ج 70

369 27 35
                                    

ǁتبقى على مائدة الدماء ست عشرة ساعةǁ

إنتهوا من وضع الحراس و هي دمى سوداء على شكل فرسان يمتطون أحصنة ضخمة و قد كانت الدمى صغيرة الحجم، نظر (آيس) إلى (كوزيت) و هي الشخص الوحيد الذي يتقن إستخدام الحراس. إبتعد كل من (كريستا) و (آيس) عن مكان وقوف (كوزيت) التي جثت بجانب و بدأت بقراءة سطور بلغة قديمة لساحراتٍ كن قد سكن المدينة منذ أمد بعيد و قد كن يستخدمن الحراس لحمايتهن وتم حفظ تعىيذاتهن في كناب عثر عليه (بين) في إحدى إستكشافاته في الغابة  و أعطاه لـ(كوزيت) لانه كان واثقا من أنها الوحيدة القادرة على الاستفادة منه كما يجب ، و الآن فهم يستخدمون الحراس حين يحين وقت مائدة الدماء ليقوموا بحماية باقي السكان فالبطبع لا تقدر الشرطة على أن ترفع إصبعا واحدا معترضا و إلا سيتم قتلهم في اليوم التالي. عليهم الرضى و الخضوع لطقوس المدينة و إلا فإن الأذى سيطالهم كذلك.

تطاير شعرها الأصهب في الهواء و هي تردد سطورها بصوت خافت و بالكاد تسمع هسهسة منها. التفتت (كريستا) له: أخبرني يا آيس هل هذه هي الجهة الأخيرة التي يجب علينا وضع الحراس فيها؟.

أومأ له إيجاباً ثم تابعا (كوزيت) و هي تتلو سطرها الأخير لتختفي دمى الحراس من أمامها و كأن الأرض إنشقت و ابتلعت كل شيء. "حسنا سيكون هذا كفيل بتقليل الأضرار"، قالت (كوزيت) و هي تقوم و تنفض الثلج الذي إلتصق بتنورتها السوداء.

- كريستا: لنعد للبقية إذا.

مشى الثلاثة و كل واحد فيهم سارح في أفكار و تخيلاته ليوم غد ، الجميع يسعد و يسر بيوم مائدة الدماء إلا هم ، ففي ذلك اليوم سيكون عليهم أن يربطوا أنفسهم بسلاسل من الحديد الدمشقي الأسود في مكان معتم حتى لا يذهبوا للمنحى فالجميع سيكون تحت سيطرة سيد الختم غدا ، المستشعرين و الجزارين و الأضاحي و هم أولئك الأناس العاديون بلا أي إرتباط بالختم و هم يكونون بكامل الجهل عن ما يجري في المدينة و لكن ينتهي بهم المطاف كوجبة للجزارين و المستشعرين في ذلك اليوم.

-آيس: تبا، حين أتذكر أنني سأقضي يوما كاملا مربطًا بإحكام بالسلاسل يجعلني الأمر أشعر بألم في البطن.
-كريستا: معك حق، سحقا لليوم الذي ذهب فيه أجدادنا و عقدوا إتفاقا مع ذلك المسخ.
- كوزيت: أعني أن يكون لدينا عقد معه أفضل من أن نكون أضحية يحتمل أن تموت في أي لحظة.

نظر (آيس) لها بدهشة: كوزي! في أي جانب أنت بالضبط؟. ضحكت محاولة التقليل من قلها فهي أيضا لا يمكنها ألا تقلق بسبب الغد مهما مثلت: أنا في جانب المنطق يا آيس، هذا كل ما في الأمر.

***

إنتهت من الإطمئنان على (أنتون) و الأطفال ، لقد كانوا قد خلدوا لنوم في الأسرة التي أشتراها لهم (فين) و وضعها في القبو مؤقتا بسبب مائدة الدماء.
جلست أمام الشرفة تحدق للخارج محاولة أن تتخيل كيف سيبدو الغد ، وما هي حجة للمبيت في بيت (فين) دون أن تتعوض لاستجواب قاسي من قبل والدتها التي ما أنفكت تتصل بها تسألها عن مكانها الحالي.

"هل أنت قلقة؟"

التفت خلفها و لكن ذراعيه كانتا أسرع إذ طوقها بهما من الخلف، قالت وهي تشعر أنها ستنهار خجلا: كريس هل جننت؟. " ما المشكلة في شخص يحتضن حبيبته ليخفف من قلقها؟".

إحمر خديها وقالت بنبرة خافته: ليس هنا ماذا لو ظهر بلاين أو يلموك إننا لم نخبرهم أننا نتواعد. إبتعد و أحالها لتواجهه، وقال: ليسوا بحاجة ليعرفوا مثل هذه الأمور. عقدت حاجبيها و هي ترى وجهه الذي يحاول قدر الإمكان أن يخبئ القلق و التوتر. مسحت على خده مما جعله يحدق في عينيها بدهشة، وقالت: أنت هو القلق هنا أيه المخادع ، أخبرني ما الأمر.

زفر و أخذ نفسها عميقا ، وقال: غدا لن أكون كريس الذي تعرفينه، سأكون مجرد مسخ متعطش لدم و اللحم البشري، أنه خارج إرادتي يا كايتلن ، سأكون بمنظر قد يجعلك تكرهينني أكثر من الشيطان نفسه.

إنهار يبكي فقد كان يكره فكره أنه سيكون غدا كحيوان ترعرع في الغاب وليس و كأنه طالب جامعي متحضر و متعلم. إحتضنته و بيدها تربت على ظهره، " أعلم أن الأمر خارج عن إرادتك ، أليس هناك سبيل لتقاوم الأمر؟".
نفى برأسه و لكن تدخل (بلاين) خلفهما وقد بدى أنه كان هناك منذ مدة ليجعل الإثنين يقفزان متفاجئين به.

" كما تعرفين يا كايتلن ، نحن الديوناترز نقوم بتقييد أنفسنا في مائدة الدماء حتى لا نتوجه للمنحى و نتغذى على الأضاحي البشرية و لكن الفينكسل أمثال كريس لا يفعلون ذلك لانه لو فعل كريس ذلك فجماعته ستقضي عليه لا محالة في اليوم التالي و السيناريو الأسوء أنه سيتحول لأضحية، أي أن سيد الختم سيقوم بجعله من جزار لأضحية".

إنسابت دموعها : و لكن لما يسمح لكم أنتم عدم الذهاب للمنحى بينما كريس لا؟.
-بلاين: لأن جميع الديوناترز ضد هذا الأمر ، كما أنه لا بأس بأن يقتلنا الأخرين من الفينكسل و الكلثرايز أو المخلوقات الأخرى بينما الفينكسل مع سيد الختم قلبا و قالبا و كريس هو الوحيد ضدهم لذلك هم لن يخاطروا بقوتهم و مكانتهم عنده ، لذا التضحية بكريس هي أسهل خيار.

نظرت لـ (كريس) و الذي بدى في أقسى مراحل الأنهيار. إقتربت منه و عيني (بلاين) المتوجعتين تنظران لها بغيرة. مسحت على شعره الأسود، وقالت: أعلم يا كريس أنني لن أكرهك في خيار ليس بيدك، هذا محال.

وفي تلك الآونة دخلت( كوزيت) و الآخرين بعد أن أنهوا مهمتهم.

***

يتبع
"توقعاتكم"

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن