الملاك الأسود / The black angel

الفصل الواحد و الثلاثون

طبعا كنت عاملة هاد الحساب فما عندي مشكلة اني احدثت

عشان تدخلو جو الي تعرف و تقدر تفهم أغنية " حاتم  عمور - اذا راح الغالي "  تحطها البكاء مظمون 

*

ما راح اقول استمتعوا  

بعد أن ترمي آخر وردة على صندوق مقفل يحمل من أحببت أكثر من نفسك ، تنفسته أكثر من روحك لحظتها فقط سوف تدرك أن القدر منحك كثيرا من الفرص لتكون معه و لكنك خسرت آخر اللحظات معه و أنت تحاول ايلامه ملاحقا مبادئ بالية ..... مبادئ ستفني الجميع و تجعلهم يخسرون مزيدا و مزيدا بدون أن يكسبوها ، مبادئ سوف تبقى فقط خدعة نخدع أنفسنا بها لنرى أنفسنا مثاليين و نحن فقط ناقصين

و فعلا تانيا هي من كانت تحمل آخر وردة بيضاء ، لم تتمكن دموعها من مواساتها ولا حتى أنفاسها المثقلة ، لم تعتقد أنه سوف يغادرها بطريقة كتلك ، لم تعتقد أن كلماتها القاسية بحقه سيكون آخر حوار لها معه

دفع والدها بها الكرسي لترمي تلك الوردة و خرجت شهقاتها بتعب فمهما بكت لن يكون كافيا لخسارتها الفادحة ، أغمضت عينيها و رفعت رأسها نحو تلك السماء الكئيبة ، سماء رمادية  و تبقى خالية من النجوم ، وضعت كفها على بطنها و فتحت عينيها تنساب دموعها على جانب وجنتيها و والدتها اقتربت منها لتضع كفيها على كتفيها و بصوت مليئ بتعثرات البكاء تحدثت

" ابنتي ....... يكفيك بكاء "

نفت تانيا ليخرج تنهدها العميق بارتجاف لتتحدث أخيرا

" أريد أن أبقى وحدي معه "

تمت عملية الدفن و تاي كان يبدو جامد الملامح ، الحياة هربت من نظراته و ايما كانت تواسيه و لكن مهما واسته فهل ستكون قادرة على تعويضه ، وقف يحدق بتانيا بينما الناس يغادرون واحدا تلوى الآخر حتى لم يبقى سواهما و هو اقترب منها بهدوء ، جلس القرفصاء أمامها و أمسك بكفيها لينبس باسمها ثم رفع نظراته نحو عينيها الحزينتين

" تانيا ..... "

حدقت به و احتلتها شهقاتها لتخرج كلماتها هامسة كئيبة

" لقد ذهب يا تاي ....... بيكهيون لم يعد موجودا فمن سيحبني مثلما أحبني هو "

" نحن لن نتركك يا تانيا ..... "

" أنا كنت سيئة معه ،  في لحظاته الأخيرة جعلته يتألم "

" أرجوك لا تبكي ....... دموعك تؤلمه أكثر من أي شيء "

" أنا لو بكيته طول حياتي فلن أكتفي يا تاي ....... هو الوحيد الذي أحبني و قدم لي حياته ، أنا كان يجب أن أغمض عيني عن كل شيء ، كان يجب أن أصم أذني عن سماع أي شيء و لكنني كنت أنانية "