٨

2K 45 2
                                    


.
في المطعم ، همام كان قاعد بتأمل في ولاء القاعدة قدامو ، و مراقب ملامحها المبتسمة و هي بتعاين من بعيد لأختها و زوجها ، و فجأة اتلفتت على همام وقالت :
- عارف ياحازم ، أول مرة أشوفهم منسجمين كده ، بالجد العملتو معاهم ده ما في زول قدر يعملو ليهم..
همام عاين ليهم و قال :
- بالعكس ، أنا كل العملتو إني ما عملت شي.. بس خليتهم يناقشو مشاكلهم براهم...
و رجع عاين ليها و قال بابتسامة :
- خلينا منهم ،كلميني عنك إنتي
- أقول شنو ، أنا مجرد وحدة مريضة بتصارع اليأس عشان خاطر أمها ، بس من جواي عارفة إن العد التنازلي شغال و مافي فايدة من أي شي.. و أهو قاعدة منتظرة يومي يتم.
همام قال بسرعة :
- أوعك تقولي كده ، الموت ده قدرنا كلنا ومافي زول بموت قبال يومو ، و المرض نعمة بخليك تشوفي إنو الدنيا فانية و مافي داعي الزول يشيل من زول و لا يحسد و لا يظلم و لا يأذي و لا يجرح... و لو على العلاج الطب اتطور
لو بيدي أسفرك تتعالجي برة ، بس عندي شوية مشاكل كده لو قدرت أحلها أوعدك أسفرك طوالي..
ابتسمت بحزن و قالت :
- كتر خيرك يا حازم ، كفاية كلامك خليتني أتطمن شوية
- اتطمني كتيييير مش شوية، و ماتشيلي هم
و بدا يغني بصوتو الشجي :
من الظروف ماتشيلي هم
بكرة الزمن ليك يبتسم
يا الطالة في صبح العشم
إتصبري ، إتصبري ماتشيلي هم
ماتشيلي همك في الدموع
بحر الحزن ما ليهو قيف
راجنك الفرح الجميل
شوق انتظار عند نقيف
ياغالية يا وعدا سمح
من فرقتك دفق النزيف
ليل الحزن بيك انهزم
إتصبري ماتشيلي هم

- صوووتك راااائع و فيهو إحساااس عمييق
- الإحساس لمن يتحرك كل شي بيطلع بكون صادق و جميل
غمزت وقالت بمزاح :
- و انت شكلك كده إحساسك متحرك بزيادة لأنو الغنية طالعة منك صادقة وجميلة ، أهاا دي منو سعيدة الحظ الحركت الإحساس ده
- سكت ، و بلع ريقو
- يلا قول ، من حقي أعرف الحتكون مرة أخوي
عاين ليها بعمق وقال :
- مرات الإحساس بكون حلو لمن يفضل جوة ، لو صرحت بيهو كل شي حينتهي..
- مافاهماك
- طول عمري كنت عايش برسم صورة في أحلامي للبت الوحيدة الحتسكن قلبي ، و كنت متأكد إني حألقاها بس ما كنت متوقع إني ألقاها في الظروف دي ، كل الحقدر أسوي إني أسعدها و أقيف جنبها لكن إحساسي حيفضل جواي لامن أموت..
- ليه كده يا حازم ؟ الحب لمن يدق بابك لازم تفتح ليهو مهما كانت العواقب
ابتسم ، و غير الموضوع :
- شايف أختك اندمجت مع راجلها ، رايك شنو ننسحب و نمشي البيت!
- يلا
..
..
صفاء قالت لبكري :
- ديل طلعو خلونا
- خليهم يطلعو ، نحن لسه ما كملنا كلامنا
- يا بكري خلينا نتكلم بصراحة ، إنت في شخصك ما عندك مشكلة و ما مقصر مني في شي بس نحن كان بيناتنا اتفاق و انت وعدتني ما حتقيف في طريق شغلي
- أنا ما واقف في طريقك بالعكس أنا فخور بيك جدا ، بس كمان ما على حسابي و حساب بيتك
- أنا بعمل كل الفي استطاعتي بس الشغل طبيعتو كده ممكن تحصل حاجات فجأة
- طيب يا ستي ، أنا ماعندي مانع و تاني ما حأضايقك في شغلك.. كده تمام ؟؟؟ نرجع بيتنا ؟
- لا يابكري في حاجة تانية مهمة
بكري اتغير و وشو حمر و رفع أصبعو و قال بتهديد :
- أوعك تقولي لي أمك و أخواتك ، ديل أهلي تقبليهم زي ما هم
صفاء اتنهدت و قالت :
- طيب حاضر ، بس لو....
قاطعها وقال :
- الله يرضى عليك خلينا نمشي بيتنا ، و بعدين أنا اشتقت ليك يابت
صفاء دنقرت و ابتسمت ، و بكري قال بخبث :
- رايك شنو نخلي حمودي عند حبوبتو و نمشي بيتنا؟!
..
....
ولاء دخلت البيت و همام وراها ، وقفت وهي متفاجئة من منظر أمها قاعدة و رابطة راسها ، وعيونها محمرة وجفونها متورمة ، جرت عليها و قالت :
- ماما مالك ؟
إخلاص بعدتها بيدها وقامت من مكانها ، و قالت وهي ماشة على غرفتها :
- تعبانة ماشة أنوم مافي زول يدخل علي يزعجني..
ولاء استغربت لأنها حتى ما سألتها عملت شنو في المستشفى ، دخلت جوة تسأل وفاء بس لقتها قاعدة في السرير و ضهرها على الحيطة ولامة رجلينها عليها و بتاكل أضافرها بتوتر..
- مالكم إنتي و ماما ؟؟ حصل شنو و أنا مافي
وفاء عاينت ليها بعيون زايغة ، و ماردت
ولاء هزتها من كتفها و قالت :
- يابت اتكلمي في شنو ؟؟
وفاء قامت و طلعت برة ، و أول شي لقتو قدامها هو همام ، طوالي نفسها قام من الغضب و جرت عليهو و لزتو و بقت تضربو في صدرو و بطنو بقبضة يدها و بتقول :
- كلو منك... كلو منك
همام اتخلع ، و ثبتها من يدينها و قال :
- في شنو يابت هيي
بقت ترفس فيهو برجلينها و تصرخ :
- إنت السبب إنت الحرشت أمي ، أمي العمرها ما فتشت وراي و لا سألتني من شي... بكرررهك.. أطلع من بيتنااااا يلاااااا
همام أداها كف قوي خلاها تسكت ، و قال :
- ده عشان تاني ما تمدي يدك على زول أكبر منك
و أداها كف تاني و قال :
- و ده حق العملتيهو قبيل ، عشان تتربي و تحترمي نفسك.. يلا خشي جوة قبال ما أديك واحد تالت...
ولاء كانت واقفة في باب الغرفة بتراقب المشهد الحصل قدامها وهي منططة عيونها و خاتة يدها في خشمها ، و فجأة مسكت بطنها و دنقرت و بقت تئن بألم... و شوية بدت تستفرغ بقوة... بعدها مسكت راسها و تكلت على الحيطة و غمضت عيونها ، و انزلقت لغاية ما وقعت على الأرض و هي مغمى عليها.....
...
..
- سيد حازم كيفك
- هاااا بشر
- لا ، الإنت منتظرو ما حصل لسه
- أنا مش محذرك ما تتصل علي ما لم يكون في خبر ؟
- مافي خبر ، بس في حاجة غريبة شوية حبيت أبلغك بيها
- في شنو ؟
- في واحد ماشي ورا همام و براقبو و بصورو
حازم هتف بحماس و قال :
- قوووود نيوز ، يبقى أخيرا هانز لقاهو و حيرحني منو
- لا يا سيد حازم الموضوع ما كده
- اتكلم ياخ في شنو
- الزول البراقب همام ده...
- مالو؟؟
- حسن ، صحبك
...
عالية كانت في بيتهم راقدة في سريرها و متغطية بتوبها و ضامة مخدتها عليها ، مغمضة و مبتسمة و هي بتسترجع الإحساس الغريب الكانت حاسة بيهو لمن كانت مع حازم ، و هي ما مصدقة إنو الزول البتحبو من طفولتها أخيرا صارحها بحبو ، كانت حاسة إنو جراءتو الزايدة دي ما بتشبهو لكن كانت مبسوطة بالإحساس ده ، و كل ما تتذكر لمسة يدو و هو بمررها على شعرها و برمي طرحتها بتحس بقشعريرة بتسري في قلبها تخليهو يدق أكتر و أكتر ، همست لنفسها :
- على قدر ما كنت بحبك ، عشقتك أضعااااف في ليلتي دي يا همام
....
حازم كان لافي بقلق في العريشة البي ورا البيت و بتكلم في التلفون مع الزول المجندو لمراقبة همام ، قال باستنكار :
- حسن !!!!!! حسن براقب همام ليه ؟؟؟
- ماعارف ، بس غالبا كده يكون شك في تصرفاتو
- الحكاية دي لازم تخلص بأسرع وقت
- سيد حازم أنا بتوقع همام يكون عرف ، عشان كده هرب من الفيلا و قعد في بيت الأسرة هناك
حازم قال :
- لا لا لا الزول ده أغبى من كده ، ياخ ده واحد متخلف ساكت
- طيب طالما هو بعيد كده فهانز ما حيلقاهو بسهولة ، إنت لازم تفكر في طريقة ترجعو الفيلا و كمان تخلي يظهر في الشركة و أماكن شغلك كلها
حازم قال :
- كلامك سليم ، أنا حأتصرف و حأنتهي من موضوع همام ده بأسرع ما يمكن ، و لو لزم الأمر حأتخلص منو بنفسي...
قفل الخط و هو بتأفف ، اتلفت وراهو عشان يمشي بس اتفاجأ بالحجة أم همام واقفة بتعاين ليهو بنظرات ماعندها غير تفسير واحد ، إنها سمعت كل شي!!!
...
يتبع
أحبكم ❤ رحمات

الرهان حيث تعيش القصص. اكتشف الآن