١٦

1.9K 39 0
                                    


.
ممدوح شعر إن حيلو ما شايلو ، قعد وقال بصوت واهن :
- رهان شنو البينك و بين سيد هانز ؟
حسن سكت ، وهانز قال :
- لا تشغل بالك ، فالمهم أنني من أكسب كالمعتاد ههههههه لقد كانت هذه أفضل إجازة على الإطلاق
فجأة همام وقف و قال بانفعال :
- ياخي إنت كيف قادر تستمتع و تنبسط و إنت بتلعب بحياة الناس لعب ، إنت ماعارف لعبتك دي لخبطت حياتنا كيف
هانز خلف رجلو وقال ببرود :
- إجلس و لن أحاسبك على رفع صوتك و الصراخ في وجهي ، و لكن دعني أذكرك شيئا.. أنا لم أجبرك على شيء ، أنت من اخترت هذا الطريق وبدأت اللعبة مع حازم...
همام قال بحسرة :
- ياريتني ما وافقت ياريت...
حسن اتنهد و قال :
- أوووففف ياريتني أنا كمان ما وافقت
ممدوح قال :
- حسن ، فهمني الحاصل شنو أنا خلاص عقلي حيطق
حسن قال :
- بعدين يا ممدوح ، بعد حازم يجي حتفهم كل شي
....
بعد ساعات :
همام كان في البص متجه للبلد ، كان حاسي إنو رجع همام القديم بالجلابية اللابسها و الشال اللافيهو حول رقبتو و الشبشب القديم اللابسو ، كان قاعد جنب الشباك و سرحان و حاسي إنو كل خطوة ببعدها عن الخرطوم بتزيد من الوجع الجواهو ، كل الحاصل ده ما كان بفكر فيهو ، و لا كان بفكر في القروش الكسبها من اللعبة دي من حازم و من هانز... مع إنو رجع بمبالغ طائلة لكن ما كانت بتعني ليهو شي ، كل الشاغل تفكيرو هو ولاء و الحالة الخلاها فيها و شايل هم علاجها هل حتكملو بعد هو يختفي من حياتهم و لا حتقيف.. و كمان حاسي إنو من أمس لليلة اشتاق ليها كتير و ماعارف كيف حيقضي باقي حياتو بدونها...
...
وصل البلد و قبل ما ينزل لف الشال على وشو ، ماكان جاهز لأي كلام مع أي زول من الحلة و ماعارف كيف حيواجههم ولا هم حيشعرو بالفرق بينو و بين حازم و لا لا ، وصل البيت و دق الباب براحة و في ثواني اتفتح الباب :
- بركة الشفتك طيب يا ضناي
و بدت تبكي ، وهو دخل وقفل الباب و أخدها في حضنو و قال :
- يمة اشتقت ليك ، يعلم الله كل يوم قضيتو بعيد عنك كان جحيم... الله ما يفرقني منك يا الغالية..
اتحسست وشو و أكتافو و قالت بمرح :
- الخرطوم نفعت معاك و صحتك بقت سمحة عيني باردة عليك
ضحك وقال :
- الورشة كانت هالكاني هلاك هههههه
- تعال يا ولدي قنب و أحكي لي من يوم مشيت لامن جيت
- بحكي ليك يمة بس أول شي خلينا نشوف حنعمل شنو مع الزول الجوة ده ، هو لسه نايم صح؟؟
- ناااايم أريتو ما يقوم تاني
- ههههههه بقيتي قاسية يا حجة
- انت نسيت إنو كان داير يقتلك و ختاك مكانو عشان يقتلوك ؟؟
- مانسيت!!! بس المسامح كريم...
....
إخلاص كانت لافة في الحوش بقلق و هي شايلة تلفونها ، جاتها صفاء و قالت :
- ماما إنتي حتلفي كده لمتين ؟ أقعدي واستهدي بالله وهو براهو حيجي راجع
- قطع قلبي عليهو ، و مابرد على التلفون أريتو لو بس يطمنني
- خلاص تعالي جوة من الشمس دي ، و أنا حأتصرف
إخلاص دخلت ، و صفاء ضغطت على نفسها و شالت التلفون و اتصلت على بكري و هي بتحاول تتجاهل المشكلة الحاصلة بيناتهم..
بكري رد عليها بلهفة و شوق باين في صوتو :
- ألو صفاء انتي كويسة ؟ و حمودي كويس؟؟
- نحن كويسين يا بكري الحمد لله ، بس كنت عايزة منك خدمة
قال بإحباط :
- يعني لو ما عايزة مني خدمة ما كنتي حتتصلي؟؟؟
قالت بي حدة :
- بكري حتساعدني و لا لأ؟؟؟
- أوووفففف أهاااا عايزة شنو
- حازم أخوي من أمس مختفي و مابرد على التلفون
- عادي ياخ بكون مشغول و لا شي ، بعدين أخوك ده أصلا غريب و بكون اختفى زي ما جا فجأة...
- أنا ده كلو عارفاهو بس أمي مقلقة شديد و ما بطلت بكى ، أرجوك أمشي أسأل منو في شغلو أو بيتو عشان نطمنها بس
- حاضر ياستي ، أخلص من شغلي و أمشي أشوفو ...
....
همام كان قاعد مع أمو سمعو كركبة في الغرفة الراقد فيها حازم ، طوالي قام جرى عليهو.. لقى حازم فاق و بحاول يرفع راسو و ماقادر و كل ما يجي يقوم يقع...
همام وقف يعاين ليهو بحذر وهو مترقب ردة فعلو ، و حازم بعد ما فاق تماما قام من رقدتو و قعد في السرير و ضيق عيونو و قال :
- إنت ؟؟؟ عندك عين تجي لغاية هنا
همام قال :
- ماتنسى إنو ده بيتي ، و لا القعدة عحبتك ؟
حازم قال :
- إنت خاين غدرت بي بعد ما أحسنت ليك و دفعت ليك و سكنتك في بيتي و خليتك تعيش من خيري..
همام قعد في السرير القصادو وقال باستهزاء :
- ده على أساس إنك طلعتني إجازة ؟ ولا قايلني ماعارفك وديتني مكانك عشان أتقتل بدالك!!!
حازم قعد يتمتم و يقول بارتباك :
- تتقتل ؟؟ لا لا منو القال كده
همام قال :
- إنت عارف أنا حسي مفروض أسوي شنو ؟؟
أشر على لوح خشبي كان متكول على الحيطة ، وقال :
- مفروض أشيل الخشبة دي و أطقك طقة واااحدة أجيب أجلك ، و زووول حيجيب ليك خبر ماف...
حازم قام بسرعة عشان يسبقو و يشيل الخشبة بس همام قال :
- أقعد أقعد قبلك أنا ما بسوي كده ، بس عايزك تقوم تمشي من هنا من سكات
حازم قعد مكانو و قال :
- ما ماشي قبل ما أفهم
- قصدك قبل ما تطمن إنو هانز ما حيقتلك ، ماتخاف هو لو عايز يقتلك كان قتلك زماااان ، هو عارفك هنا..
حازم مسك راسو و غمض عيونو وقال :
- حاسي إني بحلم
همام سحب نفس وقال :
- حتى أنا..
و طلع من جيبو الموبايل مداهو لحازم وقال :
- هاك تلفونك و أديني حقي ، و بالله لمن ترجع أبقى اطمن على أهلك
......
حازم وصل الخرطوم وهو حاسي بالدنيا كلها ماعندها طعم ، كان حاسي بالفرق الشاسع بين لمن سافر و لمن رجع ، سافر وهو إنسان فارغ ماعندو هم في الحياة غير السهر و اللعب و المراهنات و البنات و صرف القروش.. و رجع وهو شايف نفسو زي الحشرة ، شي حقير ما ليهو أي لازمة و لو هانز قتلو يكون ريحو من الحياة الهو عايشها دي....
دخل بيتو و طلع غرفتو و رقد على ضهرو بدون ما يغير هدومو و لا حتى يطلع جزمتو ، و سرح في السقف وهو حاسي إنو مخو مشلول وعاجز عن التفكير....
رن تلفونو الكان ما وقف أصلا طول الطريق و كانت الاتصالات كلها من رقم أمو ، بس المرة دي كان من رقم ممدوح ،رد بسرعة و هو حاسي إنو محتاج يتكلم مع صحبو :
- ممدوح
- حازم ، إنت كويس؟؟
- لا يا صحبي ما كويس ، تعال لي بسرعة
ممدوح قال بتردد :
- جاييك أصلا ، بس معاي ضيوف
- لا يا ممدوح ما عايز أشوف زول تعال براك
- ماعلى كيفي يا حازم ، هانز مصر يقابلك قبل ما يسافر
حازم اتنفض من الاسم وقال بذعر :
- ده عايز مني شنو تاني ، أنا خلاص تعبت منو
- معليش معليش.. المهم نحن مسافة الطريق و نكون معاك...
...
همام كان قاعد مع أمو و بشربو الشاي بعد ما اتغدو ، وهي قالت :
- أها و بعد ما الاسمو حازم ده لاقاك و قال ليك تبقى مكانو حصل شنو ؟
- وافقت عشان كنت فعلا محتاج للقروش ، و بعد داك اتبادلنا الملابس و التلفونات و شلت منو المفاتيح حقتو ، و لمن فارقتو ضربت ليك كلمتك ما كنت بقدر أعمل كده من غير ماتعرفي الحاصل ، وبعدها طوالي جاتني مكالمة من واحد اسمو هانز وقال داير يلاقيني ووصف لي مكان ، و أنا في الأول رفضت بس قال لي إنو الموضوع مهم و فاجأني إنو عارفني أنا همام... وعارف إنو حازم بدلني....
- أجي يخواني!! و ده عرف كيفن بالسرعة دي؟
- ماعارف يمة بس الزول ده غريب و بعرف أي شي... المهم ، لاقيتو و أول شي كتب لي شيك أكبر من حق حازم بتلاتة مرات ، وقال لي إنو حازم هربان منو عشان كده بدلني، و قال لي أسمع كلامو و أوريهو البحصل أول بأول ... و هو الشجعني أتصرف زي ماداير و أعتبر نفسي مكان حازم بالضبط
- عاد لكن دي حكاية و لا في المسلسلات
- آخخخخخ يمة أنا اتعلمت كتييييير من القصة دي.. لكن ما حازي في نفسي إلا البنات الخليتن بي وراي و هن محتاجاتن لي
- الله كريم عليهن يا ولدي و انت ماقصرت معاهن...
....
حازم كان قاعد وسط هانز و حسن و ممدوح وهو قلبو بدق من الخوف ، و كمان مقلق و ماعارف هانز عايز يقول شنو و لا حيتصرف معاهو كيف ، قطع الصمت حسن وقال :
- حازم ما عايزك تزعل مني
هانز رد و قال :
- يمكنكم أن تتعاتبو لاحقا ، أنا هنا لأستمتع برؤية حازم و مراقبة تعابيره و هو يستمع للمفاجأة ..
حازم أعصابو اتشدت وقال :
- قول أنا سامعك
- لقد كانت فكرة صديقك حسن ، أن نجعل الرهان عبارة عن مجموعة من الرهانات المتداخلة... فقمنا باختراع الرهان الذي كان بيني و بينك و تراهننا على أنك ستسرق الشيك بعد أن نبدو و كأننا قد ثملنا ، لقد خذلت صديقك الذي كان يظنك أفضل من ذلك ، و راهن على أنك لا يمكن أن تسرق... و بالطبع أنا من فاز بالجولة الأولى من الرهان
حازم بسرعة عاين لحسن كأنو عايزو ينفي الكلام ده و يقول إنو ما ممكن يعمل معاهو كده ، بس حسن مباشرة دنقر ، و ممدوح قال بانفعال :
- كل ده يحصل ياحسن ؟ و أنا ما عارف شي!!!!!
هانز قال :
- أشششش لاتقاطعني...
هنا دق الباب واحد شغال في الفيلا ، و قال :
- سيد حازم في واحد دايرك ضروري
حازم قال :
- قول ليهو مشغول ، و لا مافي ، و لا أي شي
- قلت ليهو إنك في اجتماع بس هو أصر يقابلك و قال ما حياخد من زمنك غير دقيقتين
هانز قال :
- دعه يدخل لننتهي منه و نواصل حديثنا
حازم اتغاظ من تصرف هانز و تحكمو بس ماقدر يقول شي ، و بعد ثواني دخل واحد و قال :
- معليش يا شباب على المقاطعة
و قرب من حازم وقال :
- إنت وين ياخي شاغل الجماعة عليك ؟؟
حازم قال باستغراب :
- الجماعة منو ؟ و إنت زاتك منو ؟؟؟؟!!!
ضيق حواجبو وقال :
- كيف أنا منو ؟؟ مالك يا حازم ؟
- يا زول أنا بعرفك قبل كده؟؟
بكري عاين ليهو بعمق وقال :
- خلاص بجيك وقت تاني تكون فاضي
و طلع بسرعة و ركب عربيتو و انطلق بأقصى ما يمكن.....
..
- يمة ما تتخيلي أنا كنت عايش في قلق وخوف قدر شنو! على قدر ما كنت مبسوط و أنا واقف جنب إخلاص و بناتها على قدر ما كنت خايف من الزول ده و ماعارف الموضوع حينتهي على شنو ، تخيلي كان براقبني طول الوقت ، كنت مقلق منو مع إنو كلمني انو حيراقبني عشان يوهم حازم إنو مراقب و يجبرو يقعد هنا أكتر ، و في الآخر خطفني وتاني أطلق سراحي عشان يخلي حازم يخاف أكتر...
- و ده كلو لشنو ؟؟
- موضوع بتاع رهان و ما رهان
- عاد لكن الناس ديل غريبين خلاص
- أكترررر مما تتصوري يمة ، أنا عرفت إنو حياتنا البسيطة دي جنة و اتعلمت أرضى بالعندي.. القناعة و راحة البال مافي زيهم..
هنا سمعو دقة خفيفة في الباب و بعدها السلكة اتجرت ، ودخلت عالية...
همام كعادتو طوالي نزل عينو الأرض و قال :
- كيفنك عالية أختي! اتفضلي
عالية همست باستغراب :
- أختي؟؟؟
و قالت بانفعال و بدون ماتقعد :
- يرضيك يا خالتي البعملو معاي ولدك ده ؟؟
همام استغرب و قال :
- أنا سويت شنو ؟؟
حجة خديجة حاولت تغمز ليهو عشان يسكت بس هو ما انتبه ليها ، و عالية قالت :
- أحرجتني مع أبوي بتصرفك السويتو ده ، إنت وقت ما جادي معاي بتجي تخطبني منو لشنو ؟؟؟
همام عاين لأمو باندهاش و عينو مفتوحة للآخر و قال :
- أنا خطبتها ؟؟؟
أمو قالت :
- أمسحيها في وشي يا عالية يابتي ، الولد لسه ما بقى طيب و باكر جايبة ليهو شيخ الهادي.. بقى ينسى و يلخبط و حالتو حالة..
عالية ملامحها اتغيرت من الغضب للشفقة وقالت :
- الله يشفيهو بس بلاش شيخ الهادي...
و فجأة انتبهت وقالت :
- لكن ياهمام شكلك مالو متغير كدي!!!!
...
في اللحظات دي كان بكري بدق باب ناس إخلاص بعنف... فتحت ليهو وفاء وقالت :
- بكري مالك بتدق كده؟؟؟
اتخطاها و دخل البيت جوة و بقى ينادي :
- صفاء.... خالتي إخلاص.. تعالووو بسرعة
جو إخلاص و صفاء جاريين ، و حتى ولاء جات.. و إخلاص قالت :
- سجمي مالك بتكورك كده ؟ أوع يكون ولدي حصل ليهو شي؟؟؟
بكري كان نفسو قايم ، قال :
- ماعارف أجيبها ليكم كيف
صفاء قالت بصوت مخنوق :
- في شنو حرام عليك قطعت قلبنا
سحب نفس عميق و قال :
- أنا مشيت قابلتو.... و..... ما فاهم في شنو ... بس....... حازم ما ياهو حازم!!!!!!!
....
..
يتبع
مع محبتي
رحمات صالح

الرهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن