ثم خرجت أنا، وصديقاي إلى قوارب الموت؛ نطلب الهجرة، نحمل أرواحنا على أكفنا بكل ذل، أعيننا تطالع بر بلادنا المنتهكة، تودعها عبراتنا، وترثيها نظراتنا، ولقد طلبنا من اللّٰه أن يحفظها، لم نُنفى سارقين، ولا قتلة، لم نرتكب أي جرم إلا أن السنتنا تركت اللجام، وخرجت تقول: "لا لظلم السلاطين، إنَّ العزة لله جميعاً."، هذا جُرمنا، أنَّا لم نركع، لذلك كان حلال علينا أن نصارع مع الموج من أجل البقاء، أن نقدم أرواحنا للموت على طبقٍ من ذهب، أُجبرنا على ترك كل متعلقاتنا..البيت، المال، الملبس، الأهل، وكل شيء؛ لأن القارب لن يتحمل وزن زائد.
خرجنا كأننا خرجنا من مكة يوم الهجرة،-نخشى أن يتتبعونا- قاصدين المدينة، فإن كُتب في قدرنا الحياة، فقد فررنا بديننا، وكرامتنا، وإن قُدِّر لنا أن نموت، فيكفينا أننا التزمنا بقول اللّٰه تعالى ﴿ألم تكن أرض اللّٰه واسعة فتهاجروا فيها﴾..#يمنى النجار
____________ما رأيك في المقال؟، شاركنا تعليقك حتى نستمر.
أنت تقرأ
مقالة،ٌ وديوان
Acakلن نسرف في وصف هذا الكتاب..فقط..إن كنت تبحث عن كلمات تعبر عن ما في خاطرك أضف هذا الكتاب إلى مكتبتك لن تخسر شيء على الأرجح...