عمل إيزلا

275 16 1
                                    

عمل إيزلا

أتى يوم آخر بصباحه الجديد ليحيي أملَ إيزلا حيث بدت نشيطة كيف لا؟ وهي ستعمل بالوظيفة التي استلمتها لتكمل مشوار أبيها، لبست أجمل ما لديها تنورة قصيرة لونها بني مع بلوزة ذات لونان أسود وبني ومعطف ثقيل أسود، كان الجو باردا وضعت مكياجا خفيفا ثم أخذت حقيبة يديها واتجهت صوب المطبخ، وجدت الخادمة قد أعدت لها فنجان قهوتها المفضلة احتستها بنهم وتناولت معها قطعة خبز وجبن ومربى، ما هي إلا دقائق حتى رنّ جرس البيت لقد مر عليها دانيال ليأخذها معه إلى العمل.

وصلا إلى الشركة وافترقا كل واحد إلى مكتبه وأبحاثه. وإن بدا متشوقان لبعضها البعض، لقد تمنيا أن لا يفترقا ولو لحظة، لكن ذلك يظل مستحيلا أخبرها دانيال قبل أن يذهب قائلا:

- سأمر عليك بعد انتهاء العمل لا تقلقي حبيبتي.
أجابته إيزلا:
- ومن لي غيرك الآن ساظل في مكاني إلى أن تاتي.

مرت ساعات العمل دون أن تدري بها إيزلا لانشغالها في البحث ودراسة التجارب، فلقد أحبت عملها لأن أباها أحببها إليه، فكم ساعدته في تلك الأعمال إلى أن حفظتها ودرستها على يده باعتباره أفضل استاذ وعالم معترف به على صعيد بلده.
أنهت أعمالها وبدأت ترتب نفسها لمغادرة الشركة، تنظر إلى الساعة لقد تأخر بعض الشيء. أخيرا سمعت طرقات على الباب حملت حقيبتها ومعطفها، كان الجو ممطرا فتحت الباب لتجد دانيال يمد يده لها قائلا لها:

- هلا رافقتني لشرب فنجان قهوة في مكان حبيبتي.
ردت عليه فرحة:
- ليس لدي مانع حبيبي لكن أرجو أن لا نتأخر حتى لا تقلق علي خالتي.
أجابها:
- أكيد حبيبتي لا تخافي سأوصلك إلى البيت.

اختار دانيال وإيزلا مقهى هادئا ومائدة في ركن منعزل على ضوء خافت وموسيقى جميلة تكلما في كل شيء، عن كل الأمور التي تهمهما والتي يحلمان بها عن أول يوم التقيا فيه، وعن أول مرة دق فيها قلبيهما إلى أن انتهيا بقبلة طويلة أخذتهما إلى عالم آخر فيه احتسيا من الحنان والحب ما استطاعا.

أوصلها كما وعدها إلى البيت وعاد أدراجه، لقد كان الجو ممطرا، وهو يودعها أخبرها أنه يتمنى أن يظلا مع بعض وأن لا يفترقا أبدا.

في جزيزة معزولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن