(8)
سيلين:
لقد مضى أسبوع كامل على عودتي للجنوب. لم أقابل الجوكر مطلقاً ولم أسمع أي شيء عنه.
بدأت عملاً جديداً مؤقتاً كمنظِّمة لأحد الفنادق الفاخرة. هذا مجرد تمهيد للهدف الذي أطمح إليه. ولكنني فقط أنتظر شفاء يدي تماماً. لازلت لا أستطيع تحريكها.
اتجهت إلى أحد الضيوف المقيمين في الفندق بعد أن قام باستدعائي.
كان يبدو في الأربعين من عمره ومن ملابسه الفاخرة وإقامته في هذا الفندق أدرك أنه ثري جداً. سألته قائلة بابتسامة رسمية:
-بماذا أستطيع أن أساعدك سيدي؟؟ردّ علي بتعجرف استفزني:
-أريدك أن تحجزي لي طاولة من الدرجة الأولى مع عشاء خفيف لشخصين في مكان منعزل وبعيد عن الضجيج قليلاً. أريد أن يكون كل شيء مُعدّاً في تمام التاسعة.تجاهلت طريقته المتكبرة بالكلام وقلت:
-هل يناسبك أن أجهز لك الطاولة على الشرفة الثالثة؟؟ سيكون الموقع ملائماً لرغبتك.أومأ لي موافقاً فانصرفت وأمرت العاملين بتجهيز الطاولة المطلوبة.
لا يزال هناك ساعة حتى الموعد المحدد ولذا أخبرت إحدى العاملات أن تخبرني حالما يصل الضيف فأنا سأكون في مكتبي.
انشغلت بمراجعة بعض الملفات التي تخص عقودنا مع بعض الشركات والمحلات ولم أشعر بمرور الوقت إلا حين دخلت العاملة لتخبرني أن الضيف أتى.
ولذا أسرعت إليه ووجدته يقف أمام طاولة الاستقبال وقد كان يبدو في الأربعينيات أيضاً وبملابس راقية تدل على ثرائه.
ابتسمت وأنا أقول:
-أهلا بك سيدي في فندقنا. إن السيد جونز ينتظرك. تعال معي لأرشدك إلى مكانه.انتبه لي إذ أنه كان شارداً ونظر نحوي بابتسامة بسيطة وقال:
-شكراً لك.سرت رعشة في كامل أنحاء جسدي عندما تلاقت نظراتنا. هذه النظرة وهذه الابتسامة وهذا الصوت. إنه بالتأكيد هو. أنا واثقة من ذلك.
استدرت بسرعة وتقدمته بالمسير كي لا يلاحظ أنني تعرفت عليه.
لا أصدق هذا. رغم أن الذي أمامي شخص مختلف تماماً بالشكل ولكنني واثقة أنه الجوكر. لما أتى إلى هنا؟؟ أشعر برغبة بفضحه أمام الجميع ولكني لست حمقاء لأفعل ذلك.
سأتصرف وكأنني لم أتعرف عليه.
ولكن أعترف أنه ممثل محترف حقاً. لم يطرف له جفن حينما رآني ولم يبدي أي ملامح للصدمة. لقد تصرف وكأنه لا يعرفني حقاً. ياله مخادع كبير.
وصلنا إلى الطاولة المطلوبة وحيا مضيفه وجلسا بعدها. وأتت عاملة لتأخذ معطف الجوكر ثم أتى النادل ليسألهما إن كانا يريدان أي شيء آخر وبدأا بعدها يتناقشان في أمر ما لم أستطع سماعه لأنني كنت أراقبهما من بعيد فقط.
أنت تقرأ
لحن الكاميليا || Camellia Melody
عاطفيةلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...