.
حازم قال بخوف :
- انت عايز شنو ؟
- عايز أحرقك يا عدو الله ،
و قال للجماعة المعاهو :
- أمسكووهو
حازم صرخ :
- لااااااا لاااا أرجوووك ماتحرقني ، قول لي هانز ديك كانت لحظة شيطان ، ولو على الشيك برجعو ليهو حالا..
الزول قطب حواجبو وقال :
- هانز؟؟؟؟ إنتو كم واحد ساكنين هنا ؟
حازم بقى يلخبط و يقول بجنون :
- أنا و همام بس ، لكن هو هناك.. اااا لا قصدي انا همام ساكن هنا ، و حازم هناك ، بوصف ليكم بيت أمو بتلقوهو هناك و أحرقوهو زي ماعايزين..
الزول ضرب يدينو ببعض وقال :
- لاحول ولا قوة الا بالله
و صرخ :
- ربطوهو في السريييير
مسكوهو و رقدوهو في السرير و لفو الحبل عليهو لغاية مابقى ثابت في السرير و هو بيصرخ و يرفس :
- لاااااا ماتحرقوني لااااااااااااا
الزول فجأة ملامحو اتغيرت للخشوع ، و بدا يقرا :
- أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، وذوقوا عذاب الحريق.. وذوقو عذاب الحريق ، و ذووووقووووا عذاب الحريق....
أخررررج ياعدو الله ، أخرج أو نحرقك ..
و رفع سوط عنج و بقى يضربو في رجلينو و يكرر :
- عذااااب الحريييق ، أخررررج أخرج....
.....
..
صفاء رمت السماعة من يدها و ختت يدينها في خشمها عشان تمنع شهقاتها ، بس ماقدرت تمنع نفسها و بقت تبكي بشدة و تقول :
- كيف يعني مات ؟
- يا دكتورة ده قدر ، و أمشي شوفي شغلك ما تشوشري على بقية المرضى
صفاء قالت بانفعال :
- أشوف شنوووو ؟؟؟ شغلي ؟؟؟ طيب و المات ده شغل منو و مسؤولية منو ؟!!
الدكتور ساقها من يدها طلعها برة وقال بهمس :
- إنتي لسه صغيرة و مبتدئة و مافاهمة شي ، نحن هنا كوادر بشرية فقط ، ما حنقدر نعمل شي فوق إمكانياتنا ، ولو على المريض المات حسي فكل يوم حتشوفي منظر زي ده ، حتعملي شنو ؟
ردي علي ، في شنو في يدك ممكن تعمليهو ؟
صفاء قالت و دموعها منسابة على خدها :
- حأعمل كتيير ، و حتشوف
- كلنا كنا بنقول زيك كده ، بس في الآخر بقينا بنبذل جهدنا على قدر إمكانيات المستشفى..
- يعني شنو يا دكتور ؟
- يعني الما عندك فيهو يد ما تلومي نفسك عليهو ، و خلاص أدعي ليهو بالرحمة و أمشي شوفي غيرو في مرضى تانيين محتاجين ليك..
.
صفاء مشت من عندو على المكتب شالت شنطتها و طلعت من المستشفى و هي ما شايفة قدامها ، أول ماطلعت الشارع شافت واحد بيأشر عليها و بقول :
- الدكتورة دي كانت في الطوارئ
فجأة كلهم التفو حوالينها و واحد قال :
- خالي كيف ؟ سيد الأزمة الكان الفي الحريق
و واحد تاني قال :
- يا دكتورة طمنينا أبو يدخلونا نشوفو
صفاء دموعها رجعت تنزل بغزارة و قالت :
- شدو حيلكم
وحدة صرخت :
- ووووووووب أبوووي أبووووي وووب وووب
و فجأة جرت صفاء من طرحتها و بقت تقول :
- قتلتوهو و قعدتو منكم لله ، من الصباح شابكننا مافي أوكسجين و مافي زفت ، الله ينتقم منكم...
أخوانها مسكوها و زحوها من صفاء وهي مذهولة من ردة فعل المرة ، كل العملتو إنها صلحت طرحتها و ركبت أقرب ركشة لقتها قدامها...
...
همام طلع من الشركة و هو متجاهل كل الموظفين البنادوهو و بيسألو عليهو ، ركب مع السواق و قال ليهو يطلع على السوق عشان يشوف الدكاكين ، بس فجأة غير رايو وقال :
- أطلع على البيت ..
طول الطريق وهو بقنع في نفسو إنو جاي عشان يتأكد من إنو وفاء ما طلعت ، بس في قرارة نفسو كان عارف إنو السبب حاجة تانية خاالص....
الشووق..
كان بتهرب من الحقيقة دي لأنو عارف إنها سكة مقفولة ، حبو لولاء كان غلط في غلط ، لو اعترف ليها بالحقيقة حيخسرها تماما لكن كل الحيقدر يعملو إنو يكون جنبها طول الفترة الهو قاعدها هنا ، و بعد الأمور ترجع لطبيعتها يبعد عنها تماما...
وصل البيت و دخل يفتش عن وفاء ، لقاها قاعدة في التلفزيون و لا هاميها شي ،..
- عايزك في كلمتين
وفاء خلفت رجلها بصورة مستفزة و طنشتو..
جا وقف قدامها بينها و بين التلفزيون ، و قال :
- بتكلم معاك
وفاء عاينت ليهو بطرف عينها و قالت :
- على فكرة أنا سكت ليك عن العملتو فيني بمزاجي ، ماتفتكر إنك ممكن تتحكم فيني بكفين...
ههام جر التربيزة و قعد فيها قصادها وقال :
- أنا ما داير أتحكم فيك ، أنا دايرك تكوني زي أخواتك و...
قاطعتو :
- أخواتك أخواتك أخواتك... كرهتووونا زاتو
- طيب خلي أخواتك ، انتي بت ذكية و فاهمة و مخك كبير و شخصيتك قوية ، يعني ممكن تكوني أحسن منهم و ترفعي راس أمك الغلبانة دي...
وفاء عاينت ليهو بعمق جوة عيونو و قالت :
- دفعو ليك كم ؟؟
همام ارتبك و قال :
- دفعو لي في شنو مافاهمك؟
- ماتفتكر إني هبلة زيهم و حتغشني بكلمتين حلوات ، أنا أذكى من كده و عارفة إنو الزيك لا يمكن يتغير بالسهولة دي.. قول لي يا حازم دفعو ليك كم في البيت ده ؟ أنا عارفة إنو الشي الوحيد البيننا و بينك و شكلك قررت تاخدو زي ما أخدت حق أمي كلو..
همام الكلام وقع على راسو زي الصاقعة ، و قال :
- أسمعي ، إعتبريني مخرف و فهميني وحدة وحدة ، أنا شلت حقها كيف!
- لا إنت مجنون رسمي
- يا ستي مجنون مجنون ، فهميني و أنا حثبت ليك إني اتغيرت..
....
..
هناك عالية كانت قاعدة و ضامة رجلينها عليها و بتبكي ، دخلت عليها أختها وقالت :
- عالية عالية ألحقي ، سامعة صوت شيخ الهادي في بيت ناس خالتي خديجة و في زول بصرخ و..... ده شنو إنتي بتبكي؟؟
عالية قشت دموعها بسرعة وقالت :
- لا لا أبكي لشنو يعني
أختها واصلت :
- لكن خالتي خديجة بالغت ، كيفن تجيب واحد دجال زي ده لولدها ؟؟ مالقت غيرو يعني؟ و لا عشان هو عامل فيها شيخ الزاوية
عالية قالت بحرقة :
- ماعارفة والله عملت كدي لشنو ، هو همام ما شديد لكن ما لدرجة تجيب ليو شيخ الهادي ،ده غير الضرب ماعندو شي...
و بقت تبكي بدون ماتقدر تمسك نفسها...
أختها قعدت جنبها و هي متفهمة مقدار حبها لهمام ، ربتت على كتفها و قالت :
- لو فوقو شي الله يشفيهو...
...
..
قبل نص ساعة :
- يا زول مالك طلعتني من مكتب حازم بالطريقة دي ؟ إنت مالك ما دايرني أتكلم معاهو ؟
حسن قال :
- ياخي إنت البشربكك معاهو شنو ؟
- ده كلام شنو ؟ مش صاحبي و واقع في مشكلة لازم أعرف الحاصل معاهو شنو
- يا زول هيي صحبك ده سرق الشيك و كان حيضيعنا كلنا ، ابعد منو لغاية ما هانز و لا اسمو منو ده يختفي و لا الموضوع يتحل
- ماااعارف ليه حاسي إنك عارف شي أنا ماعارفو
حسن نفض يدو في الهوا وقال :
- يا زول على كيفك أعمل الدايرو...
و مشى ركب عربيتو ، و شال التلفون و عمل مكالمة :
- كل شي ماشي مظبوط
- بالنسبة لك أم بالنسبة لي؟؟
- هههههه سيد هانز نحن مصلحتنا وحدة
- تذكرني كثيرا بطفولتي ، كنت أحب مشاهدة أفلام الخيال و الرعب و أندمج بها كثيرا حتى أنسى أنه مجرد فيلم..
- لا ياسيد هانز ، ده الفرق الوحيد البيني و بينك.. إنت شايف الحكاية مجرد فيلم بالنسبة ليك و حيخلص في ساعتين ، أما أنا الموضوع بالنسبة لي كبير ومهم شديد..
- مهما يكن .. المهم أنني مستمتع بما نفعله ، مهما كانت النهاية...
..
..
- يعني قصدك إنو أملاك حازم دي جزء منها حق إخلاص ؟ و هي ساكتة ؟؟
- إنت مجنون رسمي ، أنا متأكدة إنك بتتعاطى ، حازم ده منو ما إنت؟؟
- أتعاطى شنو ياخ ، كدي اعتبريني مانصيح و خلينا في موضوعنا.. ووريني إخلاص مالا ما طالبتو.. قصدي ما طالبتني بحقها ؟
- لأنو عمك بسبب الخلاف البينو و بين خيلاني ما كان عايز القروش تجي لأمي ، فبقى يقوول إنو أبوك طلق أمي قبل ما يموت بس عمك كذاااب و بشوه سمعة أمي و إنت ماغبي عشان تصدقو وعارف أمك كوويس بس أول ما كبرت و بقت القروش في يدك عجبتك الفكرة و طمعت في ثروة أبوك كلها.. و مشيت ورا كلام عمك
همام العبرة خنقتو و قال :
- بس دي أم ، كيفن الواحد بدونها بضوق طعم للقروش و الحياة ؟
- يعني عايز تقنعني إنك فجأة بقيت ما ضايق طعم للقروش والحياة؟؟
همام اتجاهل كلامها و قال :
- و أمي مالها ما طالبت بي حقها بالمحكمة مدام مافي ورقة تثبت الطلاق؟؟؟
- أولا لأنو عمك ممكن يجيب ألف زول يشهد ، و ثانيا لأنها مرة عفيفة و نزيهة و ما بتقيف قصاد ولدها المن دمها و لحمها في المحاكم...
- دي حكاية غريبة
- والله إنت الغريب ، تخلي الواحد يتكلم معاك غصبا عنو.. أووفففففف منك لكن برضو يا حازم ما حأصدقك و لا حأسمح ليك تتلاعب بي تاني....
همام سرح و قال وهو بفكر :
- حق أمك حيرجع ، ماعارف كيف بس حيرجع...
- طيب رجعو ، منتظر شنو ؟
- ماحتفهمي ، بس الموضوع ما بالسهولة دي
- ده لأنك كذاب ، لو كنت فعلا ندمان ممكن عادي تمشي أقرب محامي و تعمل ليها تنازل عن أملاكك قدر نصيبها في الورثة..
- صدقي فكرة!! دي كانت رايحة مني وين بس
- ما تتريق
قام وهو بقول :
- ما بتتريق ده المفروض يحصل بالضبط
و طلع من البيت و هو بفكر في كل الكلام الدار بينو و بين وفاء..
....
هناك كان حازم بيئن و هو راقد مكانو في السرير بعد ما الجماعة فكوهو و مشو.. جات حجة خديجة عاينت ليهو براحة بدون ما يشعر بيها ، و مشت الراكوبة الورا و بصعوبة قدرت تطلع رقم من التلفون ، و تضغط على زر الاتصال :
- ألووو.... يعلم الله مشتاقة ليك و روحي متشتحفة لشوفتك... ،، متيييين بس ترجع لي يا حبيب قساي
- و انا كمان يا الغالية ، مشتاق ليك بالحيييييل.. إنتي طيبة ؟؟ لعلو الزول ده ما مضايقك في شي!!
- أسكتتت بس ما شفت عملت فوقو شنو!! جبت ليهو شيخ الهادي أداو ليك جنس علقة
- حرام عليك يمة هههههه شيخ الهادي مرة وحدة؟؟ الولد ده ناعم ما بتحمل
- خلي يرجل شوية ، أنا البقعد في بيتي ده لازم يتربى!!!!!!!
.
.
.
يتبع
رحمات صالح
.
.
.