هل تريدون أن أحكي لكم قصةً قبل المنام؟...
حسناً ..اسمعوا منّي الآن ..قصةً سطرها الزمان، وتجاهلها الإنسان، وسرقها كان ياما كان..فاستردتها منه، والوقت حان..لتعودَ حاضرةٌ في الوجدان ..فاسمعوا منّي رومانسيةَ الأوطان...
يُحكي أنه _وفي يوم من الأيام_ طار طائرُ سلام ..إلي بستان أخضر ..تغنت في سماءِه الكنار، وارتفعت فيها أغصان الزيتون ..حتى كادت تعانق السحاب، واشتد وبل السماء.
فكأنها دموع الفرح المنهمرة تهطل من عيون والدة العروس .. زقزقة الطيور على أفنان الأشجار وكأنها أوتار العود تنشد فرحة بقدوم العروس المزيونة، وكأن الأزهار بألوانها البراقة المشعَّة، وروائحها العطرة النفاذة وهي تصّطفُ على طول الوادي ..المدعوّن للحفل، وفجأة يُكشف ستار السماء المُسدل ليظهر ضيف غير مرغوب فيه ...تظهر الشمس التي وكأنها إحدى زميلات العروس تغار من براعة جمالها ..تفضل أن تلقى حتفها على أن ترى في عيني العروس بسمة غائرة، وللأسف فالجميع ينخدع بهذا الجمال المصطنع الذي تظهره الشمس، ولا يدرون.. _أو لربما يتناسون_ أنها عبارة عن كرة من النار لا غير .. ابتسمت تلك اللعوب ابتسامة غامضة ..ثم أرسلت بعضا من أشعتها صوب العروس والجميع يهتف مهللين ظانين أن هذا الضوء الخافت الذى بدا ..مباركة للعروس ..والعروس المسكينة يعرقلها فستانها الأبيض المسدل عن أن تنجو من ما هي بصدده؛ فهي وحدها تعلم أن الأشعة ما هي إلا نار الغيرة والحقد التي ما إن تتمكن من أحدهم إلا أحالته إلى رُفات...
اقتربت الأشعة من الأرض فهي على بضعة خطواتٍ من أن تلامس فستان العروس.. والعروس تنادي بأعلى صوتها ترجو أن يُخلصها أحد من ورطتها ...
وتصرخ " فليساعدني أحدكم ..على أن أرفع ذيل فستاني ..أو حتى افسحوا الطريق لي"، ولكن الحضور لا يفهمون ما تقوله ..
أصابت واحدة من تلك الأشعة طرف حجابها المرسل فصاحت تلك المسكينة " انقذوا إسلامي "..
وهنا تأتي، وتتجلى شجاعة بطل مغوار لم تحركه إلا نار الغيرة الملتهبة بين ضلوعه وشرارة الحب السارية في شرايينه ..
ليبسط هذا البطل جناحاه ليحجب بهما أشعة الشمس الحارقة عن أن تصيب العروس .. ولم ترحم هذه اللعينة ضعفه ورقته بل هالت عليه بالأشعة حتى احترق جناحاه ...
فهل من مُضحي ليأخذ مكانه؟!...
# إليك_دموعي_يافلسطين..
مقالة بقلم مشترك:
#سارة النجار _ يمنى النجار
أنت تقرأ
مقالة،ٌ وديوان
Casualeلن نسرف في وصف هذا الكتاب..فقط..إن كنت تبحث عن كلمات تعبر عن ما في خاطرك أضف هذا الكتاب إلى مكتبتك لن تخسر شيء على الأرجح...