(10)
سيلين:
وصلت إلى مكان عملي الجديد أخيراً. مرتدية الزي الرسمي ذي اللون الأزرق الكحلي والخطوط الذهبية على أطرافه لأول مرة منذ زمن طويل وقد جمعت شعري وربطته كي لا يعيقني في العمل.
كان المبنى ضخماً ومكوناً من عشر طوابق على الأقل.
لم أستطع أن أخفي ابتسامتي وأنا أتأمل المبنى. وأخيراً تمكنت من الوصول إلى هنا. أنا سعيدة بذلك حقاً رغم كل شيء.
أخذت نفساً عميقاً واستعدت ملامح البرود المعتادة وتوجهت نحو المدخل.
كان هناك حارسان ضخمان على الباب سمحا لي بالدخول دون نقاش. ويبدو أن لديهم أوامر مسبقة بالسماح لي بالدخول.كان المبنى من الداخل كخلية النحل تماماً يتحركون بلا توقف ولا أحد لاحظ وجودي حتى. ولكن الجميع يرتدي الزي الرسمي الذي يشير إلى أنهم من الشرطة كالزي الذي أرتديه الآن.
كان هذا الطابق مقسم إلى مكاتب كثيرة وهناك بلا توقف أناس يدخلون ويخرجون منها باستمرار حاملين أوراق أو ملفات ويبدو عليهم الانشغال الشديد.
بدأت السير باتجاه الداخل وأنا لا أعلم أين يجب أن أتوجه فهو لم يخبرني بالضبط ولا أجد أحداً هنا مستعداً لإجابتي.
-المحققة سيلين أليس كذلك؟؟
التفت إلى مصدر الصوت ووجدت شاباً أشقر الشعر بعينين خضراوين وأقصر مني بقليل يبتسم ابتسامة سعيدة وغبية كطفل صغير عثر على أمه فأجبته بعبوس واقتضاب:
-أجل. من أنت؟؟لم تتزحزح ابتسامته وهو يقول:
-أنا أدعى آيدن كلاود وأنا محقق في الفريق الأول ولقد طُلِب مني إرشادك. ولذا اتبعيني.وبدأ السير بالفعل ولذا تبعته بصمت. ولكنه لم يتوقف عن الكلام طوال فترة سيرنا بل بدأ يشرح لي عن المكان وقال:
-كما ترين هذا المبنى مكون من عشر طوابق وكل طابق مخصص لفريق معين. لدينا تسعة فرق خاصة تحتل الطوابق جميعها باستثناء الطابق الأول الذي نحن فيه الآن فهو مخصص للإدارة والعلاقات العامة وتنظيم عمل بقية الفرق وتوزيع المهام.نحن الفريق الأول وأنتِ ستكونين محققة فيه وفريقنا يحتل الطابق الخامس. وتوزيع الفرق على الطوابق عشوائي ويتغير أحياناً.
كنا قد وصلنا إلى المصعد وضغط زر الطابق الخامس. كان يتكلم بحماس شديد وهو يعرفني على المكان بينما كنت أنا أتصرف بلامبالاة وعدم اهتمام وكأن الأمر لا يهمني أبداً رغم أنني مصغية بعمق لكل كلمة يقولها وحماستي لا تقل عن حماسته.
تابع قائلاً:
-كل فريق مسؤول عن مهمات معينة.
فالفريق السابع مثلاً يتولى جرائم القتل والفريق الثامن يتولى عمليات السرقة والتاسع يتولى عمليات التخريب وهكذا.
أنت تقرأ
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romanceلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...