.
حازم ارتبك و قال للحجة أم همام :
- عايزة شي ؟
عاينت ليهو بي حدة و قالت :
- إنت منو؟
- كيف أنا منو ؟ نسيتي همام ولدك يا حجة!
- إنت النسيت ما أنا
- ده كلام شنو بس
أشرت ليهو و قالت :
- أقعد لي في العنقريب ده
قعد وهو بتمنى إنها تكون ما سمعت شي ، بس هي خيبت ظنو و قالت :
- همام وين ، وداير تتخلص منو لشنو؟
قال باستسلام :
- لا ياحجة ماتفهمي غلط أنا ما بفكر أأذيهو ، همام في أمان صدقيني المكان الهو فيهو أحسن بكتير من هنا و أنا أديتو ١٠٠ مليون و عربية بسواق و قاعد في فيلا و بياكل أحسن أكل و عايش ملك ، و إنتي لو سكتتي و ما اتكلمتي أنا حأديك الإنتي عايزاهو لكن لو قلتي لزول أي شي ف حتكوني ضريتي ولدك و خسرتيهو ملايين.. فهمتي كلامي ده يا حجة!!
- يعني همام اسع دي عندو قروش كتيرة؟
- جدددا
سحبت نفس وقالت :
- أنا أصلي سفرية الخرطوم دي كان قلبي مابيها و قلت ليك ما تسافر ما سمعت كلامي ، شكلو صابتك عين يا ولدي و لا زول كتبك في ورشتك دي لامن ودرت و بقى نضميك كلو عن القروش
حازم قال بعدم فهم :
- قصدك شنو مافاهم!!
- يا ولدي إنت بتحلم تكون عايش في بيت سمح و عندك عربية و قروش كتيرة ، لكن القروش ما كل شي ماتخليها تجننك أكتر من كدي ، فوق لي نفسك و شوف بقيت عامل كيفن بسبب القروش
حازم اتنفس بعمق و راحة ، وقال :
- كلامك صح
- أسمع ، أنا باكر من الدغش حأرسل لي شيخ الهادي بتاع الخلوة يجي يعزم ليك...
حازم قال و هو ما مصدق إنو نجا بأعجوبة من الورطة دي :
- ما تشغلي بالك ، أنا ببقى كويس
الحجة عاينت ليهو شديد لمن اختفى من قدامها ، و قعدت في العنقريب و قالت :
- الله يحفظك و يسترك يا همام يا ولدي
.
.
في نفس اللحظات دي كان همام مغمض عيونو بألم ، و بهمس :
- اشتقت ليك يمة
فتح بسرعة لمن إخلاص هزتو من كتفو وقالت :
- أنا هنا يا ولدي ، و خلاص أمسح دموعك دي ولاء كويسة
همام عاين لولاء الكانت راقدة بسلام زي الطفل الوديع ، و قال :
- أنا... ما عملت لوفاء كدي ساي ، والله أنا داير أربيها و خايف عليها بس ولاء مافاهمة شي ، و إنتي كمان يمة ماتزعلي مني..
- أنا مازعلانة منك أنا زعلانة على حال بناتي ، وحدي مجهجة مع راجلها و التانية راقدة عيانة و التالتة..... أحيييييييا ياحرقة قلبي عليها
و ختت يدها في وشها و بقت تبكي ، همام مسك يدها وقال :
- ماتبكي يمة ماتبكي ، أنا الله ساقني ليكم عشان أقيف جنبكم و أحل مشاكلكم ، اطمني يمة أنا مهما الظروف تعاكسني ما حتخلى عنكم...
إخلاص عاينت ليهو وقالت باستغراب :
- ظروف شنو ؟
قال عشان يضيع الموضوع :
- أنا ماشي أرقد ، و باكر حنمشي نعمل الصور لولاء..
....
..
همام صحى الصباح على رنة موبايلو ، اتفاجأ إنو المتصل رقمو هو ، رد بسرعة :
- ااي في شنو ؟ أمي كويسة؟؟؟
حازم قال بزهج :
- كويسة ياخ ،
وواصل وهو في بالو إنو يخليهو يظهر قدام عيون هانز :
أسمعني.. الناس في الشغل بدو يسألو عني و مستغربين في غيابي ده..
همام قال بحزن :
- يعني خلاص كدي ؟؟ كل واحد يرجع مكانو ؟؟؟؟
حازم قال بسرعة :
- لا لا لا لسه بدري ، و بعدين ياخ إنت ماعارف أنا مستمتع كيف هنا ، ياخ الواحد يادوب بدا يسترخي و يرتاح من هموم الشغل...
- نان داير مني شنو ؟
- ركز معاي كوييس يا همام ، دايرك من الليلة تنزل الشغل ، حتمشي الصباح الشركة و تقعد في المكتب منظررر فاهم ؟ أوووع تكلم زول و لا تتدخل في شي يخص شغلي ، و من بعد الضهر تلف على الدكاكين حقتي كلها ، و المسا تمشي الوكالة... فاهم يا همام ؟
همام قال بزهج :
- يا شيخنا الكلام ده ما ببقى ، و نحن ما اتفقنا على كدي...
حازم قال : ياااخ كلو بحقو ما تخاف ، بس نفذ القلتو ليك ده ابتداء من الليلة..
همام قفل منو و قام من مكانو استحمى و لبس و اتصل على السواق ، و طلع مباشرة على الشركة....
....
..
صفاء كانت بتلف في طرحتها ، و بكري راقد يعاين ليها ، عاينت ليهو في المرايا و قالت :
- مالك بتعاين لي كده ؟ معجب و لا شنو ههههه
بكري قال بصدق :
- معجب و مغرم و متيم كمان ، ياخ ضروري تمشي الشغل ؟؟؟ خليك قاعدة معاي الليلة و دي فرصة راسنا رايق من ازعاج ولدك
- أولا ما اسمو ولدي اسمو ولدنا ، و ثانيا نحن أمس حسمنا حكاية الشغل دي..
بكري قام بزهج و دخل يستحمى عشان يمشى شغلو هو كمان...
صفاء طلعت و مشت المستشفى ، و أول ما وصلت شافت مجموعة كبيرة من الناس قدام الباب و جايطين ، اتجاوزتهم بصعوبة و دخلت ، وصلت المكتب ختت شنطتها و لبست اللاب كوت الأبيض و علقت السماعة في رقبتها ، جات وحدة من الممرضات داخلة قامت سألتها :
- دي شنو الجوطة الحاصلة برة دي ؟
الممرضة ردت :
- ديل جماعة جو مع الناس الاتحرقو
صفاء شهقت :
- اتحرقو ؟؟؟
- أيووة ، حريق قام في عمارة و ماتو فيهو اتنين ، و في ٥ نجو جابوهم هنا ، ٣ منهم حالتهم سيئة جدا!!!
- في العناية ؟؟؟؟
واحد في العناية و الاتنين الباقيين ما في ليهم سراير جوة العناية فمرقدنهم في الطوارئ...
طوالي صفاء طلعت من مكتبها تجري على غرفة الطوارئ.....
....
..
- أقيفي هنا يابت...
وفاء وقفت و قالت بدون ما تتلفت وراها جهة أمها :
- نعم ؟؟
- لفي عايني لي و أنا بتكلم معاك ، ماشة وين؟
- حكون ماشة وين بس ، المدرسة طبعا
- مش أخوك قال مافي مدرسة ؟؟؟
وفاء غزت كوعها و قالت بانفعال :
- نعممممم ؟؟؟؟ عايزاني أدمر مستقبلي عشان كلامو ده ؟؟؟؟
- نزلي يدك و انتي بتتكلمي معاي ، و بعدين إنتي ما خجلانة من العملتيهو ؟ و كمان واقفة تردي و تحتجي ؟
- أنا عملت شنو ؟
- يابت إنتي حتجننيني ؟؟ وصلت بيك قلة الأدب انك ما تشوفي نفسك عملتي شي؟؟ ياريت لو كنت وريت صورك القبيحة ديك لي حازم عشان يربيك لأنو شكلي كده ما عرفت أربيك....
وفاء سكتت و نفخت خدودها بغيظ.. و حاولت تداري خجلها من أمها وتعمل نفسها طبيعية..
. إخلاص قالت :
- الصور ديل رسلتيهم لمنو يابت ؟ أنطقي سريع
- ما رسلتهم لي أي زول بس عادي عاجبني جسمي و قلت أتصور أشوف نفسي و أمسحها ، فيها شنو دي
- إنتي قايلاني غبية ؟ قولي سريع رسلتيهم لمنو
- عارفاك ما حتصدقيني ولا عمرك حتقدري تثقي فيني طالما بحرشوك علي ، في الأول بتك الدكتورة و حسي الأستاذ حازم ، بس معليش.. و عموما التلفون عندك فتشي لو لقيتي رقم و لا أي شي....
....
..
همام كان وصل الشركة و ماقدر يخفي انبهارو ، خصوصا بالمكتب الفخم الوثير الكان ما بتفتح أبدا إلا بوجود حازم ، قعد في الكرسي الدوار وبقى يلف يمين و شمال ، و ماقدر يمسك نفسو و اتجاوز أوامر حازم فتح الأدراج و بقى يفتش ، لقى مجموعة من الملفات رفعهم واحد واحد ، و تاني لقى ريموت شالو فتح الشاشة و بقى يتفرج في فيلم وهو حاسي بنفسو بحقق حلم ما اتوقع انو يعيشو قبل كده...
دخلت عليهو السكرتيرة ، و بقت تسألو من كم حاجة وهو متحفظ ما عايز يرد عليها ، في النهاية مدت ليهو مجموعة من الأوراق و قالت :
- الأوراق دي محتاجة توقيعك و الختم بتاعك
همام قال عشان يتهرب :
- خليها مرة تاني لأني ماعارف الختم وين
السكرتيرة أشرت على واحد من الأدراج و قالت باستغراب :
- أستاذ حازم ، الأختام كلها هنا
حاول يفتح الدرج لقاهو مقفول ، قال :
- المفتاح راح مني
السكرتيرة أشرت على رف صغير و قالت :
- شكلك بقيت تنسى ، طول عمرك بتخت مفتاحك هناك و مافي زول عارفو غيري انا
همام ابتسم وهو مرتبك وقال :
- طيب انتي امشي و خلي الورق معاك لغاية بعدين..
السكرتيرة طلعت و هي مستغربة ، و هو طوالي شال المفتاح و فتح الدرج لقى مجموعة من الاوراق شكلها مهمة و لقى الأختام ، و الأهم من كده لقى جواز سفر... طوالي بدون تفكير شالو ختاهو في جيبو و قفل الدرج و رجع المفتاح مكانو....
فجأة اتفتح الباب ، و لقى قدامو زول بقول ؛
- ممكن أعرف كنت وين ؟؟ و ليه ما بترد على تلفوناتي ؟؟ و بعدين عيب عليك تخليني أقلق عليك كده و ما أعرف الحصل معاك شنو
همام شعر انو اتورط و ماعارف يرد لأنو أساسا ما عرف ده منو ، بس كل القالو :
- معليش انشغلت مع الأهل عندهم شوية مشاكل
انفعل و قال :
- نعمممم ؟ و ده من متين ؟
دخل زول تاني ، و قال بسرعة :
- ممدوح ، تعال معاي عايزك دقيقة
ممدوح اتلفت عليهو و قال :
- عايز شنو يا حسن ؟ انت ما شايف صحبك ده بعمل في شنو؟؟
حسن مسك ممدوح من كتفو و ساقو برة وهو بقول :
- خليك منو ، عندي مشروع استثماري عايز رايك فيهو...
....
..
صفاء دخلت غرفة الطوارئ و هي منزعجة ، لقت قدامها زول بشخر بصوت غريب ، صرخت :
- أوكسجين بسرعة
الدكتور الكان مناوب قال :
- أهدي يا دكتورة ، و بعدين مافي أوكسجين هنا في المستشفى
صفاء انفعلت أكتر وقالت :
- أهدى كيف ؟ الراجل بموت
- ونحن نعمل شنو ؟ دي إمكانيات المستشفى كده ، ونحن الفي يدنا عملناهو
صفاء قالت :
- يعني حتخلوهو كده ؟
قال ببرود :
- لو أهلو خايفين عليهو كان نقلوهو مستشفى تانية!!!
صفاء اتلفتت بسرعة جهة المريض لمن سمعتو بشهق بصوت عالي مع كل جرة نفس ، و عيونو بدت تجحظ و أطرافو اتشنجت... و فجأة........ بقى في حالة سكون تام ، و الدكتور قال بهدوء : زمن الوفاة ٩:٤٤......
...
..
حازم كان قاعد في ورشة همام ، جاهو ولد صغير و قال ليهو إن أمو عايزاهو حالا.. قام بزهج و مشى البيت.. دخل وقفل وراهو باب الشارع و بقى ينادي : وينك يااااا حجة ؟؟؟
بس اتفاجأ باتنين جو من وراهو و مسكوهو وربطو ليهو يدينو الاتنين مع بعض ورا ضهرو.. و دخلوهو الغرفة... و رموهو في السرير ، و هو بحاول يصرخ و يرفس بس بدون فايدة ، و فجأة ظهر واحد شكلو مخيف... دخل وقفل الباب ، و قال بصوت مرعب :
- اشششش ولا كلمة ، ماتخاف كل شي حينتهي بهدوء...
.....
..
يتبع
رحمات صالح