أحلام اليقظة

259 14 0
                                    

أحلام اليقظة

صعدت إيزلا إلى غرفتها بعد أن ودعت دانيال بدلت ثبابها استعداد للاسترخاء، إلا أن روكي أتى يريد أن  يلاعبها، لقد اشتاق إلى ذلك بدأ يجرها من ملابسها يطلب منها النزول، وكأنه يخبرها عن موعد وجبة العشاء، أذعنت للأمر وإن كانت لا ترغب سوى في البقاء مع نفسها وتخيل الأحلام الجميلة التي تود تحقيقَها.

نزلت إلى الأسفل ونداء خالتها قد اخترق أذنيها:
- إيزلا ما بالك ألم تشعري بالجوع ابنتي؟
أجابتها إيزلا:
- بلى ولكن شربت القهوة مع دانيال، أظنها السبب في عدم شعوري بالجوع.
ردت عليها خالتها قائلة:
- المهم حبيبتي إجلسي معي فأنا أحب من يشاركني الطعام.

جلست إيزلا على المائدة لتؤنس وحدة خالتها، وروكي بينهما يرفع ذيله ويتحسس على ثياب إيزلا، وكأنه يطلب منها أن ترافقَه إلى الجزيرة فقد اشتاق إلى الجري واللعب مع إيريس. شعرت به إيزلا فتذكرت صديقَتها الفقمة ابتلعت ريقها وأخفت حزنها، عليها أن تتعود على الفقد وتقوي نفسَها لمجابهة كل ما قد تأتي به الأقدار على حين غفلة منها. أكملت عشاءها مبتسمة ومختلقة حكايات مختلفة، لتلطف الجو وتُدخل البسمة على خالتها رغم ما تحمله من أوجاع الفقد.

استأذنت بعدها خالتها قائلة :

- خالتي أتركك الآن سأصعد إلى غرفتي، يكاد يغمى علي من النوم.
أجابتها خالتها
- ليلة سعيدة حبيبتي، نسيت إخبارك هذه الايام سيأتي ابني عندنا أخيرا حنّ قلبُه على أمه.
ردت عليها إيزلا:
- أرأيت خالتي كنت أقول لك أنه سيأتي قريبا، ليلة سعيدة خالتي.

قبلتها وصعدت إلى غرفتها استلقت على فراشها، تبحث عن النوم، لكن هذا الأخير أبى أن يزورنها، فأطلقت العنان لأحلام اليقظة تحلم بدانيال وبطريقهما الذي سيرسمانه معا، أملها أن لا يُنغص أحدا عليهما حياتَهما حتى يحققا ما كان يحلم به أبوها، وحتى تعود وإياه إلى الجزيرة ففيها تركت ذكرياتَها وفيها عاشت أجمل الأيام.



في جزيزة معزولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن