الفصل السابع و العشرون

2.2K 280 190
                                    


و لأنني سيدة الكرم كله هاهو فصل آخر استمتعوا به قبل النوم 

*


هناك أناس مهما كبروا سيبقون صغارا ، الطفولة سوف تتجدر فيهم و إن كانت قد مرت عليهم لحظات صعبة أثقلتهم هموما و حزنا و جعلتنا نعتقد أنهم تغيروا و لكن عندما يتعلق الأمر بتاي هو سيعود فورا لذلك الطفل المتهور

تنهد و هو يقف محتجزا و يتمسك بالقضبان الحديدية بينما يحدق بايما التي تجلس أمام مكتب المحقق ، نظر لجانبيه و عندما لم يرى أحد يوليه أي اهتمام هو بدأ ينادي عليها بهمس

" ايما ...... ايما أنظري الي "

و هي رغم سماعها له لم ترد أن تحدق به ، إنها غاضبة منه فذلك الرجل الذي تهجم عليه ليس سوى عجوز مصاب بالخرف و في أحيان كثيرة يعتقدها زوجته التي توفت منذ زمن ، إنه مقيم بقرب المكتبة و ايما متعودة على مسايرته خصوصا عندما يكون تائها عن منزله من أجل أن تعيده و اليوم هو كان تائها و يشعر بالتعاسة و عندما رأى ايما و كما هو معروف لدى المصابين بالزهايمر الذكريات القديمة سوف تطفوا و تتغلب على الحديثة فتجد أنهم يسافرون لذلك الزمن

ايما اقتربت منه بعد أن خرجت من المكتبة حتى تقوده إلى منزله فالممرضة بالتأكيد تكون تبحث عنه و هو كان سعيدا كونها تمسك بكفه و حاول تقبيلها عندما اعتقد أنها زوجته التي اشتاق لها و كان هذا ما جعل تاي الذي كان ينتظرها بقرب السيارة يفقد أعصابه و رشده و يهجم عليه بدون أن يحاول الاستفسار

" ايما لا تتجاهلينني ...... "

الفتت هي بغضب و تحدثت ببرود

" ما الذي تريده ؟ "

" أخبري ذلك المحقق أنني كنت أدافع عنك ........ "

" أنت لم تكن تدافع عني "

" بلا هو كان سيقبلك ....... "

" و من أخبرك أنني رافضة لقبلته "

توسعت عينيه و صرخ عليها

" أيتها الـ ......... "

في تلك اللحظة التفت له المحقق الذي كان يحاول البحث في الخزانة عن أحد الملفات

" ألن تخرس أنت ؟ "

عندها جعل من ملامحه باكية و انتحب كالأطفال

" أريد أخي "

و في هذه اللحظة بالذات توقف بيكهيون بسيارته بقرب المركز و فتح حزام الأمان لينزل و تحدث مع جونغو الذي نزل من الجانب الآخر

" لا تنسى اجعله يبقى الليلة هنا "

" بيكهيون ألا تعتقد أنك تقسو عليه ؟ "

" أبدا هو يستحق لأن هذا سيكون فقط بداية مشاكله الطفولية و طيشه الذي لن ينتهي أبدا "

حرك جونغو كتفيه بعدم اهتمام بعد أن سار بيكهيون قبله و همس

الملاك الأسود / The black angelحيث تعيش القصص. اكتشف الآن