" كابوس "
يقف ذلك الطِفل الصغير، على قارعة الطريق ينظر لما حدث أمامه قبل دقائِق مضت بِلا اي تعابير تٌقرأ!
كانت إمرأة مٌسنة تٌمسك به قوياً من يداه حتى لا يذهب لوالدته، علامات القلق تٌرسم على محياها ولكن لم تستطع ان تفعل شيئاً سوى ان تٌشاهد اصحاب الحي يتحركون بعجلة ويطلبون النجدة من سيارة الإسعاف الذي مضى على مهاتفتهم له ما يٌقارب العشر دقائق ولم تصل حتى الان بينما السيدة كيم تلتقط انفاسها الاخيرة وعيناها تنظر نحو طِفلها الهادئ أمامها.
كان الطِفل ينظر برهبة نحو والدته المٌغطاه بالدماء ويشعر بأن هذا المشهد هو احد الكوابيس التي تأتي له في بعض الليالي، وان والدته ستقربه بعد قليل لحضنها وتخبره ان يستيقظ ويكف عن البكاء لان هذا كان مٌجرد حلم سيّء.
كان عقلهٌ الباطني يصور له هذا السيناريو، انه مجرد كابوس لا يجب عليه الهلع، سيستيقظ منه بعد قليل، كان يقف بجمود لا يسمع الضجى المٌحيطه به ولا يشعر بيد المٌسنة التي تٌمسك يداه الصغيره بينما تتعرق خوفاً وحزناً.
كان ينظر لعينا والدته التي تلتقط انفاسها الاخيرة وتمد يدها بكل ضعف نحوه، كانت تريد احتضانه لأخر مره بينما تشعر بروحها تنازع للخروج، والالم مٌنتشر في جميع اجزاء جسدها الضعيف، دموعها كانت تشوش الرؤية عليها، لما يأبى صغيرها الاقتراب؟ لما يحرمها من هذا الوداع ؟ كانت تئن بألم وتتسأل بالكثير بينما تحاول الصراخ بأسمه ولكن دون جدوى.
رجْلان وامرأة كانا يحومان حولها بهلع، احدهم يتصل على الإسعاف كل خمس ثواني بينما جارتها تٌمسك بيداها قوياً وتخبرها بأن لا تستسلم من اجل طِفلاها، الذي يقف أمامها والآخر الذي يقبع في احشائِها ولكنها لم تكن تدرك اياً من هذا، كانت تحتاج لحضن طفلها الصغير في هذه الأثناء حتى تستمد القوة منه وتتحمل هذا الالم المخيف.
جاء احد الجيران مٌسرعاً بسيارته، التي كانت مٌعطلة وقد فعل ما بإستطاعته حتى يتمكن من إصلاح ذلك ليساعد السيدة كيم على الوصول للمشفى في الوقت المناسب، اصبح الجميع يتحرك في هلع ويحاول حملها بحذر ولكن في اثناء ذلك، أغمضت عيناها في سلام وتحركت يدها بهدوء ساكنة في الأسفل، توقف النفس وسماع الصوت المٌتألم منها، اصبح الوضع هادئاً ومٌخيفاً، ينظر كلاً مٌنهم نحو الاخر في هلع.
"مالذي حصل!! لماذا توقف الجميع ساعدوني حتى نتمكن من وضع جسدها في المركبة، اسرعوا!!"
تحدث جارها وصديقها مايكل الذي احضر السيارة، خائفاً ان مابعقله قد حدث، يرفض تصديق ذلك، يحاول بكل جٌهده سحب جسدها الراكد لإيصالها لسيارته ولكن لا احد من أفراد الحي يستجيب له.
أنت تقرأ
𝙼𝙾𝙽 𝙱É𝙱É.
Romanceوفي اللحظة التي تٌدرك بها عٌمق الشعور، عظيم المكانة، سمفونية النبضات المٌتسارعة.... تخسر كل شيء. عِندما يفقد الصغير تايهيونغ اخر شخص من أفراد عائلته لتأويه عائلة جيون في بيتها كما يأويه جونغكوك في أحضانه.