أفلت يدها بعد أن توقفا أمام منزل متواضع صغير يقع في نهاية الحي، الطوب الأحمر القاتم يزين سقفه بينما يمتد تحته جدران من خشب شجر الأرك و الذي دهن باللون الأصفر الباهت. وقف أمام عتبة الباب و ضغط على الجرس و خلفه (كايتلن) تتلفت يمكن و يسرى بحذر و خوف. " علينا الذهاب للجامعة يا بلاين ستبدأ محاضرتنا".
التفت لها باستخفاف: و هل الجامعة ما يشغل عقلك حالياً ، أنت في موقف صعب. ضيقت عينيها، و ردت: و لما ؟. فتح الباب ليتبين (آيس) خلفه، وقال: أهلا بضيفة الشرف ، هيا أدخلا. دخل (بلاين) بينما وقفت (كايتلن) تحاول استيعاب الأمر لتفاجأ بيد (آيس) تشدها لداخل و هناك شاهدت تلك الفتاة الصهباء و بجانبها فتاة أخرى شقراء ، و في الأريكة المقابلة لهما جلس (بلاين) بجانب رجلين الأول يبدو في الثمانينات بينما الأخر في عقده الثالث.
(آيس): حسنا يا كايتلن، أنت بالتأكيد تعرفين بلاين معشوق الملايين و هذه كوزيت و كريستا و بالتأكيد ڤين و ابنه بين ، و أخيرا و ليس أخرا آيس و هو أنا. علقت (كريستا) باستهزاء: أووه ، من الجيد تأكيدك على أنك أنت آيس فقد ظنت أنه الجدار الذي خلفك. ضحكت (كوزيت) بهدوء بينما قال (آيس) ممتعضا: حسك الفكاهي يقتلني يا بودلر. زمت (كايتلن) شفتيها ، وقالت: تشرفنا ، إذا ما الأمر؟. و كأنها كانت شبحا في الغرفة فقد تجاهلوا الإجابة عن سؤالها لتوجه (كوزيت) سؤالا ل(بلاين): لقد تأخر يلموك ، قال أنه سيأتي حالا. (بلاين) : لا بأس فالننتظره.
زفرت بغضب و قالت و هي تقبض بقوة على طرف قميصها الأخضر: عذرا و لكن أظن أنني سألت سؤالا!. نظر لها (بلاين) بحدة : نحن ننتظر يلموك و سنخبرك بعدها بكل شيء. رفعت حاجبها بحنق: أي شيء ؟؟، توقفوا يالتحدث بالألغاز لأنني سئمت هذا الأمر فعلا. التفت لتغادر و حين همت بفتح الباب وجدت (يلموك) بوجهه الجامد يرمقها هو الآخر. وقفت مبهوتة بينما تقدمت (كوزيت) و ألقت ذراعيها لتحتضنه. "أين كنت لقد قلقت عليك ؟". ابتسم لها و رد: أعتذر لتسببي بقلقك. ثم أحال نظره ل(كايتلن) التي كانت تتجاهل طلبات (آيس) لها بالجلوس.
وقف (بين) الذي كان يتأمل كل هذه الجلبة بوجه يحبس ضحكة ، و قال : فالتجلسوا أرجوكم لتفهم الآنسة بايتينيتو حلقة الألغاز التي وضعتموها فيها. عبست و هي تنظر لمحدثها : أتعدني فعلا فأنا أخاطر بعدم حضوري للجامعة الآن ، أمي ستقتلني بسببكم. رد (بلاين) باستهزاء : فالنأمل أنها أمك و ليس شيئا آخر.
تجاهلته و جلست على الأريكة ليجلس بجانبها (آيس) بينما أخذ (يلموك) و (كوزيت) مكانهما بجانب (كريستا). تنحنح (بين) و هو ينتقل ببصره بين الجالسين أمامه ، وقال: آنسة بايتينيتو ، هل شعرت بقشعريرة حين دخلتي برلين لأول مره؟. اعتلتها الدهشة و قالت و هي تقبض على ركبتيها: أ..أظن ذلك ، كيف عرفت؟!. إبتسم بألم و قال: فالتعتبري نفسك محظوظة أو هكذا على الأقل ، دعيني أشرح الأمر لك بالتفصيل ، أنا و أبي باحثان في أمراللعنة أو الختم الذي ختمت به هذه المدينة فأهلها ينقسمون لثلاثة أقسام ، القسم الأول الأضحيات و القسم الثاني المستشعرين و الثالث هم الجلادين و هم القسم الأخطر. بإمكان المستشعرين و الجلادين معرفة بعضهم و معرفة من يتأثر بالختم لذلك استطاع رفاقك معرفة أنك متأثرة بالختم أي أنك إما مستشعرة ك(كوزيت) و (كريستا) و (آيس) أو جلادة مثل (بلاين) و (يلموك) ، كما أنه بإمكانك رؤية المخلوقات التي تجوب المدينة بحثا عن بشر من الأضحيات لسحبهم نحو مستودعات الجلادين أمثال الفاينوفنكسل .
فغرت (كايتلن ) فاهها ، و قالت و هي ترفع أصبعها السبابة للأعلى : عذرا ؟، أهذه نكتة؟. صرخ (بلاين) فيها : أيتها المجنونة لا أحد هنا يلقي النكت عليك ، أتفهمين. جزت على أسنانها و صرخت فيه: تبا لك كيف تتوقع مني تصديقكم و أنا حتى لا أعرفكم.
قام (بلاين) و إقترب منها لتتحول يده إلى سواد متذبذب يشبه السراب الأسود ، و قال و عينيه قد أصبح لونهما لا يقل عن سواد يده : أستطيع بيدي هذه إنتشال قلبك ، أتتحدينني؟. أرجعت رأسها للخلف و عينيها تكادان تخرجان من محجريهما لتشعر بالأرض تدور من حولها و يغمى عليها.
يتبع..
أنت تقرأ
الختم ج١ | The Seal
Tajemnica / Thrillerتنتقل كايتلنيل مع ممن تبقى من عائلتها لمدينة جديدة لتكتشف في أول يوم في الجامعة مجموعة غريبة من الطلاب يتحدثون بالكثير من الأسرار المخيفة و الدموية التي يخبئها سكان هذه المدينة.