ج 33

787 43 5
                                    

نظر إلى (كريس) الذي تقدم نحو الدرج بخطى بدت و كأنها مهزوزة و خائفة من شيء ما. "أصدقني القول يا كريس ، ما خطبك؟". التفت له (كريس) بحاجبين معقودين و كأنه لم يستسغ ما سمعه من (بلاين) أو أنه كان ذا وقع غريب على أذنيه ، فقد مضت مدة طويلة جدا منذ أن سمع (بلاين) يسأله عن أحواله. " أنا على مايرام لا تقلق ، أستشعر وجود (كايتلن) في الطابق الثالث ، هيا فالنتوجه إلى المصعد". توقف (بلاين) و نظر له بدهشة بالغة ، وقال: مصعد! ، واو لم أتوقع ذلك. إبتسم (بلاين) بسخرية و رد و هو يسترسل صعوده لدرج: أهلا بك في منزل عائلة البايتينيتو.

‏قادهما الدرج إلى ممر يمتد لليمين و اليسار بمساحات واسعة و معبدة بالرخام الذي بات يميل من الأسود لرمادي القاتم ، كما كانت هناك بعض النقوش التي تزين الرخام الذي يغطي الجدران. " أتسائل عما تعنيه هذه النقوش". توقف (كريس) و نظر لها بتمعن لتبدو بعدها ملامح التقزز على وجهه، و رد بنبرة جافه و عينيه مركزتان لناحية اليسار: صدقني لن تود أن تعرف و الآن إبق قريبا مني فهناك ظلال تحرس المكان هنا ، لذا ببقائك بجانبي سأستطيع تمويه وجودك. اومأ( بلاين) برأسه.

‏****

‏"أرجوك يا يلموك كل القليل على الأقل ، إنك تبدو شاحبا، و صدقني هذا لن يعيد أمك". نظر (يلموك) لها و وجهه يحمل الذبول و الضعف بأسمى معانيه.

‏- هل تظنين أنها بخير يا كوزيت؟.
‏- بالتأكيد فوالدتك قوية يا عزيزي.

‏أسند رأسه على كتفها و هو يستوعب ما حدث في اللحظات التي مضت. لقد أخبرتهم (كريستا) أن شخصا ما قام بإقامة المأدبة في غير وقتها اليوم و قد عمت الفوضى المدينة ، و السبب لأنه لم يكن هناك أحد مستعد لذلك. رفع رأسه و صورة والدته تلازم عقله و أفكاره ، من قد يقتحم غرفتها في المستشفى ، ولما حتى؟. التفت لـ (كوزيت) و هي تمد يدها له و تقول و عيونها الخضراء اللامعة تنظر إليه. " هي أيها الرجل القوي فالنعد للمدينة و كفى تأملا للبحر".

‏****
‏" عليك أن تتعلم مني كيف تقوم بتظليل رجال الظل بدل مواجهتهم يا بلاين". رمق (بلاين) (كريس) و هو يضغط على زر الطابق الثالث ، وقال: أنت لم تظللهم ، أنت فقط ظللت وجودي معك و هم بالتأكيد لن يقوموا بمهاجمتك كونك منهم. إبتسم (كريس) تلك الإبتسامة المصطنعة ، فجأة توقف المصعد عند الطابق الثاني لينفتح المصعد كاشفا عن الشخص الذي كان أحد الأشخاص الذي لم يود (كريس) أن يكتشفوا ولوجه هو و (بلاين) هنا. وقف (جايد) بوجه متحجر ينظر نحو (كريس) متجاهلا وجود (بلاين) في المصعد ، وقال: همم ، لدينا خائن على ما يبدو.

‏****

‏كان جو الغرفة صافيا و باردا مما أشعرها بالرغبة في إحضار غطاء آخر ، ما تزال غير قادرة على إستعاب مكانها فجسدها ، كل حاسة في جسدها مخدرة مما يجعل كل شيء يبدو يبدو مشوشا أمامها. حاولت رفع جسدها لتجلس فباغتها ألم فظيع في رقبتها ، هذا صحيح ذلك الشخص الذي هاجمها في الجامعة. "تبا ، لقد ظننت أنني في عداد الموتى". دعكت عينيها و أرجعت شعرها للوراء ليتبين لها أين هي. توسعت عينيها و هي تتأمل الغرفة الفخمة التي ترقد فيها. " أ..أين أنا؟!.

‏يتبع.

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن