*تنبيه* أسماء المدن والشوارع والمحطات و الشخصيات والمناصب والجهات الحكومية والأمنية و الأحداث جميعها من نسج الخيال ولا علاقة لها بالواقع مطلقا..!
التاريخ : ١٨ أبريل ٢٠٠٥ م
المكان : السكة حديد محطة مدينة الربيع
الزمن : الساعة ٨:٥٠ صباحا
- ودعتك الله يا ولدي خلي بالك من روحك و أقرا كويس دايراك تجيب نسبة عااالية و ترفع راسي
- يمة بلاش ما تسافروو
الأم مسكت يد بتها الصغيرة الكانت بتحاول تجري كل شوية ، وقالت :
- مابخاطري لكن انت عارف أبوك نقلوهو هناك ، و إنت أبيت تمشي معانا
- أنا مابقدر أخلي مدرستي في وقت زي ده و امتحان الشهادة الثانوية داخل خلاص ، لكن كلها شهرين و بلحقكم
- ماباقي شي ما تتجرس كده
- يمة أنا ما متجرس لكن مابحب السفر وبقلق عليكم شديد و بكون مقبوض لغاااية ما تصلو و تطمنوني
- كلو بيد ربنا ماتشيل هم
قاطعهم صوت الأب وهو بقول بنهرة ممزوجة بحنية :
- يلا ياا ولية القطر حيقوم ، و إنت يا ولدي خلي بالك من نفسك
الولد ودع أمو و أبوهو و أختو الصغيرة و هو ماقادر يقاوم دموعو البتنزل بغزارة ، و بقى يسأل على أخوهو التاني لقاهو واقف بعيد و ماقادر يودعو ، مشى عليهو و ضماهو شديييد كأنو ماحيشوفو تاني.... و هنا جا صوت صفارة القطر و الأسرة شالت شنطها و الأب طلع ظرف فيهو مبلغ مالي سلمو للولد ، و ركبو القطر.....
دخلو و بقو ماشين على ورا لأنو مقاعدهم حسب سعر التذكرة كانت في مؤخرة القطر ، أما العربة المتوسطة كانت للعامة و سعرها متوسط ، و بداية القطر كانت عربة خاصة فيها مقاعد وغرف مخصوصة بأسعار عالية و للطبقات العليا و لأسر محددة ، البلد الوقت داك كانت بتتميز بالعنصرية الطبقية و الاجتماعية و المادية ومازالت آثارها موجودة ، و ده بظهر في كل شي حتى وسائل المواصلات......
انطلقت صافرة القطار و بدت المحركات تشتغل....
في داخل المقطورة الأخيرة :
- ولدك ده عندو قلق شديد اتكلمي معاهو و خليهو يجمد قلبو شوية ، ده كبير أخوانو و لازم تكون شخصيتو أقوى...
- يا حاج الولد ده من يومو إحساسو ماقاعد يخيب و أنا زاتي حسي بقيت مقبوضة وخايفة ما......
قاطعها بنهرة :
- إنتي دايرة تبقي زيو ولاشنو ؟؟؟
الأم سكتت و ضمت بتها عليها بقلق ، و وراهم كانت في أسرة عاملة ضجة شديدة بسبب الأطفال و أمهم جايطة معاهم :
- يابت أقعدي في الكرسي ده
- ماما عطشااااانة
- بلا عطشانة معاك ، حسي ماشربتي قبل مانركب القطر
الطفلة بقت تبكي :
- لاااا عطشاااانة أناااااا دايرة موووية
قامت أختها الأكبر منها عمرها حوالي ٦ سنوات و طوالي جرت وهي بتقول :
- ماشة أجيب ليها موية
أمهم بقت تقول :
- تعالي هنا ده ، البنات ديل حيجننوني أنا
الأب كان بقرا في جريدة و ماشغال بجوطة البنات ، و الأم قالت :
- أمسك البت دي خليني أشوف ديك جرت وين....
- ياخي خليها حتمشي وين يعني ؟ حتلف و حتجيك راجعة
الأم اتأففت و قالت :
- برودك ده حيقتلني
