15🔍حادثة خزام المياه

513 9 0
                                    

التاريخ : الجمعة ١٦ فبراير ٢٠١٨ م
المكان : بيت حنان
الزمن : الساعة ٤:٥٨ عصرا

ضحى فتحت الباب براحة و هي قلبها بدق من الخوف ، و لمن وصلت باب الغرفة ماصدقت إنها وصلت بدون ما تلاقي حنان لكن مجرد ما مدت يدها على الباب :
- ضحى
نطت و اتلفتت بسرعة :
- نعم يا حنونة
- كنتي وين؟
- مشيت أحول رصيد
- الزمن ده كلو رصيد ؟
ضحى ضحكت عشان تخفي ارتباكها :
- ههههه حصلت لي قصة غريبة ، بعد طلعت من هنا لاقيت إسراء صحبتي كانت جاية من السوق وراكبة مواصلات ولمن شافتني نزلت و بعد داك وقفنا شوية اتونسنا
- إسراء بتمشي السوق و امتحانها بكرة؟؟ و بعدين مالك مغبرة كده؟
- اااه عشان وقعت
حنان عاينت ليها بحدة و قالت :
- جيبي رقم إسراء
ضحى قالت بإنزعاج :
- دايراهو لشنو ؟
- أخليهو عندي الظروف مامعروفة
- ماحافظاهو
- تلفونك في يدك أفتحي و طلعي لي الرقم بسرعة
ضحى وهي بترجف فتحت التلفون وطلعت الرقم الكانت أساسا حافظاهو ، و قالتو لحنان و حنان سجلتو عندها و ضحى بسرعة دخلت الحمام و كتبت رسالة سريعة لإسراء.
...
.
مجتبى بعد طلع من البيت القديم مشى السكن و أخد حمام و حلق دقنو و لبس الزي الرسمي و طلع على القسم ، مشى على مكتبو ، فتح الباب و يدو بترجف و قلبو مقبوض ما كان قادر يدخل و حسن مافي ، دخل بصعوبة و الألم بعتصر قلبو ، مشى قعد مكان حسن و تكل راسو على المكتب دموعو جرت ، و شوية لقى نفسو ببكي بحسرة و ألم و يقول بهمس : ما حأخلي حقك ياصحبي ، أوعدك أريحك في قبرك و أنتقم من العمل فيك كده....
و قام على درجو طلع ملف كمال حسنين الكان اتحصل عليهو بمساعدة صحبو المرحوم لكن مالحق يشوفو كويس ، بقى يقرا بتمعن و ما لقى شي لفت نظرو إلا معلومة وحدة ، إنو كمال حسنين كان رئيس حزب المجد الوطني سنة ٢٠٠٤ و ٢٠٠٥ على التوالي ، وديل السنتين الكان اترشح فيهم عزام الشفيع و رفض وبعدها اتولى الرئاسة ٢٠٠٦
سرح شوية و هو بحاول يربط المعلومة دي بالمعلومات العندو لكن كل القدر يستنتجو إنو في رابط سياسي بين عزام الشفيع و كمال حسنين.... طيب شنو الجاب الشريحة البتتعامل مع رقم بي اسم كمال حسنين في بيت عزام وقت الحادث بالذات... و اشمعنى اليوم ده بالتحديد و ده اليوم الهو خلى ضحى تطلب من محمد ولد كمال يجيهم هناك عشان هدف محدد هو داير يحققو ، الكلام ده ماعندو غير تفسير واحد بس.. إنو في زول عارف البينو و بين ضحى و عارف كمان إنو محمد كمال كان ماشي هناك ، لأنو يستبعد إنو محمد ده ممكن يكون داخل في الحكاية دي.... قال في نفسو : كده أنا حأبدا أخاف عليك ياضحى!!!
رفع راسو بسرعة لمن في واحد دخل و قال وهو مستعجل :
- مجتبى حمد الله على السلامة
و كان حيطلع طوالي لكن مجتبى وقفو لأنو انتبه إنو في حركة ماطبيعية :
- أقيف دقيقة ، في شنو الليلة؟
- جات أخبار عن مكان صابر ، متخبي في مزرعة.. و حسي متحركين على هناك
مجتبى بسرعة نط من مكانو و شال مسدسو و دخلو وجرى.. طلع الشارع كانت القوات مستعدة للتحرك ، فتح باب أقرب عربية و كان حيركب لكن جاهو صوت متوكل :
- إنت ماشي وين؟؟
- نقبض على صابر
- ياسلام! يا باشا إنت برة القضية دي و اللواء حدد عشرة أشخاص هم المسؤولين منها
مجتبى ما اشتغل بيهو و ركب وقفل الباب و متوكل بقى يصرخ فيهو :
- بتخالف الأوامر كمان ؟؟
قائد التيم قال :
- يا سعادة الرائد الزمن مافي صالحنا
متوكل رفس العربية بغيظ و ركب و العربية اتحركت بسرعة قصوى تجاه المزرعة..
..
..
ضحى شالت ورقها و مشت الصالون تكمل قرايتها هناك لكن بقت ماقادرة تركز ، شوية تفكر في مجتبى والحالة الكان فيها قبل ماتمشي ليهو ، وشوية تفكر في حنان اتصلت على إسراء و لا لا ، وكل دقيقتين تشيل التلفون تعاين للشاشة و تختو تاني....
بعد شوية دخلت حنان وقعدت و ضحى ارتبكت شديد ، وحنان قالت بهدوء و حزم في آن واحد :
- أسمعي ياضحى أنا تعبت في تربيتك ، علمتك حاجات كتيرة و ربيتك على قيم كتيرة و أخلاق أهمها الصدق
ضحى بلعت ريقها ودنقرت بإحراج و هي مفتكرة إن حنان اتصلت على إسراء ، وحنان فهمتها طوالي وقالت :
- أنا ما اتصلت على صحبتك ، أولا لأني عارفة إنك كذبتي علي و ثانيا ما دايرة أحرجك معاها و تطلعي قدامها بتكذبي و أمك بتفتش وراك.. أنا دايرة أعرف الحقيقة ، مهما كانت الحقيقة دايراك تكلميني بيها و دي الحاجة الوحيدة الممكن تخليني أسامحك
ضحى عيونها اتملت بالدموع ، حتصارحها كيف و حتكلمها كيف ، و مجتبى محذرها ما تكلم أي زول مهما كان وقال ليها إنها لو اتكلمت كل شي حيبوظ و حيخسرو كتير و حيخسرو بعض كمان :
- ضحى ، اتكلمي
- بصراحة... أنا.....
- أيوة أنا دايرة الصراحة دي بس
- بحب زول ، و طلعت قابلتو
وواصلت بانفعال قبل ما حنان تتكلم :
- والله والله يا ماما ماقاعدة أقابلو ، لكن حصلت ليهو ظروف صعبة شديد و اضطريت أمشي أشوفو
حنان اتصدمت ، وبعد داك قالت :
- زول منو وعرفتيهو من وين و من متين و أنا قاعدة هنا زي الطرطور ما جايبة خبرك ، اتكلمي سريع
ضحى مسكت يدها وقالت وهي بتترجاها :
- أرجوك يا ماما خليني أكلمك في الوقت المناسب
حنان لزتها و قالت :
- فكي يدي دي ، و لو عرفت إنك تاني طلعتي تقابليهو و قسما تشوفي وش عمرك ماشفتيهو ، فاهمة؟؟
- حاضر
و قامت مشت لكن قبل ماتطلع من الصالون اتلفتت عليها وقالت :
- ما حأنتظرك كتير عشان تجي تكلميني ، و بعد داك ماتلوميني في الممكن أعملو معاك
طوالي ضحى شالت التلفون وبقت تتصل على مجتبى عشان تكلمو بالحصل ده لكن مجتبى ما كان برد
.
.
الوقت ده قوات الشرطة كانت وصلت المزرعة ، واتفاجأو إنها عبارة عن مساحة شاسعة جدا من الأراضي الزراعية و جواها مباني متفرقة ، وكلها مسورة بسور حديدي وفيها مدخلين ، قائد التيم بسرعة وزع القوات على المداخل و حاوطو المكان ، و البقية دخلو جوة و اتوزعو في كل الاتجاهات... مجتبى كان مراقب متوكل و ملاحظ لإنو حركتو ما طبيعية ، بقى مستمر في متابعتو لغاية ما شافو انسحب من المجموعة و بقى لافي براهو و مسدسو في يدو... مشى غرب المزرعة و دخل ورا مولدات و معدات ضخمة و مجتبى بقى ماشايفو كويس ، حاول يقرب منو و هو بتدسى ورا الأشجار لغاية ما بقى سامع جزء من صوتو.... و هو بقول : ألوو... المكان كلو محاصر ، بعد عشرة دقايق أدخل في خزان الموية و خليك مكانك و أنا بتصرف و بخليهم ينسحبو...... اتحمل شوية ما حأخليك تقعد جوة كتير .... أنا ما كنت بقدر أحذرك قبل مانتحرك لو عملت كده كنا حنتكشف ، لكن مابخليك تتمسك ....
مجتبى انتظر شوية لمن متوكل مشى و بعد داك بقى يتلفت و يشوف خزان الموية ده وين واكتشف إنو هنا قريب منو مكان ما كان متوكل واقف ، طلع مسدسو و جهزو عشان يستعد للقبض على صابر الحيجي يتدسى هنا لكن فكر بسرعة إنو متوكل كان مانعو من إنو يجي معاهم و رافضو في المهمة دي و ممكن جدا يعمل ليهو مشكلة بعدين و صابر يطلع منها ببساطة ، عشان كده أحسن هو يبلغ القوات تجي تقبض على صابر بعد يدخل جوة الخزان مع إنو ماعارف صابر حاليا وين ولا حيجي طالع من وين بس الزمن مافي صالحو ولازم يتسحب بسرعة و يصل لقائد التيم المكلف....
.
.
.
لجين كانت ماسكة ورقها وسرحانة ماقادرة تقرا شي ، لقت نفسها شالت القلم و بقت تشخبط في شخابيط مامفهومة ، بعد شوية بدت تكتب : حبيتو ، ماحبيتو ، حبيتو ، ماحبيتو ، حبيتو
رمت القلم بزهج وقالت :
- لا لا لا لا مستحيل أنا لجين عزام لمن أحب بحب زول من مستواي زول ستايل مش واحد قروي زي ده.... اااوووووففف طيب ليييه شاغلة بيهو بالي كده
دخلت عليها الشغالة و قالت ليها إنو أمها بتناديها ، لجين رمت ورقها و مشت لأمها لقتها لابسة و شكلها طالعة :
- نعم يا ماما
- أنا طالعة دايرة شي؟؟
لجين استغربت من سؤالها وقالت :
- لا
- يعني فاهمة المادة كويس
يادوب لجين اكتشفت إنو مادة بكرة هي المادة البتدرسها أمها ، وقالت :
- لا لا ماعندي مشكلة اطمني
- بعد أرجع حأديك كم سؤال كده
طبعا لجين عارفة إنو الكم سؤال ديل حيكونو من أسئلة الامتحان لكن هي طمعت في الإمتحان كلو عشان ترتاح من المذاكرة قامت قالت :
- بصراحة أنا ماقادرة أركز وماقريت شي
غادة قالت بدون اهتمام :
- ليه مالك
لجين لقت نفسها بتفضفض بدون ماتقصد أو تخطط :
- في موضوع شاغل تفكيري
- امممم عريس ولاشنو؟؟
- ااا ماعارفة لكن اااآ حاجة زي كده .....
غادة قاطعتها :
- شوفي يا لجين لو الزول ده بتناسب معانا اجتماعيا وماديا خلي يجي لأبوك طوالي
لجين قالت بإحباط :
- زول ريفي بسيط من قرية بعيدة وفقيرة ، لكن زول فاهم و.....
- ولا تتعبي نفسك بالتفكير ، لأنو الفقر بولد الحقد و الحسد و الجشع ، و أكيد حيكون طمعان في اسمنا و ثروتنا.. ديل ماينفعو يتزوجو مننا ديل الله خلقهم عشان يكونو خدمنا و بس
لجين اتنهدت و قالت :
- لكن....
غادة ولا وقفت عشان تسمع باقي الكلام ، و لجين همست لنفسها :
- أوع أكون حبيتو بس
.
.
.
في مزرعة صابر

قائد التيم قال بإحباط :
- شكلو البلاغ الجانا عنو غير صحيح ، صابر مافي هنا
متوكل قال :
- يبقى تسحب قواتك وترجع
- لا أنا حأخليهم يتواجدو في المكان يمكن يظهر
- لو كان هنا كان اتلقى
هنا ظهر مجتبى و قال و أنفاسو قايمة من الجري :
- في مكان ما اتفتش و أنا كنت سامع صوت حركة هناك
القائد قال :
- وين ده؟
مجتبى قبل ما يرد أو يأشر على جهة الخزان لمع ضوء أصفر ضخم ، اتلفتو كلهم يعاينو لقوها شعلة نار.. الكل جرى على المكان ده و شافو خزان الموية مولع ،... طلبو المطافي وبقو واقفين محتارين و القائد شدد الحراسة على المداخل ، مجتبى كان واقف بعاين والخزان مولع قدامو ، ومتوكل كان ساكت و مابقول أي شي ، وخلال دقايق المطافي وصلت و بدو يطفو الحريق بعد مافصلو الكهربا ، و بدا الدفاع المدني يتفقد مكان الحادث وفتحو الخزان و من أول وهلة اكتشفو إنو في جثة جوة و من البديهي تكون جثة صابر المات نتيجة لحدوث ماس كهربائي أدى لاندلاع حريق في خزان المياه
.
.
يتبع ، مع تحياتي
رحمات صالح
الجريمة الكاملة

الجريمة الكاملةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن