ج51

559 54 6
                                    

الجو في السيارة كان هادئًا ، حاول (بلاين) إلتزام الصمت بينما كان الاطفال الثلاثة نائمين في الخلف مع (أنتون) الذي أسند رأسه لنافذة و يتأمل الطريق. عدلت (كايتلن) جلستها ، وقالت: هل كل شيء بخير يا أنتون. رفع عينيه لها: ن.. نعم. شاهدها (بلاين) تبتسم و تقول: سيكون كل شيء على مايرام لا تقلق.

"لقد كنت أنوي أن أقل كريس قبل أن تتصلي بي"

لاحظ ردة فعلها حين قال إسمه و لكنها عادت للعبوس و أردفت : عذرا لم أستطع أن أفكر في شخص يمكن أن يساعدني في تلك اللحظة غيرك.

"أتتذكرينني فقط حين تقعين في المشاكل"

زفرت بنفاد صبر و ردت: لانك الوحيد الذي سيأتي. أحمر وجهه ليحاول تغطيته بياقة معطفه. و قال و قد بدى أنه يهمس لنفسه: دائماً. نظرت له (كايتلن) بعيون مندهشه و لكن لم يعرها أيه أهتمام ، فهو لا يريدها أن ترى وجهه.
"قل لي يا بلاين أعني آيس و كريستا يتواعدان و كذلك كوزيت و يلموك ماذا عندك أنت و كريس؟".
" و لما تسألين ؟"
شعرت بالدم يتدفع لوجهها ، و ردت: أنسى الأمر و زد السرعة لو سمحت. إبتسم بسخرية : على حسب ما أذكر فكريس كان يكن بعض المشاعر لفتاة روسية في تخصصه اسمها تاتيانا لا أعلم إذا ما زال ، و أنا كان لي تاريخ مع أحدهم أفضل عدم التحدث بالأمر فذلك هو الماضي الذي لا فائدة منه ، ماذا عنك؟. قلبت عينيها : لااه.
"ما الذي بهذا من المفترض أن يعنيه".
"لم أحب أحدا سابقا"
"لماذا!!"
"لأنني لم أفعل"
"هل تكذبين الآن؟!"
" أوه جيد لقد وصلنا"
أزالت حزام الآمان و أنتبهت لـ( أنتون) الذي غفى هو كذلك ، قالت محدثة (بلاين): أحمل ليف و تشيس. نزلت تطرق باب (فين) بينما عادت لإيقاظ (أنتون) بسرعة و هي تتلفت و كأن أحد ما يراقبها.

فتح (فين) الباب و قد بدى عليه الدهشة و لكن (بلاين) دخل بسرعة ، وقال: سأشرح لك لاحقاً. أنسلت خلفه (كايتلن) و من معها. و لاحظت (كريس) يرتشف قدحا من القهوة و قد تبدلت ملامحه بعد وقع بصره عليها. إبتسم و قام متجاهلا ألمه: أخيراً كيف حالك. رفعت حاجبها و تجاهلته و هي تحدث (فين): أعتني بهم مؤقتا سأعود غدا. أومأ برأسه بينما مشت هي مسرعة نحو الباب متحاشية نظرات (كريس) المذهولة.

"هناك من تم تجاهله"
"هل قلت لها شيئا؟"

إبتسم (بلاين) بألم: أنا من يسأل نفسه هل فعلت.
*****
مشت مسرعة نحو منزلها فقد شعرت بأن هناك من يلحقها ، الساعة كانت الرابعة عصرا ، السماء ملبدة بالغيوم. أسرعت ( كايتلن بايتينتو) و خلفها ظل أسود يلحقها و يكاد يطيحها أرضا. توقفت بعد أن شعرت أن أنفاسها قد تنقطع لو أسرعت أكثر. التفتت خلفها و قالت: من بحق الجحيم؟. و لكن صوتها أنقطع بعد أن شاهدت شقيقها (جايد) و هو يبتسم و يتقدم نحوها ليحتضنها بقوة.
"تبا يا جايد لقد كنت ستصيبني بسكتة من الخوف"
"أعتذر يا عزيزتي كنت أود مفاجئتك "
"يجب أن تصلح مفهوم المفاجأة عندك أنت و شقيقك"

أمسك يدها و شدها برفق لتمشي معه: هيا المكان ليس آمنا. نظرت لوجهه ، لقد تبدلت ملامحه للجدية و كأنه يرقب شيئا ما ليس بالجيد يحوم في الاجواء.
"كيف عرفت مكاني؟"
"هذا سؤال صعب"
"ما الذي تفعله هنا إذا ؟.
" أنا أخترت أن أكون معك أنت وتشاد"
أفلتت يده غير مستوعبة لما يقول، و أردفت بصوت مهزوز: وضح.
" ستحدث أمور كثيرة سيئة لذا ستحتاجين وجودي أنا و تشاد حولك".

*****

يتبع

الختم ج١ | The Sealحيث تعيش القصص. اكتشف الآن