٤

2.4K 46 0
                                    


.
هانز فاق من الغفوة الداهمتو غصب عنو ، عاين حوالينو عشان يتذكر هو وين ، شاف ممدوح و حسن نايمين و حازم مافي ، بدا يتذكر على خفيف إنو شاف فريقو خسر وحازم كسب الرهان بس ما كان متأكد دي حقيقة ولاخيال ، و هنا طوالي عاين للساعة ، و بسرعة شال الريموت فتح التلفزيون و قلب لغاية ما لقى القناة الفيها المباراة ، لقاها لسه في الشوط التاني الدقيقة ١٩... عاين للتربيزة لقى الشيك مافي ، ضحك و قال :
- لقد سرقني ذلك الوغد ههههه
و بقى يهز في ممدوح من كتفو ، لغاية ما صحى و قال :
- في شنو حصل شنو
هانز شال شنطتو لبسها في ضهرو و لبس ساعتو و هو بقول :
- لا شيء مهم ، فقط أريدك أن تبلغ صديقك المحتال رسالة صغيرة
ممدوح اتلفت حوالينو و لمن شاف حازم مافي قال :
- حازم ؟ هو وين
- لقد سرقني و هرب لكن لا يهم ، فقط أريدك أن تخبره شيئا ، لقد تعمدت أن أراهن على فريق أعلم مسبقا أنه سيخسر و لكني كنت أريد أن أستمتع برؤيته وهو يفرح بالفوز و يظن أنه الأذكى ، سيد ممدوح أنا رجل مسيطر و أحب أن أتلاعب بمن حولي فأنا كمحرك الدمى الذي يلف الخيط حول إصبعه و يستمتع و هو يرى المشاهدين يضحكون و يصفقون للدمية كأنها هي التي تتحرك من تلقاء نفسها ، هذه الدمية إن صدقت أنها هي التي تتحرك بإرادتها فستكون غبية مثل صديقك... هل فهمت؟؟؟
ممدوح هز راسو بعدم فهم ، بس هانز ربت على كتفو و قال :
- لا يهمني المال الذي سرقه صديقك و هنيئا له به ، لكنه أفسد متعتي... و بذلك أصبح من حقي أن أستمتع باللعبة بطريقتي الخاصة ... سلام سيد ممدوح
...
حازم كان في بيتو و جوة غرفتو و ماسك الشيك بتأمل فيهو ، شعر إنو اتهور و داهمو شعور بسيط بالندم ، بس لمن عينو جات على المبلغ الضخم المكتوب اتلاشى شعور الندم ، و حل محلو شعور بالخوف و بقى يفكر لو هانز كشفو حيعمل معاهو شنو... نط من مكانو لمن موبايلو رن ، و أصابو الخوف أكتر لمن لقى المتصل ممدوح ، رد :
- حازم ، انت وين؟
- داير شنو يا ممدوح
- داير افهم الحصل ده شنو ، و ليه إنت اتصرفت كده؟؟؟
- أنا.. أنا.. كنت سكران و..
ممدوح قاطعو :
- ياخ إنت حتلف و تدور علي؟؟؟ المهم أسمعني كوييييس ، الزول ده ما هين و أنا عارف إنو مستحيل يسكت على حركتك دي
حازم سأل بخوف :
- حيعمل شنو يعني ؟
- أنا أوريك هو قال شنو لأني صراحة ما قدرت أفهم قصدو...
....
في الوقت ده كان همام بتقلب في السرير وهو منتظر بس الصبح يطلع عشان يقوم ، كان حاسي إنو مخنوق لأنو مامتعود على جو العاصمة و مفتقد الهوا النقي بتاع البلد و عنقريبو الفي الحوش ، و ما متعود على النوم في الغرف المقفلة دي و المكيفات ، بس كان بصبر نفسو إنها كلها يوم ولا اتنين يحل مشكلتو و يرجع ، و أول ما أذن الصبح طوالي قام دخل الحمام اتوضا و جا صلى و قعد يدعي ربنا يفرجها من عندو...
....
ولاء صحت الصباح لقت أختها صفاء نايمة جنبها ، ابتسمت بحزن و ماقدرت تحبس دمعتها وهي بتفكر لو المرض اتمكن منها و ماتت أخواتها و أمها حيصبرو و لا لا ،..
- ولاء صحيتي؟؟
اتلفتت جهة الباب لقت أمها جات شايلة جردل المسح و المقشاشة ، طوالي قامت من سريرها و شالتهم منها و قالت :
- معقولة يا خلوصة دايرة تنضفي والبيت فيهو تلاتة بنات؟
- بتين بس ، و التالتة ضيفة
ولاء همست :
- صحي هي مالا بايتة هنا؟
- الله يستر ما تكون متشاكلة مع بكري
صفاء رفعت راسها و قالت :
- حمودي وين؟
إخلاص قعدت جنبها و ولاء طلعت عشان تتسوك و تصلي
- يابتي الولد كويس ، المهم إنتي كيف ؟ و الجابك شنو نص الليل ريحي قلبي يابت أنا قلقت عليك
- يا ماما أنا خلاص ما راجعة تاني
إخلاص ضربت صدرها بيدها :
- سجمي ده كلام شنو ، الحصل شنو
- صفاء رقدت في رجل أمها و قالت :
- أنا تعبت يا ماما ، بيتي كأنو ما حقي ، بجي من الشغل بلقاهم دخلو غرفتي فتحو دولابي ، لو لقو حاجة مافي مكانها يقولو لبكري مرتك مبهدلة ، يدخلو المطبخ يفتشو التلاجة لو لقوها فاضية يقولو ليهو مرتك ما بتطبخ مالا.. ده كلو أنا اتعودت عليهو و صابرة ، بس كونو تجي أمو تقول لي إنتي ما متربية و ما بتسمعي كلام راجلك...
- سجمي! قالت ليك كده ؟
- و أكتر يا ماما ، الناس ديل عمرهم ما حيفهمو طبيعة شغلي ، و أنا مستحيل أشوف ناس بتموت قدامي و أمشي أخليهم...
- أحييا بس ما بعرف الرماك في الناس ديل شنو ، ياما نصحتك و قلت ليك بكري ده ما بشبهك و إنتي الأصريتي عليهو و قلتي هو وعدك ما يحميك الشغل.. لكن خلاص البقت بقت ، و عشان خاطر الولد البيناتكم ده قومي اشربي ليك كباية شاي و بعد الواطة تفتح شوية أرجعي بيتك...
- خلاص يا ماما تاني مافي رجعة بعد ما بكري مد يدو علي و طردني من البيت..
...
حازم كان مرعوب و بفكر في الكلام القالو هانز لممدوح و بحاول يخمن قصدو ، بس ما كان بجي في بالو الا شي واحد ، إن هانز حيجي يقتلو ، الفكرة دي كل ما يبعدها من مخيلتو بترجع تاني ، قفل باب غرفتو بالمفتاح و اتصل على الحراس نبههم يشددو الحراسة و مايسمحو لزول يدخل ، بس بعد ده كلو كان لسه خايف ، و خوفو زاد أضعاف بعد ما ممدوح اتصل :
- حازم ، أنا برة و الحرس رافض يدخلني
حازم بلغ الحرس يدخلوهو ، و أول ما شاف ممدوح قال بقلق :
- في شي جديد ؟
- أسمعني كووويس ، هانز مباشرة بدا يجمع معلومات عنك.. في واحد اتصل يسألني منك باعتبارك صحبي و كده ، و شكلو ماعندو فكرة عن الحصل..
حازم قال بخوف : و إنت قلت شنو ؟
- ما مهم قلت شنو ، المهم حتعمل شنو إنت؟
- ماعارف ماعارف ، بس أكيد إنو بفكر يقتلني ، كلامو ليك ماعندو أي تفسير تاني
- حيرتني معاك ياصحبي ، و العمل شنو؟؟
- مش هو قال آخد القروش ؟ أنا حأطلع البنك أحول المبلغ لحسابي و أهرب..
- تهرب ؟؟ كيف و لمتين ؟ و انت فاكر إنو لو داير يجيبك ما حيعرف يجيبك؟ ده ما حل يا حازم
حازم سرح شوية ، و بعدها قال وهو بدا يفكر في حاجة ما حتخطر على بال زول :
- يبقى هانز لازم يقتلني عشان يرتاح ، و أنا حأخليهو يفتكر إنو قتلني ...
- انا مافاهم شي ياحازم
- ما مهم تفهم ، بس لو في أي جديد بلغني طوالي
...
ولاء بدت تنضف في البيت ، كنست الغرف و الهول و غيرت الملايات و نفضت الأثاث و بدت تمسح.. و أول ما دنقرت شعرت بدوار خفيف ، مسكت راسها و اتمالكت نفسها و حاولت مرة تانية ، بس برضو كان راسها بلف.. ختت يدها في بطنها و دمعتها جرت لأنها حاسة إنو صحتها متدهورة و هي عارفة إنو المرض بنتشر بسرعة ، و كمان الأطباء حذروها لو أخرت العلاج ممكن السرطان ينتشر من القولون و يصيب الامعاء كلها والكبد و الرئتين وممكن يصل لحد الراس
- ولاء ؟ مالك واقفة كده تعبانة ولا حاجة؟
- لا يا صفاء مافي شي
صفاء ختت يدها في جبينها و قالت :
- جسمك دافي
و سحبت منها قطعة المسح رمتها في الجردل ، و ساقتها من يدها :
- خلي البتعملي فيهو ده ، تعالي ارتاحي..
دخلتها جوة و رقدتها في السرير ، و قالت :
- ولاء حبيبتي ما تضغطي على نفسك ، و كل ما تحسي بنفسك تعبانة ارتاحي..
سمعو الجرس بيضرب ، و ولاء تلقائيا حاولت تقوم تفتح الباب بس صفاء ثبتتها و قالت :
- نحن بنقول في شنووو
بعد شوية جات إخلاص ، و قالت :
- صفاء ، ده بكري جا برة
صفاء قالت :
- داير مني شنو
- يابتي ما تصعبيها ، قومي ألبسي و شيلي ولدك و أمشي بيتك..
صفاء بهدوء شالت ليها توب لبستو و طلعت و هي بتقول :
- ماما خلي بالك على حمودي أنا ماشة مشوار و راجعة
.....
..
همام كان اخد حمام و لبس جلابيتو الوحدة الكان غسلها بالليل و صحى الصباح كواها ، و كلم قريبو صاحب البيت إنو طالع السوق يشوف حل لمشكلتو...
قبل ما يطلع تلفونو رن ، لمن لقاهو رقم غريب اتفاءل و فتح الخط :
- همام ؟؟
- آآي ياني همام ، منو معاي؟
- أنا وعدتك إني حأحاول أشوف ليك موضوعك بتاع الموتور ، و صراحة سيد المحل رفض زي ماتوقعت..
همام قال بإحباط :
- الله يفرجا من عندو ، ماقصرت ياخوي
- بس أنا ما اتصلت عشان كده ، في واحد هنا جا يسأل منك و قلت ليهو إن رقمك عندي ، الزول دايرك ضروووووري و أداني عنوان قال تلاقيهو فيهو...
- زول ؟ ده منو كمان ؟ و داير شنو ؟؟
- ماعارف ماقال ، بس شكلو قريبك شديد لأنو..... لأنو بشبهك ، لااا ما بشبهك... ده نسخة منك.......
...
صفاء طلعت لبكري لقتو منتظرها في العربية ، فتح الشباك و ابتسم ليها و قال :
- جيبي حمودي ويلا بيتنا
صفاء لفت ركبت و قالت :
- خلي حمودي ، أرح وديني بيتكم
- بيتنا؟؟ لشنووو
ابتسمت و قالت :
- عشان أعتذر للسيدة والدتك و البرنسيسات أخواتك على الحصل أمس
- خلاص يا صفاء ما حصل شي ، و هم ما زعلانين
- لا ياشييييخ ، والله؟؟؟ ما زعلانين؟؟؟؟ كيييف ده مش أنا قليلة الأصل اتأخرت في الشغل و خليتهم يعملو الغدا براهم ؟ و انت ضربتني و طردتني عشانهم نص الليل؟
- خلاص انتهى الموضوع ده ، و كفاية إنك عرفتي غلطتك
صفاء اتحرقت زيادة لمن لقتو لسه شايفها غلطانة ، عشان كده أصرت :
- يلا يا بكري ، أطلع بينا على بيتكم أنا مصممة أعتذر ليهم
عاين ليها شوية و قال :
- حتمشي كده ؟ بالتوب المكرفس ده ؟
ابتسمت و قالت :
- عادي ، مش هم زي أهلي و الحالة وحدة؟؟
بكري استغرب بس دور العربية ، و اتحرك على بيت أهلو.....
لمن وصلو صفاء ما انتظرتو و نزلت بسرعة قدامو ، دقت الباب فتح ليها واحد من أطفال أختو ، سألتو براحة :
- جدك وين ؟
- في الصالون
دخلت بسرعة و بكري جاي وراها ، لقت أبوهو راقد و ماسك مصحفو.. سلمت عليهو و باست يدو و قعدت جنبو ، و بكري دخل وراها وهو ما مطمن و بدا يفهم إنها ما جاية تعتذر
أبوهو خت المصحف و قعد ، و قال :
- مالكم تاني؟
صفاء قالت :
- يابا إنت عارف مكانتك عندي ، قسما بالله إنت في مقام أبوي الله يرحمو
- عارف يابتي و إنتي معزتك عندي أكتر من بناتي و من بكري ده زاتو
- لو بتعزني جد ، خلي ولدك ده يطلقني... و حسي دي
.
.
همام جا حسب العنوان الأخدو ، و لقى عربية حازم واقفة وعرفها مباشرة ، حازم فتح الشباك و أشر ليهو يركب... همام أصابو خوف و قلق غريب ، بس الفضول خلاهو يركب ، و بمجرد ما ركب و قفل الباب حازم أمن الأبواب كلها ،و انطلق بالعربية بسرعة شديدة.......
.
.
يتبع ، مع حبي
رحمات صالح

الرهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن