الفصل السابع و العشرون

19K 331 9
                                    

حملها مراد بسرعه متجها للمشفي و ادخلها سلمها للاطباء و خرجت ينتظر بالخارج .
رن هاتفها الذي بالشنطه الصغيره التي كانت بحوزتها حينما اخذها و التي اصبحت بيديه عندما ادخلها للغرفه .
فتح مراد الشنطه و امسك بالهاتف ليجد ان دكتور ألبيرت هو المتصل . زفر بغضب بالغ و لكنه انتبه لكلمه دكتور التي تسبق اسمه ليقرر الرد عليه .
حوار مترجم من الانجليزيه .
مراد بضيق : الو من معي .
ألبيرت : أليس هذا هاتف فيرونكا من معي .
مراد بضيق : نعم هو دكتور ألبيرت لقد تعبت قليلا و نقلتها للمشفي .
ألبيرت بسرعه : اي مشفي سيدي من فضلك اخبرني العنوان .
اخبره مراد عن العنوان ليخبره ألبيرت انه قريبا منهم و دقائق و يكون عندهم .
و بالفعل مرت بعض الدقائق ليجده يدلف لهم و هو يتحرك بسرعه يبحث عنهم .
خرج الطبيب من غرفه فرح في تلك اللحظه ليصل ألبيرت إليه هو و مراد .
ألبيرت : ماذا حدث لها .
الطبيب : تعرضت لصدمه خافت من شئ بشد فسقطت فاقده للوعي لكنها بخير الان و تستريح .
ألبيرت : من المؤكد انها تعرضت للظلام مره اخري فيرونكا تفعل ذلك دائما تريد ان تتخطي تلك المرحله و لكنها حتي الان لم تستطيع .
مراد بغضب فيبدوا انه مقرب منها و بشده : و كيف عرفت كل ذلك .
انتبه ألبيرت له ليعرف من نبرته انه مراد .
ألبيرت بسلام رسمي : سيد مراد أعرفك بنفسي انا ألبيرت المعالج النفسي الخاص بالسيده فيرونكا.
مراد بتعجب : طبيبها النفسي لذلك انت مقرب منها للغايه ألبيرت .
ألبيرت بابتسامه : نعم فنحن اصدقاء لكي نتمكن من التحدث بحريه هيا لنطمئن عليها سيد مراد و بعد ذلك نتحدث سويا .
دخلوا لها ليجدوها نائمه بهدوء علي سريرها سمعتهم و هم علي وشك الدخول فاغلقت اعيونها بهدوء لا تريد مواجهته الان ففضلت ان تسطنع النوم و بالفعل تم الامر ليسحب مراد و ألبيرت و يخرجوا بعيدا .
اتجهوا لمنطقه بعيده عن الغرفه حتي يتحدثوا بهدوء معا .
مراد : منذ متي و انت بجوارها .
ألبيرت : منذ اكثر من سنتين و هي تستعين بي بعد سفرها من مصر و مقابلتها لجيسكا استطاعت ان تقنعها بعد فتره بالحضور الي و ذلك كله كان تحت اشراف من السيد صلاح و لكن فيرونكا لا تعلم بذلك بالطبع .
مراد بتعجب : والدها كان يعرف .
ألبيرت : نعم و قد تابع معي حالتها بدون علمها .
مراد : و كيف هو وضعها الان .
ألبيرت : جيده للغايه تخطت الكثير من العقبات و استطاعت ان تقف من جديد لكن الغريب هو انت مراد فللان لم تستطع فرح تخطيك انت .
مراد باستفهام : كيف البيرت .
ألبيرت بتوضيح : منذ ان بدأت في العلاج تحدثت عن كل شئ عن كل ألم واجهته حتي عن ما واجهته في فتره خطفها و لكن انت سيد مراد عندما يتجه الحديث لك كانت تتهرب بسرعه و تحاول النقاش في اي شئ اخر .
مراد : و ماذا يعني هذا .
ألبيرت : في بدايه حل اي مشكله يجب علي الانسان ان يعترف بوجودها و بمجرد ان يبدأ الحديث عنها يبدأ النظر لها بتدني و يقل خطورتها و بالطبع يقل الالم بالتدريج بعد ذلك لكن فيرونكا رفضت الحديث عنك رغم ان مما وصلني كنت انت سبب جرح رأيسي لها يا سيد مراد لكنها فضلت الاحتفاظ بذلك الالم لنفسها فقط رفضت حتي ان تشاركه معي رفضت ان تتخلي عن اي زكري عنك حتي و لو كانت تؤلمها بشده .
مراد بحزن : ماذا كانت تفعل كل تلك الفتره .
ألبيرت : كانت تدرس تسافر تتعلم و تعود لزياتي من فتره لاخري تحكي لي عن ما فعلته اصبحت أقوي من قبل بكثير و لكن هناك عقبات مازالت تقف عندها مثل الظلام و الاماكن المغلقه لم تستطع حتي الان تخطيها و لكنها مازالت تحاول ذلك و بشده حتي مع محاولتي لايقافها عنيده جدا لاقصي حد .
يقف مراد يستمع لحديث ألبيرت بتعجب فقد تغيرت حبيبته كثيرا و الامر سيكون اصعب مما تخيل بكثير .
استمروا في الحديث لفتره لتستيقظ فرح علي الجانب الاخر و تستعد لمغادره المكان قبل عودتهم الان ارتدت حذائها و خرجت في هدوء راحله لبيتها مره اخري تهرب منه و تريد الراحه من تلك الاحمال التي تقيدها .
انتهي مراد و ألبيرت من الحديث ليخبره مراد انه سيذهب لها و يتفقد ان كانت استيقظت حتي يعيدها للبيت .
ألبيرت بهدوء : اذهب سيد مراد و حاول معها من جديد فالفرصه مازالت موجوده لحبكما .
ابتسم مراد بهدوء و تركه متجها لغرفتها ليتفقدها .
ذهب لها و فتح الباب بهدوء ليجد الغرفه فارغه فذهب مسرعا للاستقبال فاخبرته الممرضه انها رأتها تذهب منذ قليل .
خرج مراد بسرعه يبحث عنها من المؤكد انها لم تبتعد تحرك بسرعه ليجدها تقف بعيدا عن المشفي تنتظر احد السيارات حتي تقلها حتي منزلها .
مراد و هو يقترب منها بغضب : انت ايه اللي خرجك من المستشفي دلوقتي لوحدك .
فرح بزعيق هي الاخري : و انت مالك مش كفايه اني دخلت المستشفي دلوقتي بسببك ابعد عني بقي .
مراد بزعيق : صوتك مايعلاش يا فرح و قولتلك عايز نتكلم و سيادتك اللي عنديه و مابتسمعيش الكلام .
فرح و هي تتحرك مبتعده : و مش هسمع كلامك مش عايزه اتكلم معاك قولتلك خلاص انت صفحه و انا قفلتها خلاص سبني في حالي بقي ابعد عني .
كادت ان تتحرك لتجد نفسها في الهواء فقد حملها بسرعه علي كتفه بشكل مقلوب لتصرخ هي و هي تضربه علي ظهره حتي ينزلها .
فرح بصراخ : ايه دا انت اتجننت يا مراد نزلني مراد و الله العظيم هصرخ و اقول انك خاطفني نزلني بقولك .
مراد و هو يتحرك بسرعه : اسكتي خالص لحد ما نوصل لمكان مناسب نتكلم فيه صرخي اعملي اللي انت عايزاه انا مش هسيبك الا اما نتكلم النهارده و ننهي الموضوع دا انت فاهمه .
فرح بزعيق : هنتكلم ازاي و انت مشعلقني كده و بعدين شايلني زي بنت اختك كده ليه نزلني يا مراد مش هتكلم انا معاك نزلني .
وصل مراد لمكان خالي بعيدا عن الاعين خالي من الناس يصلح للحديث و انزلها بسرعه لتقف امامه .
فرح بحده : نعم اتكلم عايز ايه .
مراد بهدوء : عايزك ترجعي معايا مصر ترجعي فرح حبيبه مراد ترجعي فرح بتاعتي اللي اعرفها بنتي و مسئوله مني .
ضحكت فرح بسخريه و ألم لتقف فجأه .
فرح بضحك : سوري يا مستر مراد طلبك مرفوض انا لا عمري كنت كده ولا هبقي في يوم كده بعد اذنك .
كادت ان تذهب ليمسك مراد بها بغضب .
مراد بغضب و هو يضغط علي يدها : انا لسه ما خلصتش كلامي ازاي تسبيني و تمشي .
فرح بألم بادي : سيب ايدي يا مستر مراد لوسمحت .
ترك مراد يدها عندما وجد الالم البادي علي وجهها و مسح علي وجهه بيده حتي يهدأ .
فرح و هي تدلك يدها : انا كلامي خلص معنديش غيره انا اسست حياتي هنا و هكملها هنا و دا اخر كلام عندي .
مراد بهدوء : ازاي يعني يا فرح هتفضلي بعيد عن اهلك لغايه امتي هتفضلي تعاقبيني لغايه امتي العذاب دا هينتهي امتي يا فرح .
فرح بسخريه : عذاب ايه يا مراد بيه بلاش نتكلم عن العذاب الحقيقي لان الحسبه دي انا اخدت فيها نصيب الاسد فبلاش انت تجيب الحوار هنا .
مراد : لا نجيب الحوار الجهه دي انت لسه بتحبيني و انا بحبك و انت عارفه كويس كده .
فرح بسخريه : بيتهيألك ابعد عني يا مراد و سبني لحياتي اعيشها و ارجع انت .
مراد و هو يمسك بيديها : مش هسيبك تضيعي مني تاني مش هخذلك تاني و ابعد عنك .
فرح بصراخ و انفعال : انت خذلتني يا مراد من زمان اتخليت عني في اكتر وقت كنت محتجالك فيه اكتر وقت احتجت حمايتك لقيتك بتتخلي عني زي اي حاجه مالهاش لازمه رمتني ليه رمتني لاكتر انسان مريض ممكن تشوفه في حياتك . شهقت ببكاء و اكملت كلامها . كنت بنادي عليك علشان تبعده عني كنت بصرخ و انت ادتني ضهرك و مشيت عارف كان بيعمل ايه كل ليله معايا كان بيضربني و يلمس جسمي بأفظع طريقه ممكنه كل ليله كان يغتصب واحده قدامي في نفس الاوضه و يقولي استني دورك و ليلتك انا كنت خلاص قبلت فكره موتي و اني خلاص نهايتي علي ايده ايام عدت و انا كل ليله انادي علي ابويا او فريد او حتي انت تصور لغايه الوقت ده كنت لسه عندي امل فيك و كنت بستني انك تظهر في اي وقت . انا عايزه افهم انت ماكنتش حاسس بخوفي و رعبي طول الفتره اللي قضتها معاك جاي دلوقتي تقولي ارجعي لا مش هرجع مش عايزاك لانك بتفكرني باكتر فتره مرعبه من عمري مش عايزاك جنبي مش عايزه اعيش معاك و انا خايفه في وقت تتخلي عني ابعد عني ابعد مش عايزاك انا .
كانت تضرب علي صدره بيديها بضعف و صراخ متتالي و هي تتحدث بدموع و هو جامد امامها ينظر لها بحزن شديد علي حالتها و لكنه سعيد فالاول مره تخرج فرح ما يؤلمها امامه .
حاول ان يهدأها و يحتضنها بشده حتي تهدأه .
امسك بيدها التي تضربه بها ليسحبها بكل قوته الي احضانه حتي تصمت و تخف حده بكاءها .
مراد و هو يقيدها داخل احضانه بقوه و يمسح علي شعرها بهدوء : خلاص يا حبيبتي خلاص اهدي اهدي انا جنبك مش هسيبك تاني اهدي يا فرح علشان خاطري اهدي و كل حاجه هتبقي كويسه .
فرح و هي تحاول ان تدفعه عنها : ابعد عني مش عايزه اهدي و مش عايزه ارجع اعيش و انا خايفه تاني مش هرجع معاك ابعد عني و ارحمني بقي ارحمني .
دفعته بكل قوتها لتتحرر من حصار احضانه و تقف بعيدا عنه و هي تمسح دموعها بسرعه .
فرح ببكاء : ابعد عني و اوعي تقرب مني تاني مش عايزه اشوفك تاني .
مراد : لا يا فرح مش هسمح بكده تاني .
فرح بعنف : عايز ايه يا مراد انا مش فرح اللي انت عرفتها انا اتغيرت و بقيت واحده غيرها .
مراد و هو يمسك بيديها : حتي لو اتغيرتي هحبك من تاني .
نظرت له و كانت علي وشك الرحيل ليرن هاتف مراد فيمسكه سريعا و قد اتته تلك الفكره .
مراد بصوت عالي : ايوه يا فارس . ايه عمي صلاح تعبان .
فارس من الجهه الاخري : تعبان ايه يا جدع بقولك عملت ايه مع فرح .
كانت فرح علي وشك الرحيل حينما سمعت جمله مراد فتوقفت مكانها بصدمه تستمع لباقي حديثه المزيف .
مراد بصوت اعلي : تعبان اوي و طالب يشوفنا بسرعه .
فارس بتعجب : يا عم بعد الشر عنه ليه بتفول علي حماك كده .
ابتسم مراد من كلمه فارس و تعجبه ليتابع حديثه المزيف و هو يعلم انها تقف خلفه .
مراد : حاضر حاضر يا فارس هنزل بكره مصر علي اقرب طياره لكن فرح لا رفضت ترجع معايا .
فارس بتعجب : هو انتوا دماغكوا هوا كلكوا ولا ايه انا ناقص يا مراد مش كفايه فريد اللي اتجنن اليومين دول و عمال اجري وراه في الشركه اتجننت انت كمان فرح طيرت دماغك لا حول ولا قوه الا بالله .
مراد و هو يمسك بضحكته : خلاص يا فارس اقفل في اقرب وقت هكون عندكوا سلام .
اغلق الخط ليتحرك بسرعه فيصطدم باعينها الدامعه و هي توقفه .
فرح بحزن : بابي .
مراد بحزن مسطنع : هسافر اطمن عليه بكره بإذن الله تعب خفيف و هيبقي كويس .
فرح بسرعه : هاجي معاك جايه جايه دا بابي لازم ابقي جنبه .
مراد بسرعه : اوك يلا تعالي اوصلك للبيت تحضري حاجتك و ترجعي معايا نطمن عليه .
فرح بحركه : يلا يلا .
عادوا لسيارته لتجلس بجواره و هي تمسح دموعها التي تنزل بهدوء فتسارع لمسحها .
مراد بسره و هو يجلس بجوارها : اسف يا حبيبتي ماكنش قدامي غير الحل ده علشان نرجع سوا و اقرب منك تاني علشان ترجعيلي .
وصلوا لبيتها لينزلها و يعطي لها هاتفها و هو يحدثها .
مراد : فرح اهدي و حضري حجتك بسرعه و انا هتصل بيكي علي معاد الطياره اتفضلي موبايلك اهه انا اخدت نمرتك و سجلت رقمي هتصل عليكي قبل الطياره علشان نوصل بسرعه .
فرح بحركه : حاضر مراد .
مراد : نعم .
فرح : متتأخرش عليا علشان بابي .
مراد بابتسامه : حاضر يلا اطلعي بسرعه .
صعده للاعلي و اتجه هو للفندق ليحجز طائرتهم و يعد كل شئ و هو في قمه سعادته .
حجز طائرتهم في الصباح و كلم فارس يخبره بحضورهم لمصر و وصولهم علي الثانيه عشر مساءا ليتحرك فارس يخبرهم جميعا .

هحبك من تاني بقلم / انوشهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن