الفصل الرابع و العشرون

18.6K 343 2
                                    

مراد : أيوه يا فارس .
فارس بهدوء : مراد احنا هنكتب الكتاب بكره انا و هدي ابو هدي كنت اتفقت معاه علي كده بس موضوع فرح خلانا نأجل الفرح فتره احنا هنعمل حفله بسيطه فيها المقربين بس و مافيش فرح .
مراد بتعب : ماشي يا فارس الف مبروك .
فارس : خلاص سافر علي القاهره الليله دي علشان تجهز كل حاجه و احنا هنوصل باليل .
مراد : حاضر يا فارس هسافر دلوقتي .
فارس بحزن : فرح مش هتقدر تحضر صح .
مراد بغصه : اكيد لا يا فارس .
فارس : طيب انا هكلم فريد يمكن يحضر هو انا هقفل دلوقتي سلام .
مراد : سلام .
اغلق مراد الهاتف مع سليم و كلم نبيل و خرج راحلا للقاهره حتي يعد لحفل اخوه فهم قد اجلوه كثيرا و يجب انهاء ذلك الامر .


اما عن فرح .
ارتدت ملابسها و نزلت لتجد فريد و نبيل ينتظرونها بالاسفل حتي تذهب معهم .
فرح و هي تركب السياره : هنروح فين يا فريد .
فريد : اصبري يا فرح و هتعرفي كل حاجه .
فرح : نبيل جاي معانا .
نبيل : ايوه يا انسه فرح جاي .
ركبوا السياره بهدوء و اتجهو للخارج متجهين نحو المرسي علي البحر ليركبوا لانش متجهين لجزيره صغيره في الماء كل ذلك و فرح مازالت علي صدمتها و هي تتحرك معهم .
وصلوا للجزيره لينزل فريد و يساعدها علي النزول . خطوات قليله لتجد بيتا كبيرا كالفيلا و عليه حراسه مشدده . دخلت مع فريد الصامت للغايه و اعينها تتلفت في المكان من حولها لتجد فريق من التمريض و الاطباء التي يبدو عليهم انهم اجانب تسير مع فريد و صعدت السلالم معه لتجد طبيب يستقبل فريد بحفاوه و يكلمه .
حوار مترجم من الالمانيه
الطبيب : مرحبا سيدي اتيت بنفسك .
فريد : نعم كيف هو الوضع .
الطبيب : جيد جدا لقد استعاد السيد كامل عافيته يواجه مجرد صعوبه في التنفس كأثر جانبي للسم و لكنه بخير الان و تستطيع ان تحدثه الان .
كل ذلك و فرح تستمع و تحاول ان تفهم الوضع بدون ان تعلو بامالها التي بدء بها قلبها .
فريد و هو يشير من فرح حتي تتبعه و تتجه للغرفه الكبيره و قلبها يدق بكل عنف .
فتح الباب و ادخلها لتنظر لذلك الممدد علي السرير و يضع قناع التنفس بهدوء .
لم تصدق عيناها ولا تعرف ان كانت حقيقه ام خيال لكنها اهتزت في مكانها و كادت تسقط مغشيا عليها لولا يد فريد التي احاطتها بسرعه و هو يحدثها .
فريد بسرعه : فرح اهدي فرح و اتنفسي اللي قدامك دي حقيقه عمي عايش و صحته كويسه و انا هفهمك كل حاجه بس اهدي .
هزت رأسها له و هي مازالت جاحظه العينين ليبدأ في التحدث معها .
فريد بهدوء : لما سافرت و عمي تعبان انا كنت قلقان من ألفت جدا عليه و انا موجود تصرفاتها ماكنتش طبيعيه يبقي لما اسافر هتعمل ايه اكيد مصايب كبيره كلمت نبيل و قولتله يراقب الوضع كويس و يشوف ايه اللي بيحصل مع عمي لقينا ان بعد ما كان عمي بيتحسن ان وضعه ابتدي يسوء و بشده فيه حاجه مش طبيعيه نبيل عرض ساعتها اننا نحط كاميرا نراقب بيها الوضع في اوضه عمي نشوف ايه اللي بيحصل هناك و فعلا حطناها و ابتدنا نراقبه ليل و نهار لقينها ألفت دخلت و هي بتتلفت و حقنت عمي بحاجه محلول شكله مش طبيعي خالص كان دا يوم خطوبتك تقريبا و بعدها بيوم عمي دخل في غيبوبه و اتكرر فعلتها دي تاني و الوضع يسوء قولت لنبيل يتصرف و يحلل دم عمي نشوف ايه الماده دي عرفنا بعدها انها ماده سامه بتستخلص من زهره نادره هي قدرت تجبها و تستخدمها ماكنش فيه حل غير اننا نزور موت عمي و ننقله لهنا و نبدأ علاجه اللي كان شبه مستحيل لانها كانت بقالها فتره طويله جدا بتستخدم السم دا و احنا ماقدرناش نمسك عليها حاجه غير بعد ماركبنا الكاميرا و معالجه عمي كانت لازم تبقي سريه لانها كانت ممكن تموته في اي وقت . بدلنا العربيه اللي كانت ناقله الجثمان و احنا في طريقنا للمدافن من غير ماحد يحس و تم نقله لهنا علشان يتعالج و جبنا اشهر اطباء من ألمانيا و فريق طبي كامل علشان يعالجوه دلوقتي هو بقي كويس يا فرح و يقدر يرجع لحياته الطبيعيه بسرعه .
نظرت فرح المصدومه لفريد بشده و لم تعد تتحمل الوقوف امامه اختنقت بشده لتتركه و تغادر الغرفه مسرعه نحو التراس حتي تلتقط انفاسها المقطوعه و دموعها تسيل علي وجهها بشده كل ذلك الكره من اجل الاموال و الثروه يقتل الاخ اخوه الي اين وصلت بنا الدنيا .
تبعها فريد و امسك بيدها و هي مازالت تحاول إلتقاط انفاسها المختنقه لم يتوقع فريد ان تكون تلك رده فعلها و لكنها ليست فرح التي عهدها ليديرها له و هو يحدثها .
فريد : انت كويسه يا فرح .
فرح ببكاء : و انا يا فريد .
فريد بتعجب : انت ايه .
فرح ببكاء و صريخ و كأنها قد قررت التمرد علي كل من ألمها : و انا يا فريد ما فكرتش فيا في حالتي بعد موت ابويا في دموعي إللي كانت بتنزل كل ليله مافكرتش ألفت كانت بتعمل فيا ايه ليه ماقولتليش ليه ماعرفتنيش ليه ماخلتنيش ابقي جنب ابويا علي الاقل ماكنش حد هيقدر يأذيني بلاش دي ليه سبتني ليهم و سافرت انت عارف انا شوفت ايه و اترعبت قد ايه عارف انا واجهت ايه هنا لوحدي انت سافرت علشان تلحق الفلوس و الشركات و الاملاك ملعون ابو الفلوس علي الشركات علي الاملاك اللي تخليك تبعد عني و تخليني فريسه سهله قدامهم يبيعوا و يشتروا فيا . الفلوس كانت اهم مني يا فريد اهم من اختك ولا لا انا مابقتش اختك مش عايزه حاجه منك او منه انتوا كل اما احبكوا اوي تجرحوني اوي انا مش عايزه اسمع منك حاجه مش عايزه اشوف حد فيكوا لا انت ولا هو انت فاهم .
حاول فريد ان يهدأها و ان يحتضنها و لكنها تدفعه عنها و تبكي بكل عنف و شهقاتها تتعالي .
فرح ببكاء : انا بس كنت بفكر فيكوا بس انتوا عمر ماحد فيكوا فكر فيا انا الفلوس دي ماكنتش غير لعنه عليا .
بكائها المرير و خروجها بتلك السرعه من الغرفه جعله يتحرك من سريره و يمسك بعكازه و يذهب لها بهدوء سمع كل ما قالت كل ما حدث معها تمزق قلبه علي طفلته الرقيقة و ما حدث لها ليناديها بأعين دامعه .
صلاح : فرح .
فرح بدموع : بابي .
نظرت له بدموع ليفتح صلاح احضانه لها فاندفعت اليه و ألقت بنفسها داخل احضانه و هي تبكي بشده و شهقاتها تتعالي و كأنها تشكو إليه ما اصابها في غيابه لم يعرفوا كم من الوقت ظلت تبكي او كم من الوقت تمسكت بأباها و ظل هو يمسح علي شعرها بهدوء حتي سكنت بين يديه ليذهبوا بعد ذلك لغرفته تجلس أمامه تنظر له بدون كلام و كأنها تملأ اعينها بصورته.
صلاح بضحك : ايه يا بنت معجبه ولا ايه .
ابتسمت فرح بحب له : ايوه معجبه ما انت اول حب في حياتي يا بابي .
صلاح بضحك : وحشتني شقاوتك يا بنتي .
فرح بحب : و انا حتي ريحتك كانت وحشاني .
دلف لهم فريد ليحدث عمه .
فريد : عمي انا مضطر ارجع اسكندريه النهارده و عندي مشوار بكره القاهره محتاج مني حاجه قبل ما امشي .
صلاح: لا يا بني خلي بالك من نفسك بس.
فريد : حاضر انا هرجعلك كمان يومين علشان نناقش التفاصيل اللي قولتلك عليها و اجبلك المستندات و نرجع القصر .
صلاح بهدوء : طيب يا ابني امشي و بعدين نبقي نتفاهم سبني اشبع من فرح دلوقتي .
نظر فريد لفرح التي تنظر للاتجاه الاخر بغضب و حزن من غضبها عليه و اتجه للخارج تاركا إياها مع والدها .
صلاح و هو يجذب فرح لتجلس بجانبه : عايز اسمع منك كل اللي حصل من الاول خالص .
فرح بتنهيده متعبه : مش عايزه اتكلم ارجوك .
صلاح : معلش يا بنتي بس لازم اعرف و اسمع منك علشان اشوف عقاب كل واحد فيهم هيبقي ايه بعد ما سيبتك امانه ليهم .
فرح بحزن : انا عايزه اعرف بس الاول انت ازاي وافقت علي خطوبتي من سليم .
صلاح بصدمه : هو انت اتخطبتي لسليم و مين اللي وافق انا يا فرح .
فرح : ايوه يا بابي ساعه ما كنت بكلمك و انا بعيط و انت تعبان و انت قولتلي وافقي يا فرح و كمان ضغط عليا ساعه ما طنط ألفت دخلت اقنعتك بكده .
صلاح بتذكر : بس ألفت ساعتها ما كنتش بتتكلم عن خطوبتك كانت قالت ان الجامعه بتوفرلك منحه كبيره علشان تدرسي الحضارات بره مصر لانك متفوقه جدا و انك رافضه علشان انا تعبان علشان كده ضغط عليكي و قولتلك وافقي علشان تسافري تشوفي مستقبلك زي ما طول عمرك بتحلمي يا بنتي و كل مره توقفي سفرك علشاني عشان ماتبعديش عني .
فرح بصدمه : يعني انت ماكنتش تعرف انها بتاخد موافقتك علي خطوبتي من سليم العادلي
انتفض صلاح بغضب : سليم العادلي .
فرح بحزن: ايوه هو .
صلاح بشده : اتكلمي يا فرح .
فرح و هي تحتضنه بشده : علشان خاطري يا بابي مش عايزه اعيد كل الزكريات السيئه دي مش عايزه افتكر من تاني كفايه اقعد جنبك ساكته مش عايزه اتكلم .
نبره الألم في صوتها جعلته يتوقف و يحتضنها بصمت و هو يتسأل تري يا صغيرتي ماذا عانيتي في غيابي عنكي .

هحبك من تاني بقلم / انوشهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن