ج 57

449 38 9
                                    

اللكمة الأخيرة التي سددها لأحد الحراس كانت كفيلة بجعل فك غريمه ينخلع و  يسقط أرضا جثة هامدة. تنفس الصعداء و نظر خلفه حيث كانت تقف (جوليانا) مذهولة بهذا العرض الدموي لدرجة أنها نسيت ما جعلها تترك السيدة (ستوم).

"ألم أطلب منك الاعتناء بالس..."

قاطعته بأن قالت واضعة يديها حول وسطها: جئت لأخبرك أن جدتي في طريقها للأسطبل و معها أحد المخلوقات العظمية.

تجاوزها ليحمل السيدة (ستوم) و يرد: كم لدينا من الوقت؟. أجابت : ربع ساعه لو تحركنا بسرعه. ابتسم بخبث وقال: أنا أعتقد أن لدي فكرة أفضل، تمسكي بذراعي. فعلت ما أمرها به و أردف يقول: أظنك لم تزوري مدينة غريبة الأطوار من قبل. نظرت له لتشاهد جسده و كل شيء حوله بما في ذلك هي قد بدأ بالتلاشي و التفكك، شعرت بصداع قوي مما اضطرها لتغلق عينيها بقوة إلى أن فقدت الشعور بنفسها.

*****
وضع (فين) قناة الأطفال لمستشعري الأختم اللذين أحضرتهم (كايتلن) و بعدها توجه للمكتب حيث (بلاين) و الآخرين.

"لذا أن تريدنا ترك موضوع الختم أولا و النظر بخصوص روبيرتو سيباتيلا؟" سألت (كايتلن).

أومأ (بلاين) رأسه و رد : بلى، كنت أود الذهاب لرؤيته في منزله طالما أنه يقطن مع خالته و لكنني أعلم أنه سيشك الغريب أنني لا أذكر أنني سمعت هذا الأسم من قبل في حياتي.

قال (كريس) ممتعضا: هذا ما قلته سابقا ، بدى و كأنه جاء من العدم فجأة.
(كوزيت): لدي فكرة غبية و لكنني أجدها منطقية في هذا الموقف.

حدجها (بلاين) بنظرة طالبة لتفسير كلامها، فردت: أيعقل أنه في ذلك اليوم الذي ظننا أنه مائدة الدماء قد قام هذا المدعو روبيرتو بطقس ما جعل الجميع لا أعلم ينسون وجوده أو لا يعيرون أفعاله النكراء أيه إهتمام؟.

رد (آيس) مبهورا: وااو.. كوزيت هذا ليس تفسيرا غبيا بل إنه لدهاء بعينه.
شبكت أصابعها محاولة عدم التأثر للإطراءلت التي سمعتها من (آيس) و (كريستا).

(بلاين): إفتراضك شبه مقبول يا كوزيت و لكن ما يخيفني هو أيعقل أنه...
قاطعته (كايتلن) بأن قالت: السبب وراء مقتل أولئك الفتيات، أنا أظن ذلك أيضا. إبتسم (بلاين) لها مما جعل (كريس) الذي لاحظ تلك الإبتسامه يقول: بالتأكيد سنفكر جميعا في هذا التفسير أليس كذلك يا آيس؟ ألم تعتقد أنت كذلك؟.

لكزه ليرد (آيس) بتوتر: أ..أظن ذلك.
(كوزيت): حتى لو فكرنا الإطاحه به شيء ما يخبرني أنه ليس وحده نحتاج للمزيد من المعلومات.
(فين): قبل هذا علينا أن نعرف ما نوع الطقوس التي ينوي تطبيقها.
(كريستا): ماذا عن بيتسي؟ إنها تعرف كل أحد في المدينة.
(بلاين): حسنا يا كريستا نحن نعتمد عليك في ذلك.

جحظت عينيها: ماذا و لكنني لم أقل أنني انا من عليه أن يتحمل هراء بيتسي ليجمع المعلومات.
(بلاين): لا تنسي هذه ليست مرتك الأولى في جمع معلومات منها.

نظرت (كايتلن) لهما، و قالت: لماذا أشعر أن المرة الأولى كانت عني أنا. أنزلت (كريستا) عينيها للاسفل بينما مثل (بلاين) أنه يدون شيئا في هاتفه. و في تلك اللحظة رن هاتف (كوزيت) و قد كان المتصل (يلموك) الذي تخلف عن الإجتماع للبقاء مع شقيقته.

"كوزيت.. إنها أمي لقد عادت ، لقد عادت أمي تعالي بسرعه"

أغلق الخط مخلفا وجوها مذهولة عدا (كايتلن) التي كانت تعرف أن (تشاد) قد وفى بوعده و أعادها.
(بلاين): سنأتي معك جميعنا يا كوزيت.

أومأت برأسها ليخرج جميع من كان في الغرفة عدا (كايتلن) التي كانت تهم بالمغادرة إلا أن يد (كريس) أوقفتها.

نظرت له ممثلة الغضب في ملامحها: لست في مزاج لأجادلك. آلمتها عينيه اللامعتين و قال: لست أعلم زلتي لتغضبي مني هكذا يا كايتلن.

"أخبرتك يا كريس أنا لا أحبك أنك مجرد صديق لا أكثر"
"تكذبين كفي عن الكذب أرجوك"

تنفست بقوة محاولة كتم دموعها و قالت: علي الذهاب. مشت مبتعدة عنه قبل أن تنهار و لكنها صدمت حين وجدت (بلاين) عند عتبة الباب وقد بدى و خائباً.
"ب..بلاين!"
"هيا لنذهب لقد سبقنا الجميع"

تدرك في قرارة نفسها أن (بلاين) قد سمع حديثها هي و (كريس) ، كم شعرت بالخجل و الألم. بدى (كريس) مكسوراً و يبدو أن لن يلحق بهم للإطمئنان على والدة (يلموك).

*****
يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن