ليلة مع دانيال

322 15 0
                                    

ليلة مع  دانيال

لقد كان مبيتها تلك الليبة صدفة لم تخطط له، فقد أتت إلى دانيال مسرعة بعد أن علمت بمرضه، لم تحمل معها ملابس نومها. كيف ستنام الآن؟ علم دانيال بما يجول في خاطرها فطلب منها أن تفتح دولابه، وتأخذ منه ما شاءت من ملابسه، ارتدتها لباس نومه وهي تتنسم عطره كم بدت مضحكة لقد كانت فضفاضة!

ابتسم دانيال قائلا:
- شكلك بملابسي رائعا حبيبتي.
ردت عليه إيزلا مبتسمة:
- كيف تقول ذلك؟ إنها فضفاضة حتى يداي اختفتا بداخلها.

لم يستطع دانيال مقاومة رغبته الجامحة لاحتضانها رغم مرضه، إقترب منها واحتضنها آخذا وجهها بلطف، ليقبلها في شفتيها. استسلمت لعناقه وقبلاته لتحلق معه إلى عالم آخر عالم كله حب وصفاءومشاعر صادقة،  غدت كوردة متفتحة عطرها سبقها لتنثره على كل من حواليها كيف لا؟ وحبيبها يسقيها بأنبل المشاعر، نامت تلك الليلة في حضنه ملأته من حبها وحنانها فأنسته مرضه وأوجاعه.

هذا الصباح ما كان شبيها بسابقه فيه إيزلا فتحت عينيها على من سلبها روحها، كان هو مازال نائما مسحت بيدها  على خصلات شعره القصيرة بكل لطف، وطبعت على جبينه قبلة كلها حنان ثم تسللت من تحت الغطاء بهدوء، تريد أن تفاجأه وتعد له فطورا شهيا.
دخلت إلى المطبخ تعلم أنه يحتاج إلى الترتيب والتنظيف، لقد كانت تعمه الفوضى في كل مكان، وجدت آواني هنا وهناك غير مرتبة قررت أن تغير ترتبيها للأجمل.

لم يستفق دانيال إلا بعد أن عبقت رائحة القهوة أنفه، نهض من فراشه لقد كان يشعر بتحسن لتواجد إيزلا معه، كم كانت دهشته كبيرة وهو يرى الفطور على المائدة والمطبخ نظيفا! احتضنها بقوة شاكرا إياها على كل شيء دون أن يتحكم في نفسه انسابت دمعة على خذه، لقد عاش وحيدا يفتقد للحب الذي منحته إيزلا له، نعم الحب الصادق الخالي من كل مصلحة وغرض.

تناولا فطورهما وقد قررا أن يخرجا ذلك اليوم مع بعض لقضاء أمتع اللحظات، لم يأتي على بالها سوى مكان واحد تود الذهاب إليه تراه هل سيوافق، هذا ما ظلت تفكر وتسأل نفسها قبل أن تطلب منه ذلك؟

    

في جزيزة معزولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن