.
.
صفاء وصلت البيت و دخلت وقعدت بدون ماتقول شي ، جات إخلاص لقتها قاعدة استغربت :
- مالك قاعدة كده ؟ و جيتي راجعة من الشغل لشنو ماتكوني تعبانة و لاشي؟
يابت ماتردي ؟ مالك؟
صفاء عاينت لأمها بعيون مليانة دموع ووش شاحب ، و دنقرت بدون ماترد
- يابت أوع يكون بكري..
صفاء هزت راسها بمعنى لا ، و وقالت :
- أنا قررت أستقيل
...
همام بعد طلع من البيت مشى لف على الدكاكين حسب تعليمات حازم و المساء مشى وكالة السيارات و برضو أخد فيها لفة بدون ما يدي فرصة لزول يتكلم معاهو ، وطلع من الوكالة و قال للسواق يمشي لأنو كان حاسي بنفسو مخنوق و محتاج يتمشي شوية..
مشى برجلينو مسافة طويلة وهو بفكر في مشاكل العيلة اللقى نفسو فجأة جواها ومسؤول منها و كان حاسي إنو لازم يحل المشاكل دي كلها بس خايف يبدا يتصرف في أي موضوع يقوم حازم يرجع و كل شي يقيف ، فكر في كم حل و واحد منهم إنو يصارحهم بالحقيقة و يخطب ولاء و يبقى مسؤول منهم فعلا ، لكن بسرعة طرد الفكرة دي من راسو لأنهم لو عرفو ما حيسمحو ليهو يقعد في وسطهم..
قطع تفكيرو صوت خطوات ماشة وراهو بس ما اتلفت و بقى ماشي بخطوات بطيئة ، و لاحظ انو الخطوات بقت بطيئة برضو ، مشى بسرعة و سمع الخطوات بقت أسرع... بحركة مفاجئة اتلفت وراهو و مسك الزول من رقبة قميصو و قال :
- مالك مباريني يا زول..
الزول نفض يدو منو و قال :
- أنا ماشي ساي في الطريق...
و مشى بسرعة لغاية ما اختفى تماما....
همام اتنفس بعمق و قال :
- أنا لازم أفكر كويس و أتصرف بسرعة..
...
صفاء كانت رجعت بيتها و نفسيتها متدهورة رغم إن أمها وولاء اتكلمو معاها كتير و حاولو يفهموها إنها ماعندها ذنب بس هي ماقادرة تنسى الحصل و حاسة إنها اتصدمت في مهنتها ، بكري كمان اتكلم معاها بس بدون فايدة.. و لمن شاف حالتها كده قال :
- قومي ألبسي و لبسي محمد
- لشنو؟
- حنطلع مشوار ظريف
- خليني يا بكري ماعندي مزاج أطلع
- حنطلع و بدون نقاش.. عندي ليك مفاجأة حتعجبك شديد
صفاء بدت تتجاوب شوية ، قالت :
- مفاجأة شنو ؟
- يلا حتعرفي بعدين ، بس اتأكدي إنك حتنبسطي شديد
قالت بفرح مخلوط ببراءة :
- حتوديني الـ......
قاطعها وقال :
- اششش ماتخربي المفاجأة ، يلا قومي ألبسي بسرعة
قامت فتحت دولابها و هي بدت تنسى الحزن الكان جواها ، أحيانا لمن تلقى اهتمام من الزول البتحبو بكون أجمل من الحاجة البيقدمها ليك نفسها.. و في اللحظة دي كان اهتمامو و إحساسو بيها كفاية عليها و أجمل عندها من المفاجأة مهما تكون...
لبست و لبست ولدها ،و طلعت لبكري الكان قاعد برة في الصالة و قالت :
- نحن جاهزين
بكري عاين ليها بإعجاب و قال :
- معقولة يا ناس القمر ده حقي أنا
- بس بطل بكش
- لا ما بكش جد يا صفو إنتي.....
قطع كلامو لمن تلفونو رن ، و رد :
- أهلين يا أمي كيفك........ نحن الحمد لله كويسين...... والله نحن طالعين بس ممكن بكرة أوديك..... آ.. لا.. بس... يمة معليش لكن.... طيب طيب خلاص جاييك
قفل الخط و عاين لصفاء و قال بارتباك :
- أمي قالت عندها مشوار ضروري و عايزاني أوصلها
صفاء قالت ببساطة :
- طيب مافي مشكلة ناخدها معانا نوصلها و نمشي مشورانا
- ما حينفع لأنو إنتي عارفة أمي ما حترضى أنزلها و أمشي
- و الحل شنو
- الحل عندك إنتي العاقلة المتعلمة ، و أمي مرة كبيرة و إنتي عارفة الناس الكبار ديل لمن....
قاطعتو و قالت بعصبية :
- أسمع يا بكري ، أنا لا عاقلة لا يحزنون ، أنا مجنونة و جني كلو في اللحظة دي راكب لي في راسي...
- طيب طيب أرح أطلعي بس
و شال طاقيتو لبسها بزهج و فتح الباب بقوة و طلع قدامها...
طول الطريق كان ساكت و سايق بعصبية ، و هي كمان ما اتكلمت و كانت مقبلة عكسو و بتعاين برة بالشباك ،فجأة انتبهت انو ده طريق بيت أهل بكري ، قالت :
- نحن ماشين وين ؟
ما رد عليها ، و زاد من سرعتو لغاية ما وصل البيت و نزل خمسة دقايق و رجع معاهو أمو ، و فتح الباب القدام وقال :
- أنزلي أركبي ورا
صفاء نزلت ركبت ورا و هي حتطق من الغيظ بس سكتت ، و أمو ركبت قدام..و اتحركو و هي طوالي بدت تقول :
- كان شفت يا بكري نجاة صحبتي الماشة ليها دي ،عندها سماحة بنات ، اللون ده كيف و الجسم ده كيف و الشعر ده.. و فوق ده مؤدبات و مربيات جنس تربية لا بطلعن من البيت لا بتحاومن.. طباخات و منظمات و نضيفات..... عاد البعرس منهن الله أداهو
صفاء كتمت الغيظ جواها لأنها فاهمة نسيبتها بتقصد شنو ، و بكري طوالي رفع راسو بالمرايا يشوف ردة فعل صفاء ، كان بحب يحس بغيرتها و لمن لقى ملامحها جامدة قال :
- ما بقبلن بي راجل مرة ؟؟
صفاء فهمتو عشان كده سكتت ، و أمو ماصدقت لقت فرصة و اتمادت وقالت :
- و هن عاد نسوان الزمن ده في وحدة بتفك راجلها عشان يعرس ؟؟ الوحدة تلقاها معولقة و سجمانة و رمدانة و بيتها وسخان و أكلها بايت و حايمة تشتغل وسط الرجال و بعد ده ما دايرة الراجل يشوف غيرها...
بكري شعر إنهم زودوها عشان كده قال :
- القلب يمة لمن يريد العيون تاني ما بشوفن...
..
.....
- بحبو ، و قلبي حيتقطع عليهو
عالية قالت جملتها دي و سكتت ، و أختها اتفاجأت من التصريح ده لأنها رغم حبها القديم والمعروف لي همام لكن ما حصل صرحت بيهو :
- بتحبيهو قدر ده؟؟
عالية سكتت ، و أختها واصلت :
- أمشي اتطمني عليهو ياعالية يختي
عالية قالت :
- لكن الوقت راح و الحجة بتنوم بعد العشا طوالي
- مافيها شي ، أمشي سريع شوفي وتعالي لأنو حالك ده كدي ماينفع..
عالية كأنها ماصدقت تلقى زول يشجعها طوالي قامت لبست توب أمها و جرت...
مشت بيت ناس همام و جرت السلكة حقت الباب لقتها مفكوكة و ما قدرت تدق الباب ، قامت مشت على شباك غرفتو الكانت فاتحة على الشارع مباشرة ، دقت الشباك براحة و هي متمنية إنو يكون هنا ما يكون في الحوش و مايسمعها...
حازم فتح الشباك ، شافها قدامو قال بدون نفس :
- مالك؟
- جاية أشوفك
- تشوفيني لشنو ؟
- عشان.. عشان..
- يابت أمشي من هنا أنا ماناقصك
و جا يقفل الشباك بس هي ثبتتو و قالت :
- همام أقيف.. أنا عارفاك متضايق بس أنا شفقانة عليك شديد و قلبي بتقطع من جوة ، لو حصل ليك شي قسما قلبي بقيف...
حازم قال :
- طيب تعالي بالباب ، بفتح ليك
.....
..
في الوقت ده كان همام وصل البيت بالمواصلات ، دخل لقى ولاء بتحضر في فيلم.. قعد في الكرسي التاني و قال :
- إنتي كويسة؟
قالت باختصار و بدون ماتتلفت عليهو :
- الحمدلله
- مالك سمح بتتكلمي معاي بدون نفس
ولاء قالت بهدوء :
- لأني ما مرتاحة ليك
- يعني نحن كل شوية حنعيد نفس الكلام ده ؟؟
اتلفتت عليهو بكل جسمها و قالت بانفعال :
- وفاء حكت لي عن كل القلتوهو مع بعض ، و سألتني سؤال مهم ، مدام إنت ندمان على العملتو و اتغيرت زي مابتقول ليه ما عايز ترجع لأمي حقها ؟؟؟؟
- يااا ولاء أفهمي ، انا كان علي أديها قروشي كلها لكن الموضوع ما بالسهولة دي..
- يبقى كلام وفاء صاح
همام نفخ بزهج و قال :
- طيب أديني تلاتة يوم بس.. كلو إلا زعلك
ولاء قالت :
- مشكلتك تجبر الزول يحبك غصبا عنو
همام قلبو دق للكلمة دي وقال :
- يعني إنتي بتحبيني؟
- حازم إنت ماعارف شخصيتك الجديدة دي غريبة كيف ، فيها شي سحري بتخلي الزول ينجذب ليك غصبا عنو
اتلفتو الاتنين على صوت بكى حمودي الكان محتج عشان نزل من العربية و أبوهو مشى.. و صفاء طوالي قالت :
- حازم عايزاك في كلمتين
....
حازم كان فتح الباب لي عالية و رجع غرفتو و هي جات وراهو ، و قالت :
- أنا بس مناي أشوفك طيب
- أنا طيب ماتشيلي هم
تلفونو رن ، رد و قال :
- ألووو، هاا بشر
- سيد حازم في واحد كان براقب همام و ماشي وراهو و همام اكتشفو و ضربو ، و أنا اتأكدت إنو الزول ده تابع لي هانز
حازم قال بابتسامة :
- يبقى النهاية قربت
قال جملتو دي وعاين لي عالية ، كان بقول في نفسو إنو القصة قربت تنتهي و هو لغاية حسي ماعارف يستغل حب البت دي و لا يجيبها تحت يدو...
فجأة اتأوه و قال :
- ااااااخ يا رجليني
عالية قالت بي خلعة :
- بسم الله مالن كرعيك؟؟
- واجعني من الضرب ، عليك الله جيبي الفازلين داك مسحيهم لي كان مافيها تعب ليك
عالية بسرعة جابت الفازلين و جات ، فتحتو و بقت مترددة تمسحهم ، حازم شجعها و رفع طرف سروالو و قال :
- مسحيهم براحة عشان ما يوجعوني..
بعد مسحتهم ليهو بيدها المرتجفة ، رقد على بطنو و قال :
- و ضهري زاتو فيهو ألم
مسحتو ليهو وهي قلبها حيطلع من مكانو ، بعد انتهت قبل عليها و قال :
- تعرفي يابت ياعالية يدينك الناعمات ديل فيهم الشفا كلو ، أنا ماعارف من غيرك كنت أعمل شنو
دنقرت بي خجل و سكتت ، و هو جراها من يدها قربها منو و قال :
- ماتخجلي مني إنتي حتبقي أم عيالي يا بت...
.......
.
همام خت يدينو في راسو و قال :
- قلتي لنسيبتك كده ؟
- أيوووة وكمان قلت ليها خلي ولدك ينفعك أنا زاتي كرهتو بسببك ، تخيل يا حازم بعد سكتا لاستفزازهم داك كلو و وصلناها قالت لازم بكري ينزل معاها يسلم على صحبتها و يشوف ملكات الجمال المابشبهوني أنا المعولقة... ماقدرت أتحمل أكتر قمت قلت ليها طواااالي خلي ينزل يشوف و يعرس منهم كمان بس خليك متأكدة مافي وحدة حتطيق العيشة معاهو بسببك..
- بصراحة إنتي غلطانة غلط.كبييير ، دي ولية كبيرة وفي مقام والدتك ماصح تقولي ليها كده..
صفاء دنقرت و قالت :
- أنا كمان ندمت ، بس خلاص الحصل حصل..
- مدام عرفتي غلطك مافي شي يمنعك تصلحيهو
- قصدك شنو؟؟
- مش شاورتيني ؟ أسمعي كلامي و أرح معاي
- وين ؟؟
- حأوديك ليها تعتذري ليها...
صفاء طاوعتو لأنها أساسا كانت حاسة بالندم و مشت معاهو ، وصلو و لقت باب الشارع مفتوح و عربية بكري واقفة ، طوالي دخلت و هي بتقلب الكلام في راسها و بترتب الطريقة الحتعتذر بيها ، بس وقفت لمن سمعت صوت بكري و أمو و أخواتو جاي من جوة ، ووحدة منهم قالت :
- أها ماقلت رايك شنو في بنات نجاة؟؟ تعال نعزل ليك منهن و خليك من الفقر الجايبة ليك النكد دي
بكري ضحك و قال :
- والله كل وحدة أسمح من التانية...
صفاء رجعت ورا و هي مصدومة من السمعتو ، و جرت طلعت قبل ما تسمع باقي كلام بكري :
- بس كلهم على بعضهم كده ما يسوو ضفر مرتي
....
...
عالية صحت وهي مخلوعة من صوت الدق الفي باب الغرفةوصوت حجة خديجة بتنادي :
- همام قوم الصبح أذن..
عالية شهقت و هي ما مصدقة الحصل بالليل و ماعارفة كيف نامت في حضنو كده.... هزتو و بقت تقول بهمس :
- أصحى أصحى ، نحن اتفضحنا
و بقت تضرب في خدها و تقول :
- يااافضيحتك يا عالية يا فضيحتك
- يابت أجمدي شوية ، ما حصل بيناتنا أي شي
- عالية بقت تبكي :
- حأطلع من هنا كيف و أقول لأبوي كنت نايمة وين؟؟
جراها لحضنو و قال بهمس :
- قولي ليهو كنت نايمة في حضن راجلي
عالية استسلمت لإحساس الأمان الحستو من ناحيتو ، و هو باسها في راسها وقال :
- طالما نحن مع بعض أوع تخافي من زول....
....
..
الساعة ٩ صباحا
همام كان وصل الشركة ، و أول شي عملو سأل عن المستشار القانوني و رسل ليهو استدعاهو في مكتبو ، و لمن جا قفل الباب و قال :
- عايز أسألك كم سؤال كده ، بس الحيتقال بيناتنا أووع يصل لمخلوق مهمن كان
- يا سيد حازم طول عمري بحفظ أسرار شغلي و لا يمكن أطلعها لزول
- تمام ، أول شي عايز حصر لكل ممتلكاتي و قيمتها النقدية
و تاني شي عايز أعرف كيف ممكن أحول مبلغ مالي بدون ما زول يعرف حركة الحساب
وتالت شي ، و ده المهم.. عايز أعرف اجراءات تنازل الملكية بتتم كيف؟؟؟
المحامي قال :
- ده كلو بتعمل مافي مشكلة ، بس إنت صوتك مالو ؟ عيان ولاشنو
- ياااخي مالك و مال صوتي ركز بس في القلتو ليك
- حاضر أستاذ حازم ، بكرة الصباح كل شي حيكون عندك
- لا ما بكرة ، قدامك ساعتين بس....
- صعب لكن بحاول...
المحامي طلع من عند همام ، و مشى مكتبو قفل الباب بالمفتاح و طلع تلفونو كتب رسالة :
- بيخطط لنقل الملكية و تحويل مبالغ مالية .....
...
و ضغط على الإرسال...
..
يتبع
رحمات صالح