21🔍خطة مشتركة

444 9 0
                                    

التاريخ : الثلاثاء ٢٠ فبراير ٢٠١٨م
المكان : مقر أمن و مباحث الطرفية
الزمن : الساعة ٤:١٠ مساء

مجتبى فاق من ذكرياتو و اتذكر إنو قدامو مهلة بسيطة قبل ما يتنقل ، فتح درجو و بدا يطلع في حاجاتو وهو حاسي نفسو تقيل و قلبو مقبوض ، لقى وسط حاجاتو كتاب أدتو ليهو ضحى زمان .. لمن شالو وقعت منو ورقة مكتوب فيها :
- الميزة الوحيدة لكونك في القاع هو أن الاتجاه الوحيد الذي يمكنك أن تسلكه هو الأعلى
قرا العبارة دي أكتر من مرة و بعدها ابتسم رغم الحزن المالي روحو ، و قال لنفسو :
- ماقدامي حل غير أطلع من النفق المظلم ده ، و حأكمل الطريق البديتو معاك ياضحى ، بيك ولا من غيرك حأكملو
و طوالي خلى كل شي في محلو و طلع و هو بحسب في ال ٧٠ ساعة الباقية ليهو هنا و بخطط كيف حيستفيد منها....
...
...
في البيت
الباب دق و حنان فتحت :
- نعم ؟؟
- أنا الرائد متوكل
- خير؟؟
- إنتي حنان ؟
- أيوة أنا
- أنا جاي أقدم ليك نصيحة ، البت العندك دي أمانة في رقبتك خلي بالك منها لأنها مسؤوليتك إنتي من يوم ما فقدت أهلها
حنان اتلفتت وراها بسرعة وهي خايفة وحدة من البنات تكون سمعت الكلام ده وقالت بهمس :
- أنا شايلاها في عيوني ، لكن إنت قصدك شنو؟ حصل شي؟
- البت ماشة مع واحد من عندنا و أنا عرفت كده بالصدفة و من واجبي كشرطي أحذرك عشان تحافظي عليها و تراقبيها أكتر
حنان قالت :
- ضحى بتي مربية أحسن تربية و مستحيل تعمل كده أنا عارفة كل تحركاتها عموما شكرا ليك و أنا مقدرة حرصكم لكن شكلك غلطان ولا ملخبط بينها وبين وحدة تانية
طوالي متوكل طلع تلفونو و فتح الواتس و طلع ليها صورة مرسلنها ليهو وقال بخبث :
- شوفي الصورة دي يمكن تكون فعلا ماهي أو وحدة تشبهها
حنان شافت الصورة ورغم إنها كانت بعيدة و ما واضحة لكن عرفت إنها ضحى و طالعة من بيت قديم ، بقت ماقادرة تصدق إنو ضحى ممكن تعمل كده ، سألت بصوت مخنوق :
- زولكم ده اسمو منو؟؟
- مجتبى ، ملازم أول مجتبى الهادي.... يلا أنا كده عملت واجبي والباقي عليك إنتي ، سلام
حنان قفلت الباب و قعدت في أقرب كرسي و هي حاسة بطعنة كبيييرة أو شي بشق صدرها نصين ، مسكت راسها وغمضت تفكر تعمل معاها شنو و فجأة اتذكرت إنو مجتبى ده هو جاهم هنا قبل كده و كمان هي مشبهاهو و حاسة إنها شافتو قبل كده قامت نادت ضحى :
- حأسألك سؤال تردي علي بسرعة ، الولد القلتي بتحبيهو داك اسمو منو
ضحى ارتبكت شوية وقالت :
- ماما الذكرك ليهو شنو حسي؟
- ردي علي بدون نقاش كتير
- لكن.. أصلا هو...
حنان نهرتها :
- ماتقولي لي لكن و ما لكن أنا الآن دايرة أعرف اسمو
ضحى فجأة لقت نفسها بتقول :
- سامي
حنان استغربت :
- سامي؟؟؟ و عرفتيهو من وين ده؟
- هو زميلي في الجامعة لكن في قسم تاني
- والضابط داك ما عندك بيهو أي علاقة؟؟
ضحى اتوترت شديد و اتخلعت لكن هي بينها و بين نفسها قررت تنسى مجتبى عشان كده لازم تنكر لأنو بالنسبة ليها عبارة عن صفحة وبتحاول تقفلها رغم إنها ماقادرة :
- الضابط ياتو ؟
- الجانا هنا المرة الفاتت ، مجتبى
- لا لا طبعا
- متأكدة؟
- هو زاتو معجب بـ لجين صحبتي
حنان احتارت شديد و في الأخير قالت لنفسها إنو في شي غلط و البت ديك ما ضحى رغم إنها من جواها مامرتاحة و مامقتنعة....
...
..
مجتبى طلع من القسم و مشى السكن و قفل الباب كويس و جاب ورقة وقلم و بدا يكتب ، كتب عبارات مختلفة و أماكن و أسماء و ناس و زمن و حاجات كتيرة ممكن تظهر مامفهومة لكن هو كان رتب بيها أفكارو و بعد داك شال الورقة و ولع فيها بالولاعة وحرقها و قام استحمى و لبس و طلع..
الوقت ده كان بعد المغرب بحوالي ساعة... مشى كتير برجلينو في الأول كان ماشي بدون هدف لكن فجأة لقى نفسو في شارع بيت ضحى ، ماعارف كيف قطع المسافة دي كلها و كيف وصل هنا لكن ده قلبو السايقو ماهو ، وقف في زاويا مضلمة وبقى يعاين للبيت مسااافة وابتسم بحزن لأنو لقى نفسو مهما يحصل بينهم مابقدر يبعد منها كتير
.
.
- ألو لجين كيفك
- إسراء ، مخنوقة شديد
- أمك بقت كيف ما اتحسنت؟
- والله ماعارفة ، أهي نايمة لكن وقت ماتصحى كلامها كلو عن النار والموت
- دي حاجة غريبة فعلا
لجين سكتت لأنو أمها من زماااان بتهلوس بالكلام ده و بتحلم بالنار والحريق لكن مجرد ماتصحى بتنسى كل شي ، رغم إنها ماكانت بتحكي عن حلمها ده لكن لجين سمعتها كم مرة.. لكن المرة دي كانت مختلفة و هلوستها زايدة شديد لدرجة دخلتها المستشفى
- لجين وينك؟
- ااا سوري يا اسراء سرحت ، يلا باي عشان الدكتور جا
قفلت الخط وقالت :
- ها يادكتور حنطلع متين ؟؟
- بكرة ، لكن وين الوالد؟
- مشى
- طيب أنا مضطر أشرح ليك إنتي الوضع ، المدام دي جاتنا هنا وهي ماخدة شي ماعرفناهو شنو بالتحديد ، وبعد ما عملنا إعادة للفحوصات لقينا في فرق.. بعد ما تصحى حأقعد أتكلم معاها و أشوفها اتناولت شنو بالضبط
.
.
ضحى كانت ماقادرة تتحكم في قلبها البدق بقوة خوف وقلق و توتر و أحاسيس كتيرة ، كانت حاسة إنها فاقدة مصدر أمانها و سبب قوتها ، كل السنين الفاتت و هي متعودة يكون حوالينها في كل مكان حتى لو مابتشوفو لكن هي عارفة إنو موجود و ماخد بالو منها و كل حاجة بتعملها بكون عارفها و متابعها ، ابتسمت بحزن وهي بتتذكر أول مرة جا وقف قدامها كانت طالعة من المدرسة و شايلة ايسكريم بتاكل فيهو ومنتظرة الترحيل :
- ضحى
عاينت ليهو باستغراب وقالت :
- إنت منو وبتعرفني من وين ؟
- داير أتكلم معاك شوية
عاينت لقت الترحيل جا طوالي جرت عليهو وهي مامصدقة إنو أنقذها من الموقف ده لأنو حنان محذراها ماتتكلم مع زول مابتعرفو ، لكن رغم كده مانستو و بقت تفكر فيهو باستمرار و نفسها تعرف هو منو و عرف اسمها كيف وكان داير منها شنو والمستغربة ليهو إنا حاسة روحها شافتو قبل كده بس مامتذكرة ده في أحلامها ولا في طفولتها ولا وين....
بعد كم يوم جاها مرة تانية و برضو هربت منو و فضلت تهرب دايما وهي لسه بتفكر فيهو لغاية ما جا يوم قررت تقيف و تسمعو وفعلا سمعت حكايتو كلها :
- عارفة من يوم كسرتي القطر البنيتيهو بالطين عشان أنا دمعت عرفت إنو في شي كبير مشترك بيناتنا غير إنو نحن الاتنين فقدنا أهالينا بنفس الحادث ، و عرفت إنو حيجي يوم تخافي علي زي ما أنا بخاف عليك وما حترضي فيني ولا تخلي شي يزعلني
قالت والدهشة مالية صوتها وملامحها :
- أنا مامصدقة إنك بتراقبني من الزمن داك
- ضحى أنا عارف كل شي عنك
- دي شفقة؟
- حتى لو شفقة فأنا برضو حالي من حالك ، يمكن إنتي أحسن مني لقيتي وحدة زي حنان احتوتك و اعتنت بيك و عوضتك أما أنا عشت وحيد وبعيد من جدي و أهلي لأنو كل همي كان أدخل كلية الشرطة و أجيب حق أهلنا أنا و إنتي
جاتها رجفة سرت في كل جسمها وقالت :
- و قدرت تجيبو ؟
- لسه ، لكن حأجيبو
و بعد داك قال :
- ضحى أنا تعبت و أنا براقبك من بعيد داير أقرب أكتر
ضحى ارتبكت وقالت :
- أنا لازم أمشي بعد ده
مجتبى بقى يعاين ليها بابتسامة و هي بتبتعد منو و كل شوية تتلفت تعاين ليهو لغاية ما اختفت ، كان عارف إنها حترجع وتقرب منو.. و يوم ورا يوم بقو يتلاقو من فترة للتانية و اتعودت على وجودو في حياتها ووثقت فيهو و وقعت في حبو ، و مرت الأيام لغاية ما خلصت الثانوي و بقت داخلة على الجامعة :
- ضحى
- عيوني
- أنا وصلت لمعلومة دايرك تعرفيها ، عارفاني ما بدس منك شي
- شنو هي ؟
- غادة زوجة عزام الشفيع
ضحى من سمعت الاسم بقت ماقادرة تتنفس ، وهو واصل :
- اتعينت في كلية في مدينة الطرفية ورحلت هناك ، كده بقو كلهم في مدينة وحدة لأنو خالد و صابر هناك أصلا ، ديل هم السبب في موت أهالينا
- و ده حيفيد بشنو
- دي فرصة جاتنا على طبق من دهب
ضحى قالت بإحباط :
- مجتبى تفتكر حتقدر تعمل شي؟ أنا حاسة إنك تعبان في الفاضي
- الجملة دي أتوقع أسمعها من أي زول إلا إنتي عشان كده مافي زول عارف عني شي غيرك فما داير أسمعها تاني..
- إنت بتفكر في شنو يامجتبى ؟
- شوفي يا ضحى أنا أصلا خططت إني أجيب حقهم بالقانون وعشان كده التحقت بالشرطة لكن اكتشفت إنو دي سكة طويلة و نهايتها مامضمونة و الأمور مابتمشي زي ما نحن متصورين
- مافاهمة حتعمل شنو يعني؟
قال وهو بستجدي عطفها :
- ضحى ، إنتي متذكرة كل شي صح؟؟
ضحى ضمت نفسها بيدينها وقالت بخوف حقيقي :
- كأنو حصل أمس ، صوتها وهي بتقول أقفلو الباب ، صوت زوجها وهو بأيد كلامها ، و التانيين الظهرو فجأة و أصرو إنو فكرتها تتنفذ ، و واحد هدد بالسلاح و خلاهم يقفلوهو بالقوة... صوت الصراخ وريحة الدخان و كمية الرعب الحسيت بيها و الكانت بتتضاعف كل ما أتذكر إنو أمي و أبوي و منى أختي بهناك..... حنان ضمتني و هي بتبكي و بتكرر حسبي الله عليكم ياقتلة ياظلمة ، و بتقول لي ماتخافي و أنا بقول ليها دايرة أودي الموية لمنى أختي عشان عطشانة .....
مجتبى قال :
- وحياة الخلقك كل دمعة نزلت من عيونك حيدفعو تمنها غالي
ضحى مسحت دموعها و هي من جواها بتتقطع حتة حتة ، وهو قال بحذر :
- تختي يدك في يدي؟؟
- عشان نعمل شنو؟
- أنا بوريك تعملي شنو و خليك متأكدة إني مستحيل أسبب ليك أي ضرر ، بس دايرك تبقي قوية ، أقوى ما يمكن
- إنت قوتي و سندي وكل شي
- يلا ركزي معاي كوييييس
.
.
يتبع
الجريمة الكاملة
رحمات صالح

الجريمة الكاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن