ليلٌ لا ينتهي

3.5K 242 237
                                    

(21)

سيلين:

زفرت نفساً حانقاً للمرة المئة في هذه الساعة وأنا أتامل شكلي في المرآة.

لا يمكن. هذا مستحيل. لن أخرج بفستانٍ أبداً.

أبدو سخيفةً جداً.

لن أذهب لتلك الحفلة الغبية أبداً.

جفلت وأنا أسمع صوت جرس المنزل. نظرت إلى الساعة لأجدها تجاوزت الثامنة بقليل. إنه رين حتماً رغم أنه لا يزال هناك نصف ساعة على موعد قدومه.

يا إلهي. لن أظهر بهذا الفستان أمامه. هذا مخزٍ جداً.

رن الجرس مجدداً.

رأيت بوب يجري نحوي وهو يهزّ ذيله بسعادة. نبح مرتين ثم جرى باتجاه باب المنزل مجدداً.

إنه ينبهني أنّ الجرس يرن. ولابد أنه اشتمّ رائحة رين ولهذا يهزّ ذيله تعبيراً عن سعادته بقدومه.

تنهدت بيأس وتوجهت نحو الباب بعد أن ارتديت معطفاً سميكاً وطويلاً لتغطية الفستان.

فتحت الباب لأقابل نظرات رين المستاءة من تأخري بفتح الباب.

لاحظت كم يبدو أنيقاً هذه الليلة. الأسود يليق به حتماً. ومن الواضح أنه يفضل الألوان الداكنة.

إذ كان يرتدي قميصاً أسوداً مع بنطالٍ أسودٍ أيضاً ومعطفٍ رماديٍّ داكن. وقد صفف شعره نحو الخلف بطريقة جذابة وبالطبع رائحة عطره الرجولي المعتاد كانت طاغية.

شعرت باضطرابٍ شديدٍ وأنا أقف أمامه وحاولت تمالك نفسي قدر الإمكان وتجاهل جاذبيته الشديدة وأنا أقول باستياء:
-رين اسمعني. إمّا أن أرتدي ما أريد أو لن أذهب إلى هذه الحفلة أبداً. لن أرتدي فستاناً سخيفاً أبداً.

رفع حاجبيه باستغراب قبل أن ينتبه لملابسي. سألني قائلاً باستياءٍ مماثل:
-ألم تنتهي من تحضير نفسك حتى الآن!! لو كلفتك بالقبض على رئيس العصابة لأنهيتِ المهمة في زمنٍ أقل.

وبالنسبة لموضوع الفستان فأنا لا أطلب منك الذهاب إلى الحفلة بملابس السباحة مثلاً. إنه مجرد فستانٌ وليس أمراً يحتاج لكلّ هذا العناد.

عبست قائلة:
-إنه يجعلني أبدو كال...

رمقني بتساؤل منتظراً أن أكمل جملتي ومجدداً شعرت باضطرابٍ عميق عندما تلاقت نظراتنا ولكني حاولت تجاهل ذلك بشدة وتنهدت باستياء قائلة:
-كالفتيات. أنا أبدو كالفتيات السخيفات ذوات الفساتين. أنا محققة ولن أسمح لفستانٍ غبيٍّ أن ينقص من مكانتي. ولذا لن أرتديه أبداً.

رمش رين بعينيه عدة مراتٍ وهو يحاول استيعاب ما قلته.

احتلت ابتسامة واسعة وساخرة شفتيه وكادت تتحول لضحكةٍ لولا أنه عضّ شفته بقوة كاتماً إياها.

لحن الكاميليا || Camellia Melodyحيث تعيش القصص. اكتشف الآن