(24)
سيلين:
تجنبت لكمةً قوية ووجهت له واحدةً مماثلة لم يتمكن من تفاديها بسبب ردّ فعله البطيء. إنه لا يملك أيّ خبرة في فنون القتال بالإضافة إلى أنني استفززته كثيراً وأنهكته كثيراً وهو الآن غاضبٌ لدرجة أنه لا يرى أيّ شيءٍ أمامه.
بالأحرى لقد أصبح فريسةً سهلة جداً ومملة جداً.
اندفع نحوي بقوة فتحركت جانباً ووجهت ضربة لمؤخرة عنقه ليسقط أرضاً فاقداً الوعي.
لم يكن الأمر ممتعاً كثيراً لأنه ضعيف. إنه لا شيء أمام قتالي مع رين.
لايزال هناك اثنان. أووه صحيح أستغرب عدم تدخل رفيقيه بالقتال حتى الآن. صحيح أننا ابتعدنا عنهم قليلاً ولكن يفترض أن يتدخلا لمساعدة صديقهما المسكين.
تقدمت حيث كنا نقف في البداية بجوار السيارة لأجد رين واقفاً يستند على السيارة واضعاً يديه في جيبي معطفه بينما الشابان الآخران كانا ملقيين أرضاً قرب أقدامه.
رمقته بحدة واستياءٍ شديدٍ وتقدمت نحوه بخطوات غاضبة وأنا أقول:
-من سمح لك بالتدخل في معركتي رين؟؟ أنا لم أطلب مساعدتك حتى.ابتسم رين باتساعٍ وتقدّم ليقف أمامي تماماً وقال:
-من الواضح أنّك غاضبة ولكن صدقيني قتالك مع أولئك لن ينفعك. إنهم أضعف منك بمراحل. لا يستحقون أن تهدري وقتك لأجلهم.زفرت نفساً حانقاً وأومأت قائلة:
-أنتَ محق. قتالي مع أحدهم جعلني أكثر سخطاً واستياءً فحسب.لمعت في ذهني فكرةٌ حينها ونظرت نحو رين بابتسامةٍ ماكرة وأنا أقول:
-عليّ القتال مع شخصٍ قويٍّ ولحسن الحظ أرى شخصاً واحداً مناسباً بالجوار.ندت عنه ضحكة خافتة قبل أن ينقر جبيني بخفة وهو يقول:
-أنتِ ماكرة حقاً. ولكن هذا ليس الوقت ولا المكان المناسب. كما أنّ رايان ينتظرنا في المركز. اتصل بي قبل قليل وأخبرني ألا نتأخر.فتح لي باب السيارة حينها لأصعد إليها بصمت بعد أن تأكدت من إمطاره بوابل من النظرات النارية.
لاحظت أنه يبدو منهكاً وكأنه خاض شجاراً عنيفاً رغم محاولاته لإخفاء ذلك. أرى بوضوح قطرات العرق تلمع على جبينه. بالتأكيد هذا ليس بسبب قتاله مع هذين الشابين.
انطلق نحو المركز ولم أستطع قمع رغبتي بسؤاله عما حدث معه ولذا قلت بنبرة محايدة قدر الإمكان:
-إذاً ماذا فعلت عندما غبت عني؟؟أجاب دون أن ينظر نحوي:
-لا شيء مهماً. راقبت عدة أشخاص وتبعت أحدهم ولكن لم أحصل على أي معلومات ذات قيمة.وأنتِ ماذا حدث معكِ؟؟ ولما اتصلتِ بي وبدوتِ قلقة؟؟ ولما كنتِ غاضبة قبل قليل؟؟
أنت تقرأ
لحن الكاميليا || Camellia Melody
Romanceلكلّ إنسانٍ لحنٌ خاصٌّ به يمثّلُ حياته، تجسّد نغماته الحزن والسعادة، الخيبات والأمل، الانتقام والغفران، وأخيراً الكره...والحب. "الكاميليا السوداء" كان لقبها الذي اشتهرت به بين المجرمين والقتلة. جميلة جداً كأزهار الكاميليا وسوداء لأنّها أسوأ عدوٍّ له...