في جزيزة معزولة

صباح مختلف

صباح مختلف

تلك الليلة التي اعترفت فيها الخالة لدانيال لم تنم فيها جيدا إيزلا رأت حلما غريبا وكأن إيريس تناديها بأعلى صوتها، قامت من سريرها فزعة لم تنتظر حتى تتناول فطورها بل أسرعت إلى الشاطى لتلبي نداء صديقتها، والخوف يتملكها تخشى أن يكون قد حدث لها مكروه، ما إن وصلت إلى مكانها المعتاد حتى بدأت بالنداء عليها بأعلى صوتها:

- إيريس أين أنت صديقتي؟

لم تمض سوى دقائق حتى لاحت لها وهي تسبح باتجاهها، جثت إيزلا على ركبيتها فرحا ببقاء إيريس على قيد الحياة، عانقتها وهي تقبلها ثم ما بدأت تحكي لها حكايتها المؤلمة وما حدث لها مع حبيبها دانيال، وكيف تسبب جورج في جعلها تنهي علاقتها مع من أحبه قلبها باختلاق مكيدة ما توقعها وأكملت قائلة:

- يكفي أني فقدت والدي وحبيبي دانيال، ما عدت أتحمل المزيد من الفقد، فأنا لست مستعدة أن أخسرك أنت أيضا أنت تعلمين أنه ليس لي الآن في الحياة من يواسيني سوى أنت وروكي.
وتأكدي أنك أنت ملاذي الذي سألود إليه كلما ضاقت بي الدنيا فلقد تخلى عني الكل.

أشفقت إيريس على صديقتها إيزلا لقد شعرت بوجعها وإن لم تتكلم معها يكفي أن تحس بها، بدأت تلاعبها إلى أن أوقعتها على ظهرها تحاول أن تنسيها ما عانته.
لكن إيزلا تفاجأت بيد قد شدتها من الخلف وساعدتها على الوقوف، تجمدت في مكانها وكاد يغمى عليها وهي ترى حبيبها دانيال ماثلا أمامها، احتضنها بقوة والدموع تملأ عينيه لقد سمع كل شيء وهي تبوح لصديقتها بكل ماحدث، لم يجده غريبا وقد اعترفت له الخالة في الليلة الماضية.

رقت إيزلا لحاله وهو يبكي لم تتمالك هي الأخرى انسابت دموعها لتمتزجا بعبراته فرحا برجوع ذاك الحب الطاهرالذي كان ميلاده في هذه الجزيرة على ذاك الشاطىء، كانت إيريس شاهدة عليه وقد عاشت قصتهما والآن تشهد عودته من جديد، سألها دانيال قائلا:

- كيف قضيت أيامك بعد فراقنا؟
أجابته إيريس:
- كنت ميتة أمشي دون هدف ودون رغبة لأي شيء.

قربها أكثر إليه احتواها بين ذراعيه مقبلا إياها في كل مكان فرحا بعودة حبه إليه، لقد أقسم في نفسه أن لا يترك أحدا يخترق حدودهما ويسرق فرحته مرة أخرى، هي إيزلا من أدخلتها على روحه محال أن تُمحى مادامت صافية وطاهرة كصفاء الجزيرة وما تحتويه.

سبحت إيربس دون أن تتوقف كما لم تسبح في حياتها وهما يلاعبانها إلى أن تعبا، فلو لم تغرب الشمس لبقيا تلك الليلة في البحر مع إيريس.
عادت لإيزل البسمة مرة ثانية وإلى البيت أيضا لقد انزحات سحابة الحزن ما كان السبب فيها سوى صوت إيريس في الحلم.