في جزيزة معزولة

فرحة إيزلا

فرحة إيزلا

ما شعرت إيزلا بنفسها حين صرخت من فرط الفرحة التي غمرتها وهي في مكتبها حتى عانقت دانيال الذي جلب إليها أسعد خبر بعد وفاة أبيها تلقته الآن، لقد أمرهما المدير أن يستعدا للذهاب إلى الجزيرة وإتمام الأبحاث هناك في معزل عن عالم ما أحست فيه بالأمان.
تبادلا القبل وهما في المكتب من فرط الفرحة التي غمرتها، أخيرا سترى إيريس صديقتها.
ترى هل هي بخير؟ هذا ما باتت تفكر فيه الآن، وأخيرا سترتاح من مضايقة جورج المزعج لتعيش بين أحضان حبيبها في سلام، فهو من سيرافقها في تلك المهمة.

أوصلها دانيال إلى البيت، واتفقا على أن يبدأ في جمع حوائجهما فلم يعد هناك متسع من الوقت بعد مرور ثلاثة أيام عليهما أن يتواجدا في الجزيرة، دلفت إلى البيت واتجهت مسرعة إلى خالتها معلنة إليها الخبر:
- خالتي أخيرا سأعود إلى الجزيرة لقد أمرنا المدير بذلك.
الخالة وقد ارتسمت عليها ملامح الحزن سألتها:
- كيف ذلك؟ وهل أنت سعيدة بتركي لم أكن أعلم أنك قاسية القلب؟
ردت إيزلا مشفقة عليها:
- خالتي لا تحزني لن أبتعد عنك، يمكنك زيارتي فأنت تعلمين مدى حبي لك تذكرينني بأمي التي لم أراها، لكن تدرين كم أنا متعلقة بالجزيرة وبإيريس.
اجابتها الخالة مبتسمة:
- لا عليك سوف أزورك؟ أيضا أنا تعلقت بك لقد استطعت أن تضعي مكانا لك في قلبي، كما أنك تذكرينني بأختي فالشبه بينكما كثيرا وكأنها لم ترحل عني.

حينها عانقت إيزلا خالتها، والدموع تملأ وجهها ذكرتها بأمها التي لم تراها قط في حياتها، تمنت لو عاشت معها ولو يوما واحدا واستمتعت بحضنها الدافء.
لقد كان القدر أقوى من كل شيء حين أخذ منها أمها وأباها من بعدها، ربما كان قاسيا معها لكنه الآن بدأ يبتسم في وجهها بعد أن أهداها أطيب قلبين، حبيبها دانيال وخالتها الحنونة.

أدركت إيزلا بعد مرورها من التجارب أن الحياة بقدر ما قد تأخذ منك، بقدر ماقد تعطيك، فما سارت بنا دوما على وثيرة واحدة بل نظل نتقلب على فراشها ومشاعرنا تتقلب معها، تارة معلنين الحداد على شيء أوجعنا وتارة راسمين أجمل ابتسامة لأحلام تحققت، جعلتنا نطير فرحا إلى الأفق، وكأن الفرح لا ينزل إلا من علياء السماء ليعانقنا والحزن لا يصعد إلا من تحتها، فنبكيه ونحن مختبؤن في أماكننا لتستقبله السماء وتطويه بين غيومها أملا في استبداله بإشراقة جديدة.