الفصل السادس و الثلاثون

2.5K 261 257
                                    

مساء الخير يا جماعة 

*

استمتعوا 


اذا كان الهدوء هو حقا ما نبحث عنه في هذه الحياة ، فلما في اللحظة التي يتحقق بها ذلك نحن نشعر بالنقص ؟ لما نبقى في خوف و توجس دائم ؟

أسدل الليل ستائره الخالية من النجوم و تانيا كانت لا تزال تحت تأثير المخدر بينما آنجل كانت في غرفة الحضانة أين هناك الكثير من الأعين تراقبها من بعيد و هناك أعين تحرسها بقلب يخفق ، لقد كانت ليفيا تبتسم و تضع كفها على الزجاج و تحركها برقة كأنها تربت على ظهر و رأس صغيرتها ، هذه الفتاة منحتها شعورا مختلفا تماما ، جعلتها تدخل فعلا في تلك المرحلة الجديدة من حياتها

" يا حبيبة جدتك .... أرجو أن تكوني كوالدك  "

و بذكر والدها الذي كان تواقا أكثر من أي أحد لرؤيتها ، هو كان لا يزال محتجزا في مركز الشرطة ، يجلس في زنزانة احتجاز ، في ركن مظلم و ينتظر بهدوء و صمت ، سمع خطوات تسير و لكنه لم يكلف نفسه عناء رفع رأسه و التحديق بصاحبها ، وقف صاحب الخطوات أمامه و تحدث

" بيون بيكهيون أنت حر "

رفع رأسه و لم يكن سوى تشانيول الذي يبتسم باتساع ، فتح الباب له و بيكهيون استقام بدون أن يقول كلمة ، ابتعد تشانيول و بيكهيون خرج ليقفل الآخر الباب من خلفه و ربت على كتفه ليتحدث

" لقد تمت تسوية وضعك ..... أنت حي بيكهيون و بلاك لم يعد له أي وجود ،  لقد اختفى كما يختفي الرماد بعد أن يحلق في الهواء "

أومأ الآخر بصمت و كم وجد أن الأمر صعبا من أجل قول أي شيء ، حدق بتشانيول و الكلمة التي خرجت منه كانت امتنان

" أنا ممتنة لك تشانيول "

" لا يوجد امتنان بين الأصدقاء ...... هيا لا يجب أن تضيع مزيدا من الوقت آنجل تنتظرك منذ ساعات "

ابتسم بخفوت و التفت ليغادر بينما تشانيول وضع كفيه بجيوب بنطاله و تحدث من خلفه

" سوف آتي لزيارتها غدا "

و بيكهيون لم يجبه و فقط رفع كفه و لوح له ليخرج الآخر هاتفه بابتسامة ، بحث قليلا و وضعه على آذانه ليتحدث بينما يسير نحو باب الخروج

" حبيبتي اشتقت لك "

وقف بيكهيون خارج مركز الشرطة و تنهد بقوة ليخرج تنهده على شكل بخار ، رفع كفه التي تحمل هويته و ابتسم لأنه هذه المرة لن يكون سوى بيكهيون ، لا يريد أن يكون بلاك ولا أن يكون كيم بيكهيون ، يريد أن يبقى بيون بيكهيون و يعيش لحبيبته و ابنته فقط

وضع كفيه بجيبه و سار في الشارع المظلم و المليئ بالثلوج ، كان يسير تحت أضواء الشارع و في كل خطوة نحو حياته هو كان يهتز فرحا و شوقا لحياة هادئة ، لحياة يكون فيها بيون بيكهيون الكاتب و لو أنه يفضل الابتعاد عن الأضواء

الملاك الأسود / The black angelحيث تعيش القصص. اكتشف الآن