مهاتفة جورج

166 8 0
                                    

مهاتفة جورج

نزلت إيزلا مع حبيبها دانيال إلى البحر، سيكون أول يوم لهما مع بعض يغوصان في أعماقه ويستمتعان بكل تلك المخلوقات الجميلة.
أول ما بدت لها الأمواج حتى ارتمت في حضنها منادية على إيريس التي أتت مسرعة وكأنها كانت تنتظر حضورها، قضيا ساعات الصباح تقريبا كلها في الغوص إلى أن أخذا منهما الإرهاق مأخذا، جعلهما يتوقفا عن البحث للعودة إلى البيت مع الفريق الذي كان يرافقهما.

وصلت الى البيت منهكة استلقت على أريكة في الصالة وهي تقول:
- حبيبي لم أكن أعلم أن أبي كان يتعب في البحث، ما اعتقدت أن ذلك سيكون صعبا.
رد عليها دانيال
- وهل تظنين أن النجاح سهل حبيبتي، فأمامنا عدة أبحاث لنصل إلى النتيجة وعلينا الصبر والمثابرة.

أطرقت إيزلا تفكر في كلامه لقد كان على صواب، ما عليها سوى الصمود لنيل غايتها وتحقيق حلم والديها، وبينما هي شاردة إذ رن هاتفها سألت إيزلا:
- من المتصل؟
رد عليها المتصل:
- أنسيت ابن خالتك هذا أنا جورج، خالتك تود زيارتك ألن ترحبي بها عندك؟
عقبت عليه إيزلا قائلة:
- كيف تقول ذلك ؟ سأكون سعيدة بتواجدها معي.
أجابها جورج:
- لكن لن تأتي بمفردها، سأرافقها في رحلتها وأمكث بعض الوقت في جزيرتك، هذا إذا تفضلت بدعوتي.
ردت عليه إيزلا وهي غير مطمئنة له:
- اهلا بك فأنت تعلم أني أرحب بالكل أتمنى أن تصلا بخير، سأكون بانتظاركما.
انهى جورج مكالمته قائلا:
- شكرا عزيزتي هذا ظني بك أتركك الآن إلى أن نلتقي.

اعترى إيزلا بعض الخوف منه كما أنها توجست من كلامه الذي يخفي بين طياته كل الخبث والسخرية، سألت نفسها: "كيف له أن يأتي بتلك السرعة؟ فما زالت لم تستمتع بالحياة مع حبيبها، ماذا يريد منها ابن خالتها؟
أكيد جاء ليدمر حياتها ويعكر صفو نفسها"
كم كانت تتمنى أن تسير الحياة كما تخططه هي، أن يكون طريقها خالي مما قد يعوق سعادتها، لقد بدأ الخوف يتسلل إلى قلبها الصغير الذي ما حمل للكل سوى الحب والسلام.

الآن طرق قلبها خوف من مجهول تخاف أن يدمر حبها الذي نما حتى جعلها كوردة متفتحة يعشقها كل من رآها لاجل ابتسامتها التي لاتفارقها، هو الحب من رسمها على وجهها المشرق كما ترسم أشعة الشمس على الزهر خيوطها فتغمر المكان عطرا.

في جزيزة معزولةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن