الفصل الثامن

18.7K 332 10
                                    

دلف فارس لحجره هدي و التي تتصل مباشره بمكتب مراد و هو في قمه غضبه .
وجد مراد يقف مع هدي يراجعون بعض الأعمال و هم مستغرقين بها . رأه مراد الذي تعجب من حالته كثيرا و نظر له .
مراد بتعجب : فيه ايه يا فارس مالك .
فارس بغضب عارم : انا طردت السكرتيره المستفزه اللي كانت عندي دي .
مراد : ليه و بعدين مضايق ليه كده .
فارس : علشان بني أدمه مش محترمه و انا صبرت عليها كتير اكتر من كده لا مش هسمح كفايه .
نظر له مراد ليفهم ما يرمي إليه فارس بأنها حاولت التقرب منه بقذاره لينظر له و يضحك بشده
اما هدي فسعدت بذلك لأنها لم ترتح لها يوما .
هدي بسعاده : احسن اصلا هي كانت رخمه و مابتشوفش شغلها كويس مش شاطره غير في لبس المحزق و الملزق و دهانات اسكلس اللي كانت بتحطها علي وشها .
لم تشعر هدي بما تتفوه به لينظر لها مراد و فارس و ينفجرا في الضحك سويا .
هدي بخجل : و الله هي دي الحقيقه .
فارس : المشكله دلوقتي ان شغل شركه السياحه خلاص هيرجعلي و انت هتهتم ببقيه الشركات كالعاده .
مراد : و ايه المشكله يعني .
فارس : محتاج سكرتيره يا استاذ .
مراد : و ايه المشكله نشوف سكرتيره و ننزل اعلان في الجرنال.
فارس : الموضوع ده هياخد وقت كبير و انا محتاجها بسرعه اقولك انا هاخد هدي سكرتيرتي الاصليه قبل ما حضرتك تشرف و ابعت انت هات سكرتيره من الشركه في القاهره .
مراد : لا طبعا مانت عارف مين السكرتيره اللي في الفرع هناك أقصد وجودها هناك مهم .
فارس: اها عارفها ملك قريبتنا.
تجهم وجه مراد : اه يا خويا ملك المهم لا يعني لا مش موافق .
أوشك فارس علي الرد لتقاطعهم هدي بعد أن جائتها تلك الفكره .
هدي : انا عندي حل اعرف حد ممكن يبقي سكرتيره كويسه اوي .
مراد: مين يا هدي و تقدر تبقي موجوده امتي .
هدي بسعاده : فرح .
فارس : فرح أزاي يعني .
ابتسم مراد لذكر اسمها و لكنه ما لبث أن استعاد وجهه الأول: ازاي يعني فرح مرشده سياحيه شاطره ايه علاقتها بشغل السكرتارية.
هدي : انت عارف انها صحبتي جدا و قالتلي انها اشتغلت اكتر من سنتين سكرتيره و بعدين بصراحه بقالها فتره بتساعدني في الشغل لانه كان بقي كتير عليا و السكرتيره التانيه كانت منفضه للموضوع اوي فكانت بتشيل عني كتير .
فارس : البنت دي مميزه جدا كل شويه اكتشف حاجه كويسه فيها .
مراد بضيق من كلام فارس : انت متأكده يا هدي الملفات كلها هتبقي في ايدها لتبوظ حاجه .
هدي : يا مستر مراد الملف بتاع شركه النسيج هي اللي خلصته و شركه الاستيراد و التصدير دا غير شغل شركه السياحه و ملفات تانيه كنت انا بس براجعها وراها مش اكتر انا متأكده منها .
مراد: اوك كلميها و نشوف .
لم يكمل مراد حديثه لتدلف فرح للمكتب و من خلفها مازن و هي تضحك برقه .
فرح بضحك من حديث مازن قبل قليل : هدهد حبيبتي ازيك . قطعت جملتها حينما وجدت فارس و مراد معها لتقف بجوار هدي و تصمت متعجبه من نظرات أحدهم الذي تاه في ضحكتها و الآخر الذي ينظر له باستمتاع لعوده قلب شقيقه يدق من جديد .
دلف مازن و هو يحدث فرح و يضحك .
مازن : فرح مش قولتلك ما تدخليش مكتب دركولا مصاص الدماء ده .
ليصتدم مازن بعيون مراد التي جعلته يقف بهلع.
مازن بتلبك : ازيك يا دركولا قصدي يا مراد .
و وقف بجوار فرح .
مازن بصوت منخفض : مش تقوليلي انه واقف .
فرح بهدوء: هو انا لحقت دخلت خضني قطعت الكلام .
مازن : انت قطعتي الكلام انا بقي قطعت الخلف ربنا يستر من اللي جي .
تنحنح فارس لينبههم من نظرات مراد التي توشك علي قتلهما معا .
نظرا لهما لتتحدث فرح بسرعه تحاول الهروب من سجن عيناه .
فرح : شكلنا جينا في وقت انتوا مشغولين فيه هدي هنجيلك في وقت تاني تكوني فاضيه يلا يا مازن .
مازن بسرعه : انا بقول كده بردو يلا .
كانوا علي وشك المغادرة سريعا ليجدوا صوتا كالرعد يوقفهم فقد استشاط مراد من كميه القرب التي بينهما .
مراد بزعيق : استني عندك انت و هو .
رجع مازن و فرح لمكانهما و فرح ترتعش من صوته العالي .
فرح بصوت مرتجف: فيه حاجه يا مستر .
ارتجافها امامه جعله يحاول أن يهدء من غضبه حتي لا يخيفها أكثر.
فارس ليهدء حده الجو : فرح هدي كانت قالت انك بتعرفي تعملي شغل السكرتيره و ممتازه فيه و احنا محتاجين سكرتيره بسرعه فكنا عايزين نسألك لو تقدري تشتغليه لحد ما نلاقي واحده مكانك .
فرح بهدوء : انا بحب شغلي كمرشده بس لو هساعد حضرتك فتره لحد ما تجيب حد تاني اوك موافقه .
فارس و هو يبتلع ريقه بتوجس: انت هتساعدي مراد مش انا .
رفعت وجهها بصدمه له لتهتف سريعا : لا لا مستر مراد لا .
اشتعلت عيناه و اظلمت بشده ليرمقها بنظره كادت أن تذيبها لتنظر له و تختبأ خلف مازن القابع بجوارها .
فارس بهدوء : ليه يا فرح .
مراد بحده : انت كمان بتسألها ليه هي تنفذ الأوامر و بس .
فرح و هي تحاول التماسك : لا يا مستر فارس مش هعرف هبوظ الشغل و الله خليني معاك و هدي مع مستر مراد مش هعرف اشتغل معاه .
ازداد غضبه و ود لو يذهب إليها ليصفعها من محاولتها البقاء مع غيره .
تحرك نحوها هي و مازن بخطوه غاضبه لتجحظ عيون مازن و يدرك انها نهايته قبلها ليسحب هدي الواقفه بجواره و يجعلها امامه و من خلفهما فرح.
هدي برعب من الموقف : كدا يا مازن بتسلمني يا كلب .
مازن بصوت مضحك : ماتخافيش انت ست مش هيمد ايده عليكي اما انا هيقتلني بدم بارد .
فرح من خلفهما : مازن يلا نهرب قبل ما يتحول .
مازن بسخريه : و النبي لو طيرنا هيجبنا بردو ربنا يستر .
فارس : يا فرح شغل مراد هيبقي اخف هنا لأن فيه حد في القاهره بيعمل أغلب الشغل هنا الملفات المهمه بس .
فرح : اديك قولت مهمه يعني غلطه واحده ممكن يضربني فيها لا .
وصل مراد لنهايه صبره لم يتحمل أكثر من ذلك و تعجب من محاوله فارس اقناعها فهي بالأول و الآخر مجرد موظفه غروره جعله يغضب و بشده من هي تلك التي ترفض وجودها بجانبه و مساعدتها ليطلق غضبه علي الجميع فينتفضوا .
مراد بغضب بالغ : انت تنفذي الأوامر اللي اخدتيها و بس يا اما تلمي حجتك و ترجعي من مكان ما جيتي انت فاهمه قدامك ثواني و تقرري .
ترجع من مكان ما أتت ترددت الكلمه بزهنها لتنزل دموعها بشده و هي تتذكر ما ينتظرها هناك و انها مجبره علي الجلوس في ذلك المكان أيضا.
انصدم مراد من كميه تلك الدموع و شكلها شهقاتها المكتومه اذابه ما به من قسوه ليقف صامتا ناظرا لها .
فارس بهدوء : مش كده يا مراد براحه .
مازن و هو ينظر لفرح و يسحبها للخارج : دقيقه واحده يا فارس و هنرجع.
اخذها للخارج و جلست امامه .
مازن بهدوء : ممكن تهدي يا فرح انا هفهمك ليه مراد عايز ينقل هدي مع فارس .
فرح بحزن : ليه .
مازن بخبث : لأن الاتنين بيحبوا بعض و مراد عاوز يقربهم من بعض مش اكتر و هدي صحبتك معقول مش هتساعديها .
فرح : انا بحب هدي و ساعدها بس بجد مراد عايز يقربهم من بعض ماصدقش .
مازن بابتسامه فهو يعلم أن مراد لا يعرف بحبهم و لكنها الطريقه الوحيده لاقناعها: ايوه صدقيني
فرح و هي تمسح دموعها : خلاص هستحمله علشان هدي بس و أمري لله .
دلفت لداخل تحت أنظار الجميع لتتحدث .
فرح : مستر فارس انا موافقه .
نظر لها مراد و هو يكاد يجن ثواني قليله و اقنعها مازن بالعمل .
مراد بسره اوك يا فرح ماشي و الله لكون مطلع عينك و مخليكي تقولي حقي برقبتي علشان ماترفضيش أمر ليا تاني .
مراد بجمود: هدي قدامك ساعتين تفهميها الشغل تنقلي حاجتك المكتب عند فارس .
و تركهم متوجها لمكتبه .

هحبك من تاني بقلم / انوشهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن