ج 41

631 51 12
                                    

أطلق العنان لقدميه ، عليه أن يصل بسرعة لأن حدسه يحدثه بشيء سيء سيحدث ، و هو ليس مستعدا لذلك أبداً. كان يجري مستغلا سرعة كونه جزار. لو حدث شيء لصديقيه فهو لن يسامح نفسه ، خصوصا (يلموك) الذي يعلم أن مر بالكثير من الأوجاع ، موت والده و إختفاء جثة شقيقته (لولا) في حادثة المحرقة التي أطاحت بمدرسة القديس(ساوثهام) الإعدادية. و الآن إختطاف والدته ، هو لا يتخيل حدوث أمر كهذا لوالديه أو لابنة عمه الصغيرة (صوفي).

زاد من سرعته محتملًا ألم عضلات قدميه إلى أن وصل ، شاهد (كوزيت) جاثية و بجانبها رجلين من الشرطة أحدهما هو والد (آيس).

"كوزيت ما الذي حدث ، أين هو يلموك؟".

ساعدها لتقوم فقد كانت خائرة القوى لتشير بإصبعها نحو البحيرة التي كانت مغطاة بالضباب. الجو كان مظلما و المطر ينهمر بغزارة بينما الغيوم السوداء و الرمادية التي تمازجت مشكلة منظرا مهيبا في السماء قد حجبت أشعة الشمس كليا عن المدينة. أمسك كتفيها محاولا جعلها تنظر إليه : كوزيت ، أين هو يلموك ، لا يبدو لي أن عاقلا قد يخوض البحيرة الآن.

نفت برأسها و ردت : حين وصلنا كان ظله هو آخر تبين لنا ، و قد كان يخوض في البحيرة يا بلاين.

▖▖▖▖▖

(قبل نصف ساعة)

"لقد كنا متوجهين للجامعة لبدأ بعض التحريات عن عدة طلاب قد اختفوا في جامعتكم و لكننا و ياللحظ لمحنا سيارتكم المسرعة مما اضطرنا لتأجيل خططنا لبرهة". نظر لـ(كوزيت) و بدت و هو ترمقه بملامح جامدة فعقلها يفكر في (يلموك) و ما قد يحدث له. قال الشرطي (أيبيل): لا تقلقي يا آنسة سنعثر عليه قبل أن يفعل شيئا أحمقا. رفعت حدقتيها للمرآة الصغيرة المعلقة في أعلى مقدمة السيارة و حيث كانت عينا الشرطي (أيبيل) تنظران لها ، و ردت: أتمنى.

بعد ربع ساعة وصلت سيارة الشرطة للبحيرة ، أطرقت ( كوزيت) تنظر بإمعان نحو البحيرة لترى ظلا اختفى وسطها في الظلال. نزلت تجري مسرعة بينما المحقق (آدلت) يجري وراءها مطالبا إياها أن تتوقف. أمسكها من ذراعها ليسحبها بقوة صوبه. " هل جننتي ، الذهاب هناك يعني محاولتك للإنتحار".

حاولت سحب ذراعها و هي تنظر نحو البحيرة و تبكي : لك..لكن يلموك هناك. جثت على الأرض تبكي و ما كان منها سوى الإتصال بـ( بلاين) فهو آخر أمل لها ، بينما الشرطي ( أيبيل) ينادي على ( يلموك) بمكبر الصوت ليخرج و المحقق (آدلت) قد إتصل بوحدة لتأتي لمساعدتهم.

▖▖▖▖▖

(بعد النصف ساعة)

تقدم (بلاين) نحو البحيرة مناديا صديقه و بقربه المحقق ينهاه عن التقدم أكثر .
- أنها بحيرة يا حضرة المحقق لن أغرق فكف عن هذا أرجوك فصديقي في خطر.
- لن تذهب خطوة واحدة للأمام ، لست مستعدا لتحمل مسؤولية ترك مهملين مثلكم اللهو في هذه الأنواء.
- هل تمزح معي.
رد المحقق بغضب: لا أنا لا أمزح أبدا أتظنني لا أعرف تلك الإشعارات التي تطلقونها عن تلك المخلوقات العظمية السخيفة.

بين الشجار بين (بلاين) و المحقق خرج من بين الضباب شخصان أحدهما يحمل بين يديه شخص آخر ليتبين بعد تقدمه أكثر أنه (يلموك) و هو يحمل فتاة بدت أنها في السادسة عشرة و بجانبه شابة أخرى. بدى على الفتاتين التعذيب و الإنهاك و الضعف.

رفع المحقق جهاز الراديو و قال: ستيف أحتاج لسيارة إسعاف و بسرعة.

▖▖▖▖▖

يتبع

* توقعاتكم :)

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن