فرح الخالة

215 8 0
                                    

فرح الخالة

هذه الليلة لم تصدق إيزلا نفسها كيف للحياة أن تبتسم لها مرة اخرى وتعيد لها روحها من جديد؟ تعلم أنها ما ألحقت الأذى بأحد في حياتها وهي من عاشت منعزلة عن الناس في جزيرة معزولة، ملأتها الفرحة التي كانت واضحة في عينيها وقد عاد بريق الأمل يشع منهما من جديد، أعدت لدانيال أشهى طبق يحبه ذاك المفضل عنده،
ساعدتها الخالة في إعداد مائدة العشاء وهي فرحة لفرحها، وإن كان بعض الحزن باد عليها.
سألتها إيزلا مستغربة:
- لما الحزن يكسو ملامحك خالتي؟
ردت عليها الخالة قائلة:
- بقدر ما أنا فرحة لفرحك فأنا حزينة على ابني تمنيته أن يكون شخصا سويا لكن الحياة لن تهبنا كل شيء فقد منحتني قلبك الطيب.
عانقتها إيزلا وهي تقول:
- لا عليك خالتي لقد سامحت جورج، فكيف لا أسامحه وهو منك وأنت كأمي التي لم أراها.

عانقتها الخالة وأخذتها في حضنها واعدة إياها، أن تظل بجانبها وستحميها من أي شخص يريد لها الأذى، فإن كان القدر قد ابتلاها بابن عاص فقد رزقها بابنة بارة حنونة قلبها الطيب يسع للجميع.
بادلتها إيزلا نفس الشعور ووعدتها قائلة:
- لن أتركك خالتي ماحييت فأنت الآن أمي ولقد سامحت جورج من قلبي.
ردت عليها الخالة فرحة:
- أنت أجمل هبة رًزقت بها، أدخلت السعادة لقلبي، وأعدت لحياتي معناها بعد أن كنت أحيا وأيامي متشابهة أتقلب فيهما بين الوحدة والغربة.
واستها إيزلا قائلة:
- أعلم أنك عانيت كثيرا وصبرك لم يذهب سدى الآن، سأكون نِعم الابنة خالتي.

تلك الليلة جمعتهم طاولة العشاء والضحك يملأ المكان بنكتهم التي كانوا يتبادلونها، ما عاد مكان لجورج بينهم لكن إيزلا تمنت في قرارة نفسها أن يتغير ويندم على فعلته لأجل خالته.
عادت الحياة من جديد إلى البيت بعد كآبة، كما طال سهرهم إلى أن بدأ النعاس يغشاهم، نهضت الخالة من مكانها ألقت التحية متمنية لهما نوما هنيئا، أما دانيال فقد أخذ حبيبته في حضنه دست إيزلا رأسها الصغير فيه وكأنها تختبأ وتحتمي به من العالم الخارجي الذي ما عادت تأمن له، لكنها تذكرت أنها في جزيرتها المعزولة فتنفست الصعداء واطمأن بالها.

في جزيزة معزولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن