ج 64

439 38 16
                                    

‎في أحد الغرف الفارغة في كيوز ، كان روبيرتو يحدق للخارج متأملا المنظر في الخارج ، فقد كانت هذه المنظمة التي يرأسها والده تقع في بداية المدينة مع المنشآت لم يتخيل أن والده يمتلكها حتى ، أكانت هذه المنظمة هي سبب إنشغاله عنه كل هذه السنين؟
‏ ألقى نظرة متفحصة للمدينة ، لقد قال له والده أنهم سيبدؤون التحرك و إكمال الطقوس بعد مائدة الدماء حين يكون الجميع في بيوتهم بضعفهم بعد يوم تناحروا في لأجل تقوية قوى سيد الختم و تقديم أضحية له لأجل أن يستمر في مدهم بالقوة.
‏التفت لصوت طرقات الباب ، لقد كان حارس والده كيين مجدداً ، "سيد سيباتيلا والدك يطلبك ليقدمك للفريق الذي سيساعدك في تحقيق هدفنا، فلتلحق بس رجاءاً".
‏مشى خلفه مباشرة ، تلونت الممرات باللون الابيض الثلجي و على يمينه و يساره تطل المختبرات التي بداخلها يتدرب بعض المتدربين و لكنه لاحظ أن أحد الممرات في النهاية مسدود باب حديدي عملاق للولوج عبره تحتاج لرمز سري. "و ما ذلك الباب؟". و قد كان يشير للباب بالرمز السري ، فرد عليه (كيين): يطل على المختبرات كذلك. نظر له روبيرتو بشك: غريب لما قد تغلق بباب حديدي بينما هذه المختبرات الأخرى ليست كذلك.
‏حدجه كيين بحدة ليبتسم إبتسامة صفراء ثم تابع المشي ليقول: لا حاجة لأن تشغل عقلك بهذا الأمر يا سيدي فهو ليس بالأمر المهم و لكن إن كنت مهتما كثيرا لمعرفة ما وراء الباب فبإمكانك أن تسأل المهندس الذي صمم كيوز ، اسمه جوهان جيلبرت و لكنك لن تستطيع لأن الرجل في غيبوبة.

‏من هنا أدرك روبيرتو بأنه لا يمكنه أن يمنح والده الثقة أبدا و لن يحاول أن يفكر في الأمر حتى ، فكما يبدو أنه يخفي شيئا ما ، شيئا لا يريده أن يطلع عليه.

‏***

‏جلست رينيه و أختها في مقاعد الانتظار التي نقل إليها تشاد ، كانت كانت عائلته هناك  بالداخل مع صديقيه.
"رين فالنعد للمنزل"
"لننتظر قليلاً"
"ح..حسنا"
"أليس لديك محاضرات اليوم"
"لدي واحدة في الرابعة مساءا"
"جيد"

خرجت (مارلين) و (كايتلن) من الغرفة و هناك حيث وقفتا أمام (كوزيت) و شقيقتها، بدت على ملامح (مارلين) الإمتنان. وقالت: شكرا لمجيئك. بادلتها (رينيه) التبسم. "لا داعي لشكري يا سيدة بايتنيتو فتشاد يعني لي الكثير. بدأت شعور الضيق ينتاب الأختين مجدداً. تجرعت (كوزيت) ريقها، و أرجعت رأسها للوراء تحاول تمالك نفسها و لكنها سرعان ما سمعت (كايتلن) تقول: هل أنت بخير يا كوزيت؟

"نعم أنا بخير"، شاهدت السيدة (بايتنيتو) تحدق نحوها و سرعان ما قالت: أنت صديقة كايتلن، كيف هي أمورها في الجامعة.

"أمي تدركين أنني بجانبك صح"
"أريد الاطمئنان عليك لا أكثر"
"إنها تبلي بلاء حسناً"

لمحت (رينيه) (جايد) و صديقيه يخرجان من عند (تشاد) متوجهين بعيدا ، فقامت و قالت: سأدخل لرؤية تشاد الآن. مشت و عيونها مركزة في الأسفل متجاهلة نظرات (ڤارال) لها المنزعجة، فهي تعلم أن رسالة الحب التي وجدتها في دفتر ملاحظات مادة التشريح قد جاءت منه و لكن قلبها لشخص واحد و لا تستطيع المساومة في الأمر حتى.

دلكت (كوزيت) جبهتها و هي تتمتم: الحب و ما يفعل. عقدت (كايتلن) حاجبيها مستوضحة: الحب! من تقصدين؟.

"أختي، حسنا ربما ستقتلني لقولي هذا خصوصا أمامك و لكنها تحب شقيقك تشاد منذ أيام الثانوية".

ضحكت (مارلين) و قالت: إنها فتاة رائعة ، و الآن. قالت و هي توجه كلامها لإبنتها: أحتاج الإتيان ببعض الأغراض فلتعودي للجامعة.

"أستطيع البقاء معه يا أمي"
"لا عليك مواصلة يومك الدراسي لقد فوت الكثير".

لتغادر بعدها رواق المستشفى. جلست(كايتلن) بجانب (كوزيت)، وقالت: ما زلت أفكر بما قالته أختك. التفتت لها (كوزيت): حول الهالة؟ حسنا لقد كاد عقلي ينفجر لو لم تغادر والدتك ، عذرا لذلك.

"لا حاجة لتعتذري سأحاول النبش في الأمر"
"جيد"

***

تأملت وجهه المرهق و المغطى بقناع الأكسجين و يده الموصوله بالأدوية و جهاز دقات القلب. كبتت رغبتها في البكاء و هي تجلس بجانبه. "أتمنى لو أن بإمكاني التخفيف عن وجعك".

"ربما يمكنك"

التفتت برعب نحو الصوت و الذي كان قادما من الحمام، أدركت أنها والدتها مجددا فقد جاءت لتقض مضجعها بصوتها و صورتها المرعبة. لقد قامت أمها بالتضحية بنفسها في النهاية لمخلوق الختم لتمتلك بنتيها قوى الإستشعار  ليتفاقم العقد عليها و هو يعني أن الشخص الذي يعقد عقدا مع مخلوق الختم عليه أن يقدم أضحية لمخلوق الختم كل ثلاثة أشهر في مائدة الدماء، و مما يبدو أن والدتها قررت أن تضحي بنفسها له حتى لا تضطر لإيذاء ابنتيها يوما.

"رين حبيبتي ألا تريدين رؤيتي حتى؟"

مسحت على يد (تشاد) و هي تنظر بغضب لمصدر الصوت و توجهت خارج الغرفة مرددة : أنت لست حقيقة.

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن