- حجة خديجة ، إنتي كويسة؟؟
- والله يا عالية يا بتي مهموومة ، همام ده ما شديد ، من يوم مشى الخرطوم جا زول تاني أصللللو مياهو همام ولدي، شوفي راقد كيفن ، ينوم لي نص النهار و يصحى يلف شوية في الحلة و يجي يرقد كدي لي باكر..
- خلي يا خالتي بكون مهموم عشان مشكلتو حقت الورشة
أم همام زفرت و قالت :
- المحيرني إنو جا راجع شايل كترت قروش مابعرف جابن من وين ، و أدى العريس سيد العفش قروشو كاملاااات و فوقن تعويض ، و أداني مصاريف شهر كامل و بالزيادة كمان ، لكن الورشة دي مابيها كلو كلو ، من يوم جا أصلو ما فات عليها
عالية قالت : كدي أنا أمش أتكلم معا شوية و أشوفو يمكن عندو مشكلة ولا شي...
..
..
ولاء ربعت يدينها و قالت بأسلوب لئيم :
- بتعاين لي كده مالك إن شاءالله ؟ بتحاول تعرف أنا منو في أخواتي صاح ؟ أكيد ناسينا هو إنت آخر مرة شفتنا متين ما معروف..
إخلاص قالت :
- ولاااء ، بسسس
همام دنقر و فرك يدينو بتوتر ، و قال :
- أنااا.. أنا.. آسف ما عارف أقول شنو بس.. جد آسف
ولاء عاينت ليهو بحدة و قالت! :
- نعم ؟؟ آسف ؟؟ ياريت لو كنت أقدر أقول ليك أطلع برة ، بس مابقدر أطردك من بيتك اللي هو في الأساس حق أمي الإنت أكلتها فيهو...
إخلاص نهرتها :
- يااابت... قلت ليييك كفى
حمودي ولد صفاء بقى يبكي من الصوت العالي ، و ولاء بزعل دخلت غرفتها و قفلت الباب بقوة..
إخلاص ختت يدها في راسها وقالت :
- أحييييا البت دي الزعل ما كويس عشانها الدكاترة محذرنها
همام قال :
- قومي اطمني عليها ياخالـ.. يا يا يمة..
إخلاص قامت دخلت عليها و همام قام شال ولد صفاء الكان قاعد في الأرض و ببكي ، رفعو في كتفو و بقى يهز فيهو :
- بسس بس بس
...
- ولاء إنتي كويسة ؟
ولاء مسكت بطنها البدت تألمها شوية ، و قالت :
- أنا كويسة ، بس الزول ده مستفز شديد
- ما اتعودت منك على كده و انتي أعقل بناتي ، عيب عليك تتعاملي مع أخوك كده
- ماما لو سمحتي ، ده ما أخوي أنا ماعندي أخوان ، و بعدين أنا ماقادرة أفهم وقاحتو دي ، جاي يتظارف و عامل فيها طيب و حنين على أساس إننا ممكن ننسى عمل معاك شنو...
- و مالو يا بتي ،طالما هو بادر بالخير في النهاية الدم ما ببقى موية
ولاء عصبت و قالت :
- مشكلتك إنك طيبة بزيادة ، و أنا ما بقول ليك أطرديهو ده ولدك و إنتي حرة معاهو ، بس أنا مستحيل أسامحو..
- خلاص خلاص بس إنتي أهدي ، أهم شي عندي صحتك
ولاء مسكت بطنها و بسرعة قامت جرت فتحت باب الغرفة و مشت الحمام الكان برة في الحوش ، و بقت تستفرغ....
و إخلاص جات وراها و هي بتقول :
- يا ساتر يارب
همام الكان شايل الطفل طلع وراهم و بقى مراقب من بعيد ، و لا شعوريا نزلت الدموع من عينو بغزارة...
.
.
عالية وقفت جنب الراكوبة و صفقت صفقتين ، و قالت :
- همام ، ممكن أتكلم معاك كلمتين ؟
حازم الكان راقد على ضهرو و خالف رجلو ، و منشغل بموبايلو ، قال بدون اهتمام :
- أها
عالية استغربت كونو همام ما يقوم و يرد عليها و هو راقد كده ، و ده الخلاها تصر تتكلم معاهو و تشوفو مالو ، قعدت في عنقريب بعيد و قالت :
- همام.. إنت مالك متغير كدي ؟
- أنا ؟ لا لا عادي
- ماعادي ، أمك شايلة همك و ناس الحلة زاتن لاحظو ليك بقيت غريب كدي و زي الماااابتعرف زول ، و لامن تطلع الشارع تفوت في الناس توووش لا سلام لا كلام
حازم قال وهو لسه منشغل بموبايلو :
- لا لا مافي شي
عالية أول مرة تتنرفز منو كده ، قالت بانفعال :
- عاين لي جاي و أنا بتكلم معاك ، و بعدين أمك دي عيانة ما تشيلها همك ، و الورشة دي من زمن جدك حي ما حصل بابها اتقفل و الناس كلها بتنضم في الموضوع ده و بقولو ده ما همام أصلو
حازم اتنفض على الجملة دي ، و قعد و قال :
- قالو شنووو؟؟ أنا ما همام كيف يعني ؟
عالية ضيقت عيونها و قالت :
- صحي إنت ما همام ، صوتك و كلامك و تصرفاتك كلها ما بتشبهك.. فيك شنو وريني ريح قلبي
حازم عاين ليها بي تفحص ، و ابتسم و هو بقرا في عيونها كمية من الحب و المشاعر ،قال بخبث :
- شايلة همي للدرجة دي ؟
عالية ردت بسرعة و بلهفة :
- و أكترررر و حيات ربي
غمز ليها و قال :
- يا حلاوتك
....
..
صفاء فتحت الباب و دخلت ، لقت أمها واقفة جنب الحمام و صوت ولاء جوة بتستفرغ ، و لمحت همام واقف جنب باب الصالة و شايل ولدها ، فتحت عيونها باستغراب وقالت :
- حازم ؟؟؟ جابك هنا شنو
و تاني اتذكرت أختها و قالت :
- ماما ولاء مالها ؟
إخلاص بقت تبكي ، و صفاء فتحت الباب و دخلت ليها و بعد شوية طلعت و هي متكلاها و دخلت بيها جوة ورقدتها في أقرب سرير ، و قالت :
- الدوا بتاعك قاعد وين ؟
ولاء عاينت ليها بضعف و سكتت ، و إخلاص قالت :
- خلصان ليهو أسبوع
صفاء كوركت :
- حرام عليكم ليه ما كلمتوني ، أنا قلت الحبوب دي ما تقيف نهائي..
إخلاص دنقرت و بقت تبكي ، و همام اتدخل و قال :
- أنا معاي السواق برة ، بمشي أجيبها حسي و بجي
صفاء طوالي مشت جابت ورقة و قلم و كتبتها ليهو ، و ولاء قالت بصوت ضعيف :
- ما بتعالج بقروش حرام
همام ما اهتم بكلامها ، و شال الورقة و طلع بسرعة على الصيدلية...
...
..
صباح اليوم التاني
حازم صحى بدري على غير العادة لأنو قرر يفتح الورشة عشان ناس الحي ديل لو اكتشفو إنو هو ما همام كل شي حيبوظ ، و الحكاية دي طولت و هو شكلو لسه حيقعد هنا فلازم يكون كل شي طبيعي...
شال تلفونو و اتصل على واحد من الناس الشغالين عندو كان مجندو يجيب ليهو الأخبار ، كان عايز يعرف أي خبر من همام هل اتقتل و لا اتخطف و لا حصل ليهو أي شي ، بس لقى إن كل شي ماشي عادي ، و عرف منو إن همام مشى لأمو بس ما اهتم كتير و لا كان بيفرق معاهو في شي...
...
هنا همام كان في الفيلا ،استحمى و لبس قميص و بنطلون من عند حازم و لبس الحزام و هو متضايق من نوعية اللبس ده بس ما كان عندو خيار تاني..
اتصل على السواق يجهز العربية و شال جزء من قروشو الأداها ليهو حازم ، و طوالي طلع و بقى يسأل من مستشفيات الخرطوم و الدكاترة المتخصصين في الأورام ، و مشى حجز عند واحد منهم ، و من هناك طلع على الكدرو...
...
كان طول الطريق بعاين بالشباك و سرحان و بفكر في ولاء و مرضها و هو حاسي إنو مسؤول منها رغم إنو ماعرفها إلا أمس ، بس كان حاسي بقلبو بتقطع عليها و ماعندو هم غير انو يقيف معاها و يساعدها تتعالج...
أثناء ماهو سرحان لفت نظرو بت لابسة هدوم الثانوي و قاعدة مع واحد جوة ركشة و في شارع فرعي و ميت ، قعدتهم كانت ملفتة و شاذة جدا.. قال بزعل :
- أعوووذ بالله منهن بنيات الخرطوم ديل بقن حايمااات ساااكت و لا زول ما جايب ليهن خبر..
و اتلفت على السواق و واصل :
- اسع زي البنات ديل أهلن وين ؟ ماعندهن رجال في بيوتن؟؟؟
السواق اتخلع شديد من اللهجة و اكتر من كده اتخلع من كلام حازم البيعتبر أكتر شاب فاسد ، لكن قال رغم انو مستغرب :
- زي ديل بكونن مفهمات أهلن إنهن في المدارس..
همام ضرب يدينو ببعض و قال :
- لا حول ولاقوة إلا بالله ، تعرف هناك ماعندنا زي......
وقطع كلامو و انتبه إنو كان حيقع في غلطة فادحة ، و قرر إنو يسكت تماما...
وصل البيت و نزل وهو شايل معاهو الحاجات الجابها ، فواكه و حليب و زبادي و لحوم ، و كمان حلاوة و شوكولاتات لي حمودي...
إخلاص استقبلتو بحفاوة و شكرتو ، سألها من ولاء و كلمها إنو حجز ليها و بعدين بالعصر حيسوقها المستشفى...
إخلاص فرحت شديد و دموعها جرت ، و رفعت يدها تدعي ليهو و تحمد الله إنو حنن قلبو عليهم...
....
هناك حازم كان فتح الورشة و بقى ماعارف يعمل شي ، و كمان حاول يشغل المكنة لقاها خسرانة.. طلع لف شوية في السوق و سأل من الصنايعية و جاب ليهو واحد يفحصها وكمان جاب معاهو اتنين من العمال يساعدوهو في شغل الورشة..
بعد شوية شعر بالجوع ، كانت أول مرة يفكر ياكل فيها برة البيت و ياكل غير أكل أم همام الكان أصلا بياكلو على مضض...
اتلفت شوية جنب الورشة ما لقى غير وحدة عاملة راكوبة صغيرة و مولعة الكوانين و راصة الحلل و بتطبخ و كل ناس السوق بيشترو منها..
كشر وشو بضيق وهو ماشي عليها ، و لمن وصل غطى نخرينو من ريحة الأكل ، و أشر ليها على حلة و قال :
أديني من ده...
...
همام كان مقيل في بيت إخلاص ، فطرو سوى و شربو الجبنة و بقى يسأل من البنات و عاملين شنو في حياتهم و هي بقت تفضفض ليهو و كل شوية عيونها تدمع و تقول : ربنا استجاب دعاي و رجعك لي..
همام كان محتار في سبب الجفا البين حازم و أهلو ، بس ما كان حابي يفتح معاها الموضوع حاليا.. كان كل همو يتطمن على الأسرة دي.. فجأة خطر ببالو سؤال و قال :
- يمة ، إنتي البت الصغيرة وين ، أمس أنا هنا لغاية المسا و ماشفتها
- والله يا ولدي وفاء أختك ممتحنة السنة دي و تعباااانة مع القراية و الدروس
- الله يوفقها و ينجحها
بعد شوية وفاء فتحت باب الصالة و دخلت ، و لمن شافت همام كشرت وشها و قالت :
- خير إن شاءالله!!
إخلاص قالت :
- هدي ليها جات على سيرتها..
همام اتلفت عليها وهو مبتسم عشان يسلم عليها ، بس لمن شافها اتخلع ، و طوالي عاين ليها في رجلينها شاف جزمتها المميزة اللونها أحمر و فيها خط بالأبيض ، طوااالي دم أهل البلد الحامي غلى في عروقو لمن اتأكد إنها البت الكانت في الركشة ، و ماقدر يمسك أعصابو.. و قام عليها و جراها من كتفها ، وهي اتخلعت و بقت تصرخ :
- هيييي فكني مالك
لزاها على ورا لمن وقعت في الكنبة ، و قال :
- كنتي وين انتي ؟؟؟
وفاء قامت و قالت بانفعال :
- و انت مالك و مالي أساسا...
همام سحب نفس عميق ، و حاول يمسك أعصابو وقال براحة :
- كنتي وين ؟
إخلاص قالت :
- براحة مالك على البت يا حازم؟
اتلفت على إخلاص وقال :
- البت دي تاني ما حتمشي المدرسة ، و لو عتبت برة البيت بقتلها..
وفاء غزت كوعها و قالت :
- هي هي إنت جاي فارد لينا عضلات و عامل فيها راجل و كده ، أمشي خليك في سكرك و بلاويك و حل عن سماي
همام عاين لوفاء بنظرة مرعبة ، و قال لإخلاص :
- أنا حأجي أسكن هنا ، و من الليلة كلمتي هي الحتمشي ، مافي بت حتعمل حاجة بمزاجها ، أنا راجل البيت ده و كل شي هنا حيمشي زي ما أنا أقول......
و قبل على وفاء و صرخ فيها :
- مفهووووووووم؟؟؟؟؟؟؟
..
حازم كان قضى النهار كلو في الورشة والسوق ، رجع البيت قبل العصر لقى عالية قاعدة جنب حجة خديجة ، سلم عليهم و لاحظ ليها خجلت و دنقرت و لمن دخل بقو يتهامسو و سمع من طرف كلامهم إن عالية فرحانة لأنها فاكرة نفسها قدرت تقنعو و تخليهو يطلع و يرجع للشغل ، ابتسم ابتسامة ماكرة و هو بستنتج إن عالية و همام بيناتهم شي...
طوالي رجع ليهم و نادى :
- عالية ، عليك الله لو فاضية بعدين تعالي نضفي لي الغرفة دي و رتبيها لأنها جاااايطة ووسخانة
عالية و الحجة عاينو لبعض باستغراب لأنو همام عمرو ما طلب من زول يعمل ليهو شي ، بس عالية قالت :
- طواالي ، و اسع فاضية بجي ارتبها ليك
حازم قعد جنب الحجة و بقى يراقب عالية و هي بتقوم من مكانها و شالت عدة النضافة و دخلت الغرفة...
حجة خديجة رفعت يدينها بقت تدعي الله يصلح احوالو ، و بعدها صلحت توبها واتوسدتو و بدون ماتشعر لقت نفسها راحت في نومة..
حازم طوالي اتسحب من جنبها ، و مشى غرفتو الكانت عالية بدت ترتب فيها ، و قفل الباب وراهو..
عالية شهقت : همام مالك قفلت الباب ؟
قرب منها و مرر يدو في راسها لغاية ما طرحتها وقعت ، و قال :
- اشتقت ليك يا حياتي
..
..
يتبع.