشرطي يا منقا إنتي
- نص ساعة بس و برجع بيتنا ، و نتكلم ساي ما تقرب مني تاني
- خليها ساعة طيب
و غمز و قال :
- و حنتكلم ، أصلو الكلام أنواع ما بس كلام الخشم
.....
..
- حازم ، عندي طلب ممكن؟
- تأمري يا ستهم
ولاء قالت :
- وفاء بالطريقة دي مستقبلها حيضيع ، ما تفتكر إنو حبستها في البيت حتحل مشكلة ، هي لو ما تمت قرايتها و دخلت جامعة مرموقة و اتعلمت حتبقى شنو ؟ الزمن ده بقى صعب و الما بنشغل بالقراية بنشغل بحاجات تانية ، أرجوك خليها تمشي مدرستها...
- أنا ما نويت أمنعها للأبد بس قلت أخليها يومين تتأدب و أخليها تمشي ، بس عشانك من بكرة حأوصلها المدرسة بنفسي...
- لكن يا حازم إنت ما قلت لي هي عملت شنو ؟
- مامهم ، بس خلي بالك منها..
- حاضر يا حازم ، حاضر يا اخوي
همام قلبو وجعو من كلمة أخوي ، بس أجبر نفسو يبتسم و هو بعاين في عيونها ، و حرك شفايفو وقال بدون ما يطلع منو صوت :
- بحبك
ولاء قالت :
- قلت شنو ؟
- و لا شي ، يلا خشي نومي السهر ما سمح...
....
..
حازم قام براحة و فتح باب الشارع بعد ما سمع دقة خفيفة على شباك غرفتو ، دخل و عالية دخلت معاهو بخطوات خفيفة جدا ، و هو مباشرة قفل باب الغرفة ، و مسكها من خدودها و قرب من وشها و قال :
- اشتقت ليك يابت
عالية بعدت منو لي ورا وقالت :
- همام ، كدي ما ينفع
- ليه ما ينفع ؟ إنتي مش مرتي ؟
- لامن أبقى مرتك
- يابت إنتي عبيطة ؟ أصلا إنتي لي و أنا ليك دي ما محتاجة نقاش...
و قرب منها تاني و جراها لحضنو ، و هي استسلمت للإحساس الكان بياخدها لعالم تاني ، خلاها تنسى نفسها.. و تنسى أهلها ، و تنسى تربيتها ، و تنسى كل شي..... و تغوووص في عالم بعيد... كانت نهايتو ضياع شرفها.....
...
..
يتبع مع حبي
رحمات صالح

الرهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن