ج44

619 49 8
                                    

"أنهى توم حياته بأن ضغط على الزناد ليسقط أرضاً ميتا بعد أن فجر رأسه بطلق ناري". أنهى (تشاد) روايته و وضعها على المنضدة بجانبه ، لقد أخبره بالأمس أحد الهياكل ممن أرسلهم ليترصد بمستشعرة الختم و إبنة (ستوم) الصغرى أنهما نجحا في الهروب.

زفر و كأن حملا قد إنزاح من صدره ، لقد أخبره طبيبه أن يأخذ قسطا من الراحة و يتجهز لإجراء عملية إزالة الورم الذي ظهر في كبده. شعر بالوجع و الدوار فأرجع رأسه يتنفس على مهل ، عليه أن يخبر أمه و شقيقته عن وضعه الصحي في حالة لم ينجو من العملية و لكن الطبيب أخبره أن نسبة نجاح العملية و تخلصه من الورم كبيرة ، و لكن مع هذا هو يدرك أن والده قد يأمر بالتخلص منه بعد أن قام بتهريب أحد أهم المعتقلين في البناء الأسود.

أمسك هاتفه و أرسل لـ(كايتلن) يخبرها أنه سيزورهم اليوم و يجب عليها أن تتواجد.

"يالك من شقي يا تشاد، لقد طلب منك أن تسترخي في السرير و لا تقوم بأي حركة ، هل نسيت أن عمليتك بعد يومين".

نظر لها بطرف عينه لقد كانت (بيتونيا شتيجن) الفتاة التي يعتقد الجميع أنهما ثنائي ممتاز و لكنه لا يكف عن إبعادها عنه و لكن لسبب ما هي تظل ملتصقه به بطريقة تثير الجنون.

تقدمت منه و أمسكت يده لتشبك أصابعها بأصابعه: رجلي القوي يتألم ، و لكن لا تقلق سأتأكد من أن يقوم هينري تارنر بعمله على أكمل وجه. سحب يديه ، " أنت تعرفين أنني قمت بتهريب بعض السجناء". زمت شفتيها بضيق ، و ردت بسرعه: نعم أعلم، و لكن هذا لا يعني أنني سأعتبرك خائنا كما يفعل والدك الآن ، تشاد أنا أحبك أتفهم لن أدع أمرا كهذا يعرقل علاقتنا.

ابتسم بسخرية و هو يراجع كلماتها ، لسبب ما تذكر والده و هو يترنم بأشعار الغزل و الحب لوالدته أما الآن فهو بين أحضان عشيقته (ناتالي) بينما تقاصي والدته المشاق في حياة لم تتعودها بعد، كم يكرهه و كم يكره الطريقة التي يتصرف بها و كأنه ليس السبب في تفكك عائلته الآن.

" بيتونيا، أنا خائن ، اعتبريني خائنًا ولتذهبي قبل أن تكوني خائنة في نظر الآخرين ".
قبضت علي يده بين يديها ، وقالت بصوت تحاول أن تظهر شجاعتها ، هو يعلم (بيتونيا) لطالما ظهرت بمظهر الفتاة القوية التي لا تهتم للأصدقاء ، العائلة و الحب و لكن الأمر تغير بعد ما باحت له بمشاعرها ذلك اليوم. هو لم يرفضها لأنه يستطيع استشعار بعض البراءة في عينيها حتى و إن كانت من عائلة ذلت تاريخ أسود و تنتمي للـ(فينكسل) ، الأمر الوحيد الذي يمقته هو أنها معه في نفس الحفرة الملطخة بدم الأبرياء.

"لو قفزت نحو الهاوية سأقفز معك ، أنا معك للأبد و لن أسمح لأحد بأن يؤذيك".

بدون سابق إنذار ، دخل والده بوجهه الغاضب و أشار لـ(بيتونيا) بأن تغادر حتى دون أن تلتقي عينه بعين ولده. ألقت نظراتها القلقة على (تشاد) و تركته يده لتمشي متوجهة للخارج.

إقترب منه و جلست على المنضدة التي كانت بجانبه، عيونه اللامعة تدل على الخبث ، ما يزال غير مستوعب أن الرجل الذي يقف أمامه هو والده.

"كيف تشعر الآن يا بني".

مسح على شعر ابنه البني ، لقد أدرك منذ صغر أطفاله أن (تشاد) و (جايد) قد ورثا لون شعره البني بينما أخذت الثلاثة لون عينيه الرماديتين. تذكر طفلته (كايتلن) و كيف أنها تشبه أمها.

"من الغريب أن تفكر في أمي و كايتلن!".
"ألم أخبرك أن تتوقف عن قراءة أفكار الناس يا تشاد".
"هل ما زلت تصنف نفسك ضمن الناس يا أبي".

قرب رأسه و عيونه تحمل معاني الغضب بأسمى معانيه ، " ما زلت أحاول إختلاق عذر لتهريبك لإحدى أهم السجناء للمجلس حتى أن جايد اضطر أن يرمي التهمة في أحدى الحراس لتهرب أنت من العقوبة".

ابتسم باستهزاء: و هل طلبت منكم ذلك، أنا الذي أطلقت سراح السجينتين فتوقف عن لوم الأبرياء. أمسك (جيمس) بياقة قميص (تشاد) ورفعه و قال بصوت حانق : أيه الوغد ، أنت أحد أهم الفينكسل و إظهار الرحمة يدل على الخيانة و الموت".
أنزله بعد أن لاحظ تحول لون وجه (تشاد) للأزرق بسبب الاختناق، قال و هو يحيل ظهره لإبنه الذي يلتقط أنفاسه: لا تدعني اؤذيك يا تشاد.

توجه نحو الباب ليسمع (تشاد) يقول: لقد سبق و فعلت حين أبعدتنا عن أمي.

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن