نظرت لجثة أحد العمال و التي تستلقي بجانب إحدى جثث المخلوقات التي يتحكم بها الفنكسل ، بداخلها شعور بالرغبة في إرجاع كل ما تناولته و لكن عليها إستجماع قواها فهذا ليس الوقت المناسب لمثل هذه التصرفات. " جثث مخلوقات الكآز و جثة ثانية لأحد العمال المساكين". التفتت له و ردت ببؤس : لقد ذهب إثر هذا الحادث ضحيتين إذا ، مسكينان. تأمل (آيس) مخلوقات الكآز و التي تضرجت بالدماء ، و أردف: هناك صوت غبي بداخلي يقول أن مخلوقات الكآز هي ضحايا أيضا.
جعدت (كريستا) جبينها ، وقالت و هي تنقر على جبهته : أنه فعلا صوت غبي ، هذه المخلوقات تتغذى على البشر ، أين وجه الربط بينها و بين مفهوم الضحية ؟. عظ على شفته بحرج: أخبرتك أنه مجرد صوت ، و ليس و كأنني أستدل به. إبتسمت له و قرصت خده بسرعة ثم انطلقت تجري قبله و هي تقول : لنعد للجامعة إذا.
مخلوقات الكآز أو كما يطلق عليها المحليين في المدينة المشؤومة الهياكل الضبابية ، هي مخلوقات من صنع رغبات الفنكسل السوداوية لتملك و الدمار ، تبدو كهياكل من الضباب تجوب المدينة في الأيام الباردة و المغطاة بالضباب على وجه الخصوص ، و كلما تغذت على عدد ضحايا أكبر كلما أتضحت هيئتها و كبر حجمها . تتغذى على البشر سواء و بالأخص أعداء الفنكسل ، ترى كثيرا بقرب الغابات و القصور التي تتبع ملكية الجماعة . لا يمكن الهرب في حالة لاحظك أحد هذه الكائنات ، فإما أن تتقاتل معها بأي سلاح ناري أو فالترقد بسلام كما أن لها عيونا مضيئة تساعدها لرؤية ضحيتها المختبئة بين الضباب ، تموت هذه الكائنات بثلاث طلقات قاتلة في الرأس.
﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌
لقد مضت ربع ساعة و هي تجلس مع (كوزيت) و (يلموك) اللذان انغمسا في عيش جوهما الخاص ليس و كأن (كايتلن) معهما. " لقد مضى وقت كافي ليتضح لي أنني مجرد مزهرية معكما و لا توجد نية لإخباري، ماذا يحدث هنا بحق الجحيم فالتتكلما". كان علامات الدهشة واضحة عليهما ، ليتبادلا النظرات بسبب ملامح (كايتلن) التي توشك على أن تنفجر الآن ، لقد وصلت لأوج غضبها.
(كوزيت): كايتلن فالتجلسي أخبرتك أنني سأخبرك بكل شيء في منزل يلموك.
(كايتلن): أنا لن أذهب لمنزله.
(يلموك) ماذا عن المشروع؟.
(كايتلن) : تبا يا يلموك أهذا ما يشغل بالك الآن ، لقد تمت مهاجمتي من قبل آكلة للحوم و أنت تفكر بالمشروع؟، أريد أن أعرف موقعي من هذا كله.
(كوزيت): موقعك معنا.
(كايتلن): لاااا، أنا لست معكم حتى أعرف ما الذي يحدث هنا لذا فالتتحدثا ، الآن.لاحظت تغير ملامح (يلموك) و هو ينظر لشيء ما خلفها لتلتفت ببطئ و يتبين لها أن هو مجددا ، (تشاد). تقدم ليقف أمامها متجاهلا (كوزيت) القلقة و (يلموك) الذي أنقلب لشيء آخر و لكنه ليس (يلموك) المعهود.
تأمل شقيقته و مد يده ليمسح على شعرها و لكنها صفعته عليها ، وقالت : ماذا تريد؟. لاحظت (كوزيت) علامات الخيبة على (تشاد) إثر تصرف (كايتلن) و لكنه قال بصوته الحاد و الهادئ: الحديث معك.
نفت برأسها و ردت: ليس هناك ما يستحق أن نتحدث بشأنه. أحالت رأسها للجالسين أمامها ، (كوزيت) و (يلموك) ، و قالت: إذا فالتخبراني. فجأة قبض (تشاد) على يدها بقوة ليجرها معه محاولة هي فكه ، بينما قامت (كوزيت) لتقول بغضب: دعها و شأنها هي منا، لذا لا يحق لك أن تأخذها بموجب الأتفاقية. حدقت (كايتلن) ل(كوزيت) و لأخيها الذي ينظر للأمام بلا إهتمام لما قالته (كوزيت). سحبها معه لتصرخ فيه (كايتلن) بخوف: فالتتركني ، ألم تسمعها؟، أنا منهم. أحال عينيه لها و قال بابتسامة غامضة : الاتفاقية يا صغيرتي حين يتعلق الأمر بالقتال ، أما الأحاديث و الشؤون العائلة ، فلا إتفاقية لها. سكت ليجرها خلفه جاعلا منها جسدا نسي كيف يصرخ استنجاداً.
وقفت (كوزيت) مبهوتةً لما يحدث ، بينما يجلس (يلموك) بملامحه المخيفة و هو يرمق الاتجاه الذي ذهب منه (تشاد) و (كايتلن). "علينا إنقاذها قبل أن يفعل بها شيئا يا يلموك، أرجوك".
﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌
يتبع..
أنت تقرأ
الختم ج١ | The Seal
Mystery / Thrillerتنتقل كايتلنيل مع ممن تبقى من عائلتها لمدينة جديدة لتكتشف في أول يوم في الجامعة مجموعة غريبة من الطلاب يتحدثون بالكثير من الأسرار المخيفة و الدموية التي يخبئها سكان هذه المدينة.