ج 25

874 55 11
                                    

وقف أعلى التلة التي تقع خلف محطة الوقود التي تقود لخارج المدينة. لقد عاد لتو من كوخ كان في وسط الغابة بعد أن سمع صوت صراخ عالي. كان يفترض به أن يملئ خزان الوقود و يعود لمنزله بسرعه و لكن ذلك الصراخ أوقفه ليكتشف في النهاية أن الصرخة جائت من كوخ يحوي جثة شابة في منتصف العشرينات. الأغرب من ذلك أن الجثة كانت قد بدأت تتعفن هذا يعني أنها ماتت منذ أسابيع.

عليه الآن أن يتصل بالشرطة و تبا لهذا فسيكون عليه تحمل أسئلة الشرطة الروتينية عن السبب الذي جعله يتواجد هناك و يكتشف الجثة. و لكن من فعل ذلك؟، هل هم الفنكسل؟. و لكن ألا يفترض لو أنهم الفنكسل أن يستهلكوا كل جثتها ، و لكن الذي فعل ذلك لم يفعل ذلك بل اكتفى بقتلها و الهرب. ربما هو أحد الفنكسل و لكن تعمد فعل ذلك ليبعد الشبهة عنهم.

يبعد الشبهة!؟، و كأنهم لو كانوا الفنكسل و علمت بأمرهم الشرطة ستفعل شيئا. إنهم يسرحون و يمرحون في المدينة مع تلك الكائنات و لا أحد يردعهم. شعر بالغضب كونه لا يستطيع فعل شيء لإيقافهم.

"عامل الوقود يعتقد أنك هربت". نظر بطرف عينه لـ (كريس) الذي ظهر فجأة من حيث لا يدري. وقف مواجها له بملامح باردة.

(بلاين): ما الذي تريده؟.
(كريس):لا شيء.
(بلاين): هه سخيف و لكن دعني أحزر.
(كريس): تفضل.
(بلاين): و كأنني أطلب رأيك ، أظنك جئت لتتأكد من أن شخصا قد عثر على الفتاة التي قتلتموها في ذلك الكوخ المتهالك في الغابة.

عقد (كريس) حاجبيه بضيق، و رد و هو يرجع شعره للوراء و يتنفس الصعداء: دعني أوقف شكوك لهذا الحد ، فنحن لم نقتل فتاة هذا اليوم. إبتسم (بلاين) بسخرية ، وقال: و من قال أنها ماتت اليوم، من وضع الجثة يبدو أنها ماتت منذ أسابيع. زم (كريس) شفتيه و هو ينظر للأفق و أستوعب (بلاين) أن الموضوع لا يهم (كريس) أو يشغل حيزا حتى في عقله. "ألن تجيب ؟". أعاد بصره لوجه (بلاين) الغاضب، و قال بنبرة هادئة: لقد أجبتك، و الآن إلى اللقاء. و أحال ظهره ليغادر متجاهلا نداء (بلاين) له. ما بال (كريس) في العادة يستفزه بكلماته المعتادة إلا أنه بدى هادئا و ضائعاً هذه المرة. زفر و نزل التلة متوجها لسيارته و عقله يفكر في أمر تلك الجثة التي عثر عليها.

******

جلست و هي تنظر لهاتفها الذي وجدته موضعا على المنضدة في الصالة، لقد غادر شقيقيها لتو و لا يمكنها أن تنكر أن ودت لو يبقيان أكثر فمكوثهم الليلة على العشاء ذكرها بالأيام التي مضت. "فالتنامي يا كايتلن فقد تأخر الوقت". نظرت لأمها التي كانت تجلس على الأريكة و هي تمسد جبهتها مغمضة عينيها. "أ أنت سعيدة؟".

ابتسمت أمها بارتياح ، و ردت: لا يمكنني أن أنكر ذلك. هزت (كايتلن) رأسها برضى و قالت و هي تمدد جسدها و تتثاءب . " هذا رائع ، حسنا إذا تصبحين على خير يا أمي".

صعدت لغرفتها و هي تقلب الرسائل التي لم تود عليها "كايتلن". تراجعت للوراء و هي تتجرع ريقها بخوف و تنظر بعيون مفتوحة لشخص الذي يقف أمامها.

*******

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن