14🔍زهرة في جوف صخرة

471 12 0
                                    

بعد يومين

التاريخ : الجمعة ١٦ فبراير ٢٠١٨ م
المكان : بيت عزام الشفيع
الزمن : الساعة ٢:٠٦ ظهرا

لجين كانت بتقلب في القنوات بملل ، و بتعاين من بعيد لمذكراتها و دفاترها و ماعندها نفس تقرا.. شالت التلفون قالت تتكلم مع إسراء شوية لكن قبل ما تتصل دخلت عليها مكالمة من ضحى :
- ضحوو كيفك
- أهلا لجين
- مالو صوتك ؟؟؟
ضحى ماكانت قايلة إنو قلقها ظاهر في صوتها ، كانت متوترة شديد لأن مجتبى من أول أمس تلفونو مقفول و ما عارفة عنو شي ، و لمن قلقها زاد جاتها ظنون إنو يمكن يكون متواصل مع لجين بأي صورة عشان كده اتصلت عليها و هي بتفكر كيف تجرجرها في الكلام
- بت ياضحى ألووو وينك
- ااا معاك معاك ، أها ماشة كيف في القراية
- أوووف زهجت و ماعندي نفس أقرا
- مالك ماعندك نفس ، و لا بالك مشغول بشنو؟؟
- بالي فااضي و مافيهو أي شي
- متأكدة؟؟ كدي عيني في عينك
لجين استوعبت و بقت تضحك :
- ااااه قصدك مجتبى ههههههه لا لا ياخ ولا جا في بالي من أول أمس
- يعني هو ما متواصل معاك ؟؟
- ما كتير
- طيب يلا أنا ماشة أقرا ، بااااي
وقفلت الخط و لجين بقت تفكر في المكالمة الغريبة دي لكن ماشكت في شي و رجعت تاني للتلفزيون....
بهناك ضحى بعد قفلت من لجين حاولت تاني في رقم مجتبى وماصدقت إنو دخل معاها ، و لمن رد قالت بقلق :
- كده تقفل تلفونك و تشغلني عليك ؟
مجتبى رد بصوت ضعيف :
- آسف
ضحى قلقت زيادة و قالت :
- مجتبى إنت عيان ولاشنو؟؟
- لو ما كنتي في حياتي كنت قلت ليك ياريت أكون عيان و أموت وأرتاح ، لكن مابقدر أخليك وراي
- ده شنو البتقول فيهو ده حرام عليك كده
مجتبى سكت ، وضحى بقت تقول بإنزعاج :
- في شنو يا مجتبى كلمني؟؟
- ضحى أنا ماقادر أتكلم و حاسي إني مختنق وماقادر أتنفس ، سلام
- أقيف ، وريني إنت وين ؟؟
- في بيت أبوي
ضحى قالت بانفعال :
- الوداك البيت المهجور ده شنو ؟؟
- ماعارف فجأة لقيت نفسي هنا
- طيب أنا جاياك حالا
- ما تجي
- خليك مكانك بس
ضحى دخلت الغرفة و لبست عبايتها بسرعة و قالت لدانية :
- لو ماما سألت علي أنا ماشة أجيب رصيد و جاية ، و لو ما سألت ماتقولي ليها شي
- هو إنتي ماشة وين لكن؟؟
- إنتي غبية يابت ؟؟ قلت ليك ماشة أجيب رصيد
- ضحى ماتكذبي علي وريني
- دانية أقسم بالله أنا ماناقصاك بس أعملي القلتو ليك ده
وطوالي طلعت بدون ما حنان تحس بيها و ركبت ركشة و وصفت ليهو المكان......
.
.
في مقر المباحث... في مكتب الاجتماعات
اللواء رضوان يترأس طاولة الاجتماع و الباقين قاعدين بصمت تام و الحزن مخيم على المكان ، رضوان اتنحنح و قال :
- اجتماعنا اليوم اجتماع مهم أرجو إن الكل ينتبه معاي ، الفترة الفاتت كانت فترة عصيبة.. أسبوعين مليانين أحداث غريبة على مدينة الطرفية و الأغرب إن المكلفين بالقضايا دي ماقادرين يربطو أطراف الجريمة و ماقادرين يصلو لأي نتيجة ملموسة ، ظهرت حرائق في أماكن متفرقة و واحد منهم أودي بحياة رجل الأعمال المعروف خالد عبدالكريم ، ظهرت دلائل بصورة مفاجئة و مكثفة على فساد و تزوير و رشاوي و غيرها و تم إدانة اتنين الأول كمال حسنين و تم القبض عليه و التاني صابر موسى و اختفى اختفاء تام ، و آخر جريمة هي بمثابة الكارثة النزلت علينا هي مقتل ابننا الشاب الكفؤ الخلوق الملازم أول حسن بطريقة بشعة وهي شنقه حتى الموت في بوابة منزله ليلة أول أمس الأربعاء مما أثار الهلع في نفوس ذويه و أصابنا بالحزن التام ولازال المجرم حر طليق.... الآن أنا جمعتكم إنتو العشرة من خيرة رجال الأمن والمباحث و أبوح ليكم بسر وهو إن المرحوم حسن كان قد تحصل على ملف كامل يحتوي على كل أعمال صابر المشبوهة و سلمني الملف و على ضوئه تم إصدار الأمر بالقبض على المتهم ،أرجو إن الأمر ده يظل طي الكتمان ... الآن أمامنا متهم واضح بقتل حسن لكن لازالت الأدلة غير كافية... من هنا أنا بحملكم إنتو العشرة مسؤولية التحقيق في كل الأمور الذكرتها قبل قليل ابتداء من حريق مخزن خالد عبدالكريم وانتهاء بمقتل الملازم أول حسن ، والعمل هنا عمل جماعي لكل واحد منكم الحرية في التحقيق والتحري و البحث ، على أمل أننا نصل لنتيجة محققة في أقرب فرصة ممكنة....
.
.
ضحى دقت الباب وحاولت تلزو فعلا لقتو مفتوح ، دخلت وهي مستغربة كيف مجتبى قاعد في المكان المغبر ده .. لقتو قاعد في الأرض و التراب مالي هدومو وعيونو محمرة و شكلو مبهدل شديد ، اتخلعت و جرت عليهو وقعدت قصادو في الأرض على ركبتها وقالت :
- مالك عامل في نفسك كده
- حسن مات ، مات مقتول
ضحى شهقت و بقت تبكي :
- مات متين والقتلو منو
مجتبى صوتو اتخنق كان حيبكي و هو بقول :
- أنا القتلتو
- نعم؟؟؟؟؟ قتلت صحبك ؟؟ مستحيل
- أيوة أنا ، أنا الأصريت عليهو يقدم الملفات لرضوان رغم إني عارف صابر ماحيرحمو لو عرف ، أنا الخليتو يتخلى عن خوفو على نفسو و خوفو على عيالو من بعدو ، و أهو سمع كلامي و النتيجة إنو اتقتل بطريقة بشعة ، أنا القتلتو عشان أحقق مصالح تانية ، أنا الاستغليتو ضد صابر عشان أنتقم منو
ضحى ماقدرت تتمالك نفسها وهي شايفاهو متألم كده ، حاولت تتماسك عشانو لكن دموعها غلبتها وقالت وهي بتبكي :
- حسن شرطي و معرض للخطر زي ما أي واحد فيكم معرض للخطر ، لكن كفاية لغاية هنا ولازم نقيف عشان نحافظ على حياتنا و حياة الحواليننا
مجتبى قال :
- و أسيب حق حسن ؟؟ مستحيل حتى لو أموت زيو
- حق حسن ماحيضيع و الشرطة حتجيب صابر و تحاكمو
عاين ليها شديد جوة عيونها وقال والدموع بتترقرق في عيونو:
- لو كانت الشرطة قادرة تجيب حق حسن و أمثالو من الناس الغلابة طيب نحن البنعمل فيهو ده شنو؟؟ ولا نسيتي ؟؟؟ لو نسيتي أذكرك.. اتذكري بس يوم ما......
ضحى قاطعتو بصرخة :
- لا أرجوووك... ما دايرة أسمع الكلام ده حسي ماقادرة
وانهارت بالبكى و مجتبى بقى نفسو يطبطب عليها لكن ما قدر يمد يدو ناحيتها ، واكتفى إنو يقول :
- خلاص ماتبكي ، كلو حينتهي أوعدك
ضحى لقت الأدوار فجأة انعكست و بقت هي المنهارة و مجتبى هو البهدي فيها :
- مجتبى خلي بالك من نفسك
- نفسي مابتهمني قدر ما أنا خايف عليك ، داير كل شي ينتهي و آخدك و نطلع من هنا
ابتسمت بمرار وقالت وهي بتحاول تلطف الجو :
- و نمشي نعيش في بيت الربيع زي ما وعدتني
- حاااضر كلو حيحصل
- عارف الفرحة البتجي نص الأحزان زي الزهرة البتطلع من جوف صخرة ، على قدر الوجع الجوانا لكن أنا فرحانة إني شايفاك و بنتكلم بدون خوف و بدون تمثيل
مجتبى ابتسم وقال :
- و أنا عشان فرحتك دي و بسمتك مستعد أهد العالم بالفيهو
ضحى قامت ونفضت عبايتها وقالت :
- أرح من هنا ، أنا زاتي اتأخرت و حنان حتقتلني
- يلا أطلعي ، و أنا شوية و بمشي
ضحى مشت وقبل ماتطلع مجتبى ناداها :
- ضحى
- نعم
- ماعارف أقول شنو لكن فعلا كنت محتاج ليك
- ماتقول شي بس قوم من هنا و أرجع لحياتك
- إنتي حياتي ياضحى
.
.
بعد دقائق....

- ألوو
- جنابو متوكل ، في معلومة جديدة عن مجتبى
- اهاا
- لا زال قاعد جوة البيت المهجور و في بت جات دخلت ليهو قعدت شوية و طلعت ركبت ركشة
- منو البت دي؟؟
- ماعارف
- ياغبي كنت تمشي وراها
- أنا فعلا ماشي وراها
- حلو ، دايرك تعرف لي كل شي عنها مفهوم ؟؟
- أوامرك
.
.
يتبع
في الجريمة الكاملة
بقلمي : رحمات صالح

الجريمة الكاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن