في جزيزة معزولة

شوق الخالة لأختها

شوق الخالة لأختها

عادت والدة جورج إلى البيت وهي تعاني من صداع في رأسها لقد أتعبها ابنها وهو بعيد عنها والآن وهو قريب، كم كانت تتألم لشدة احتياجه له عاشت وحدة قاسية حين سافر بعيدا عنها للبحث عن ذاته لكنه فشل في تحقيق ذلك، ولم ينجح بل عاد إليها خائبا وقد أسقاها الآن أوجاعا.

استغربت إيزلا عندما رأت خالتها عائدة إلى البيت لم تنزل لتسبح ولا جلست للاستمتاع بجمال البحر وأخذ حمام شمس، شكّت في أن شيئا يحدث غير عاديا، نادت على خالتها قائلة:
- مابك خالتي ألم يرق لك الجو؟
ردت عليها خالتها:
- لا يا ابنتي فقط أشعر بصداع وفضلت العودة لأرتاح حتى أصبح أفضل.
أجابتها إيزلا:
- كما تريدين خالتي هل أرافقك إلى البيت لأقوم بالمساعدة؟
ردت عليها الخالة محاولة اطمأنانها:
- لا تقلقي ابنتي سأعدّ فنجان قهوة أحتسيه وسوف أتحسن بعدها.

ما إن دخلت الخالة إلى البيت حتى لحق بها ابنها في المطبخ كانت منهمكة في إعداد فنجان قهوتها، لم تلتفت إليه لكنه ردد على مسامعها:

- أمي إن حلم حياتي أن أتزوج بإيزلا هذا إذا أردت أن أبقى بجانبك وإلا فسوف أهاجر بالمرة وتفقدينني وكأنه ما كان يوما لك إبنا.

صعقت الأم بمجرد سماع كلماته تلكزالتي نزلت عليها كالصاعقة، لم تظن أن ابنها الوحيد سيكون عديم الإحساس وأناني لا يفكر سوى في نفسه دون أن يقدر مشاعر الآخر. كيف له أن يخيرها بينه وبين التنازل عن مبادئها السامية وأخلاقها الفاضلة التي رُبِّيت عليها؟
لقد أجبرها أن تضرب كل ذلك عرض الحائط لتجني على إيزلا وتبعدها عن الشخص الذي اختاره قلبها، فهي بذلك ستخون أختها التي حُرمت منها حتى أنها لم تكن بجانبها عند وفاتها، الخالة تشعر أنها في دوامة لا تعرف كيف الخروح منها ما كان المتسبب فيها سوى وحيدها مع الأسف.

تركته وصعدت إلى غرفتها لتنام ربما النوم سيريحها مما هي فيه الآن، تعلم يقينا أن ابنها لن يتركها بسلام فهو منذ صغره لحوح من أجل الحصول على الشيء إلى أن يناله، ألقت بنفسها على السرير بحثا عن النوم لكنه أبى هذا الأخير أن يسافر بها إلى اللاوعي، نهضت تبحث عن شيء تلهي بها نفسها وجدت ألبوم صور العائلة بدأت تقلب فيه بلهفة باحثة عن صور أختها التي اشتاقت إليها والتي رحلت إلى عالم هناك بعيدا عن عالم الزيف، بقيت هكذا إلى أن غلبها النوم ودمعة على خدها منسابة.