التاريخ : الجمعة ٩ فبراير ٢٠١٨ م
المكان : تقاطع شارع حي الأملاك بمدينة الطرفية
الزمن : الساعة ٩:٥٠ مساء
الرائد متوكل قال وهو لابس كمامة زرقاء :
- أفتحو العربية دي و طلعو الجثة
واحد من الضباط قال :
- مافي جثة ده مجرد رماد
مجتبى دنقر يحاول يعاين جوة العربية لكن مافي شي ظاهر غير السواد التام ، رفع راسو و قال لمتوكل :
- الرماد ده يتلم في صندوق و يتسلم لأهل المتوفي عشان يتدفن
- حتعلمني شغلي ولا شنو
مجتبى قال بهدوء :
- العفو ياحضرة الرائد
و رجع تاني يعاين جوة العربية و يلف حوالينها ، و متوكل ولع سجارة و بقى ينفث فيها بقلق...
فجأة مجتبى طلع جونت بلاستيك لبسو و فتح الباب الخلفي بصعوبة وقال :
- حسن ، تعال شوف ده
متوكل جا قبل حسن و قال :
- في شنو
- شوف هنا مكتوب شنو في القزاز
متوكل قرا بصوت عالي :
- مكتوب "تم" ، تم دي مقصود بيها شنو
- لو ملاحظ في الحرائق الفاتت كان بكون مكتوب "النار بالنار" كأنو تهديد ، و المرة دي مكتوب "تم" يعني التنفيذ تم خلاص.....
حسن قال وهو بحاول يستنتج :
- كده معناتا عزام الشفيع و أسرتو ياخدو حذرهم
- بالضبط
متوكل قاطعهم :
- ده مجرد تخمين ، ركزو في الجريمة القدامكم دي و بطلو أوهام
مجتبى قال بحدة :
- الأوهام دي لو بقت حقيقة حنفقد أرواح تانية
متوكل اتعمد يتجاهلو و بقى يتكلم مع الشرطي الكان مستعد لنقل رماد المجني عليه خالد عبدالكريم ، و أصدر أوامر بتمشيط المنطقة و مراقبة أي حركة غير طبيعية
.
.
صباح اليوم التاني
السبت ١٠ فبراير ٢٠١٨ م
المكان : مقر أمن ومباحث مدينة الطرفية ، مكتب التحقيقات
الزمن : الساعة ٨:٣٥ صباحا
متوكل كان قاعد بعيد شوية و خالف رجلو و بشرب في سجارتو و براقب في مجتبى الكان بحقق مع عبدالكريم ولد المرحوم :
- يعني ما كان في خلاف بينكم و بين أي زول ؟؟
عبدالكريم رد وهو بعاين بعيد وعيونو لونها أحمر :
- لا ، و من المرة الفاتت قلت ليكم نحن ماعندنا عداءات مع زول ، لكن الناس الحاقدة كتيرة بالذات العمال و الخدم الشغالين عندنا ديل أكتر فئة حاسدة
- اممم يعني إنت بتعتقد إنو الفاعل واحد من الشغالين عندكم
- لا ما بقدر أجزم
- كيف كان يوم المرحوم أمس؟؟
- أبوي يوم الجمعة برنامجو روتيني ، بكون قاعد في البيت لغاية العصر وبعد داك بمشي النادي عندو جلسات علاج طبيعي وبقعد مع أصحابو لغاية المساء يرجع البيت
- يعني ما كان في شي غير معتاد؟؟؟
- أمس ما مشى النادي و كان مقلق شوية و لمن ناس البيت سألوهو قال عندو مشاكل في الشغل ، و الساعة ٩ بالمسا جاهو تلفون و قام بسرعة لبس و طلع و بعدها بأقل من نص ساعة حصل الحصل
- وطبعا تلفونو كان معاهو و اتحرق في العربية
- للأسف أيوة
مجتبى كتب الكلام ده و قال :
- طيب شكرا ليك سيد عبدالكريم ، لو في جديد بنوافيكم بيهو
عبدالكريم بعد طلع متوكل طفى سجارتو و قال :
- إنت بطريقتك دي حتفضل لافي في حلقة مفرغة ، المجرم ده شخص خارج دائرة الشك يعني زول غير متوقع
- يا سيد متوكل أنا كشرطي ببدا التحريات بشكلها المعتاد و شوية شوية دائرة الشك حتصغر لغاية ما نصل للحقيقة
متوكل قال وهو بأشر عليهو بأصبعو :
- بس إنت بالذات ما حتصل للحقيقة
- ده تقليل من كفاءتي؟؟
- بالعكس ، لكن إنت تفكيرك غريب و بتعاين بعيد
- و إنت بنفسك قلت المجرم شخص غير متوقع يعني الصح إني أعاين بعيد و قريب و في كل الاتجاهات ، و أي رجل شرطة أو محقق مفروض يكون كده
متوكل خلف رجلو و قال :
- مشكلتك محاور لبق ، لكن أنا ما مرتاح ليك و حاسي إنك شخص غريب و ماواضح
- مشكور سعادتك على صراحتك ولو إنها جارحة نوعا ما ، لكن إنت بنفسك قلت لي الأحاسيس ماعندها مكان في شغلنا ، لو صدر مني شي محدد ممكن تقولو لي مباشرة...
- لا لسه ، لكن حتقع معاي يا مجتبى
مجتبى قال بنبرة تهديد واضحة :
- و يمكن يحصل العكس
وقبل ما متوكل يرد قام مجتبى فتح الباب و طلب من العسكري ينادي كمال حسنين و ولدو محمد الكانو منتظرين دورهم في التحقيق بعد ما الشرطة طلبتهم....
.
.
في بيت عزام الشفيع
