البيت القديم

170 8 0
                                    

البيت القديم

لم يكن البيت القديم بعيدا عن المكان الذي تقطن فيه إيزلا، كان يبعد مسافة نصف ساعة سير يتواجد بين الأشجار الملتفة، كل من رآه ينتابه الخوف خصوصا عند حلول الظلام.
وصلوا أخيرا إلى هذا البيت، كم كانت دهشتهم وقد وجدوا الغبار غطى جميع الأثاث فما عاد يبدو لونه الأصلي لكنه كان رائعا، بداخله احتوي على تحف أثرية قديمة وأشياء جميلة احتاجت فقط للعناية، أما في البهو وُجدت مدفأة تقليدية فوقها صورة لنسر مصنوع من الخشب.

استقر رأي الفريق على أن يتخذوا البيت مسكنا لهم وتكلم ألبار قائلا:
- سوف ننظف المكان ليصبح أروع مما كان عليه.

عادت إيزلا مع دانيال إلى مسكنها الأصلي وإلى غرفتها القديمة، كم اشتاقت إليها! صعدت وبدأت تتحسس على كل جزء فيها، بعدها اتجهت نحو غرفة أبيها فتحتها مازالت كما تركتها وهي تتأمل سريره الذي كان ينام عليه، لم تشعر إلا والعبرات بدأت تسيل وهي تبكي بصمت، مسح دانيال دموعها محتضنا إياها همس في أذنيها أنه لن يتركها وسيعوضها ذاك الفقد.

تلك الليلة نامت بين أحضان دانيال لقد اتفقا على أن يتزوجا حالما ينتهيان من أبحاثهما، حضنه الآن بات يمثل لها الأمان من غدر الزمان، استيقظا في الصباح على خيوط الشمس وهي تتسلل من الشرفة لتغمر الغرفة وتلامس خذيهما مداعبة إياهما بكل حنان ودفء، أخذا حمامهما واستعدا ليوم جديد، اتجهت إيزلا إلى المطبخ لتحضر الفطور وقهوة الصباح المنعشة.

نادت إيزلا على دانيال قائلة:
- دانيال حبيبي الفطور جاهز، إنزل بسرعة نتناول مع بعض ونذهب بعدها للغوص.
أجابها دانيال:
- دقائق سأكون معك حبيبتي، أجمع معدات الغوص والأشياء التي تخص أبحاثنا.

كم كانت إيزلا فرحة بحبيبها الذي سيعمل معها وسيحقق رغبة وطموح والديها، فذلك لن يذهبا عبثا، أبحاثهما التي تعبا من أجلها ستتابعها إيزلا وستعمل على حماية بعض المخلوقات الكائنة في أعماق البحر بسبب التلوث الذي طالته أيدي البشر دون أي رحمة، وأيضا اصطياده لها لأجل كسب المال فما همه سوى نفسه دون التفكير في ارواح أخرى لها حق العيش كما له هو أيضا.

في جزيزة معزولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن